رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"أسوشيتيد برس": الصراع بين إسرائيل وحزب الله يُنذر بحرب شاملة قد تمتد لجميع أنحاء المنطقة

30-9-2024 | 12:13


إسرائيل وحزب الله

أ ش أ

حذرت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية من أن الصراع بين إسرائيل وحزب الله في لبنان يتصاعد بوتيرة سريعة للغاية في الأيام الأخيرة بما يُنذر بإشعال حرب شاملة قد تمتد إلى جميع أنحاء المنطقة.

وسلطت الوكالة  الضوء على أول غارة جوية تنفذها إسرائيل بشكل واضح على وسط بيروت منذ ما يقرب من عام من الصراع وأدت إلى تدمير مبنى سكني في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين، في تطورات جاءت بعدما ضربت إسرائيل أهدافا في أنحاء لبنان وقتلت العشرات من الناس بينما تكبد حزب الله ضربات ثقيلة لهيكله القيادي، بما في ذلك اغتيال زعيمه حسن نصر الله.

وأفاد صحفي من "أسوشيتد برس" في مكان الحادث بأن الغارة الجوية أصابت مبنى سكنيا متعدد الطوابق كما أظهرت مقاطع فيديو سيارات إسعاف وحشدا متجمعا بالقرب من المبنى في منطقة سنية في الغالب مع شارع مزدحم تصطف على جانبيه المحلات التجارية.

وقال فصيل يساري فلسطيني في لبنان، لمراسل الوكالة، إن ثلاثة من أعضائه قُتلوا في الغارة الجوية، حيث قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان صدر في وقت مبكر من اليوم، إن قادتها العسكريين والأمنيين في لبنان وعضوًا ثالثًا قتلوا في الهجوم، مع الإشارة إلى أن الجبهة لم تلعب دورًا كبيرًا في الصراع الدائر بين إسرائيل وحزب الله، في الوقت الذي أعلنت فيه حركة حماس في وقت مبكر من اليوم أيضًا، أن ضربة أخرى قتلت قائدًا في حركة حماس، التي لها وجود في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

وأبرزت الوكالة أن إسرائيل استهدفت في الأسبوع الماضي بشكل متكرر الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث يتمتع حزب الله بحضور قوي، بما في ذلك ضربة كبيرة يوم الجمعة الماضية أودت بحياة نصر الله لكنها لم تضرب مواقع بالقرب من وسط المدينة.

وفي الوقت نفسه، لم يعلق المسئولون الإسرائيليون على الفور، في حين أعلن حزب الله مقتل نبيل قاووق، نائب رئيس المجلس المركزي، يوم أمس الأول، مما يجعله سابع زعيم كبير في الحزب يُقتل في ضربات إسرائيلية في غضون أقل من أسبوع ومنهم الأعضاء المؤسسون للحزب الذين نجوا من الموت أو الاعتقال لعقود من الزمن، كما أكد حزب الله أن علي كركي، وهو قائد كبير آخر، قُتل في الضربة التي قتلت نصر الله وتقول إسرائيل إن ما لا يقل عن 20 شخصا آخر من حزب الله قُتلوا، بمن فيهم مسئول عن تفاصيل أمن نصر الله.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن ما لا يقل عن 105 أشخاص قُتلوا في جميع أنحاء البلاد في غارات جوية أمس الأحد، مشيرة إلى أن ضربتين بالقرب من مدينة صيدا الجنوبية، التي تقع على بعد حوالي 45 كيلومترًا "أو 28 ميلاً" جنوب بيروت، أسفرتا عن مقتل 32 شخصًا على الأقل.

وبشكل منفصل، أسفرت الضربات الإسرائيلية في محافظة بعلبك الهرمل الشمالية عن مقتل 21 شخصًا وإصابة 47 على الأقل.

وأفادت وسائل إعلام لبنانية عن عشرات الضربات في البقاع الأوسط والشرقي والغربي وفي الجنوب، بالإضافة إلى الضربات على بيروت، في حين تقول إسرائيل إنها تستهدف المسلحين، لكن الضربات أصابت مباني يعيش فيها مدنيون ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى.

وفي مقطع فيديو لضربة في صيدا، تحققت منه "أسوشيتد برس"، تمايل مبنى قبل أن ينهار بينما كان الجيران يصورون، ودعت إحدى محطات التلفزيون المشاهدين إلى الصلاة من أجل عائلة عالقة تحت الأنقاض ونشرت صورهم، حيث فشل رجال الإنقاذ في الوصول إليهم، وذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن 14 مسعفًا على الأقل قتلوا على مدى يومين في الجنوب.

وردًا على التصعيد الدرامي في الضربات الإسرائيلية على لبنان، زاد حزب الله بشكل كبير من هجماته الصاروخية في الأسبوع الماضي، من عدة عشرات إلى عدة مئات يوميًا، حسبما قال الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي أسفر عن إصابة عدة أشخاص وتسببت في أضرار، لكن معظم الصواريخ والطائرات بدون طيار اعترضتها أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية أو سقطت في مناطق مفتوحة.

ويقول الجيش الإسرائيلي "إن ضرباته أدت إلى تدهور قدرات حزب الله وأن عدد عمليات الإطلاق كان ليكون أعلى بكثير لو لم يتم ضرب حزب الله".

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن الغارات الجوية الإسرائيلية في لبنان "قضت" على هيكل قيادة حزب الله، لكنه حذر من أن الحزب سيعمل سريعًا على إعادة بناء وترتيب صفوفه مجددًا.


وأضاف كيربي عن نصر الله: "أعتقد أن الناس أكثر أمانًا بدونه، نحن نراقب لنرى ما يفعلونه لمحاولة ملء هذا الفراغ القيادي، سيكون الأمر صعبًا حيث تم القضاء على جزء كبير من هيكل قيادتهم الآن".

وتجنب كيربي، في حديثه إلى إحدى وسائل الإعلام الأمريكية، الأسئلة حول ما إذا كانت إدارة بايدن تتفق مع الطريقة التي يستهدف بها الإسرائيليون قادة حزب الله وأكد فقط أن البيت الأبيض يواصل دعوة إسرائيل وحزب الله إلى الموافقة على وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 21 يومًا طرحته الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع الماضي.