51 عامًا على انتصارات أكتوبر.. اللواء باقي زكي يوسف مهندس تحطيم خط بارليف
51 عاما مرت على انتصارات أكتوبر المجيدة، تلك المعجزة العسكرية التي حققها الجيش المصري في حرب السادس أكتوبر 1973 بإتمام العبور وتدمير خط بارليف المنيع والذي سقطت مع الأسطورة التي زعمها الجيش الإسرائيلي بأنه الجيش الذي لا يقهر، فنجحت العبقرية المصرية في تدمير الساتر الترابي بفكرة طرحها اللواء الراحل باقي زكي يوسف، مهندس تحطيم خط بارليف.
وأصبح تحطيم الساتر المنيع بخراطيم المياه، بعدما طرحها المهندس باقي زكي يوسف، من بين البطولات والمعجزات التي حققها المصريون في هذه الملحمة العسكرية الخالدة، فنجحت الفكرة في إزالة هذه التحصينات الدفاعية التي كانت تمتد على طول الساحل الشرقي لقناة السويس.
اللواء باقي زكي يوسف
كان باقي زكي يوسف رئيسا لفرع المركبات بالجيش الثالث الميداني أثناء حرب أكتوبر، وهو من اقترح فكرة استخدام ضغط المياه لإحداث ثغرات في الساتر الترابي المعروف بخط برليف، والذي استهدف العدو الإسرائيلي من إقامته أن يكون نقاط حصينة لمنع عبور أية قوات مصرية لقناة السويس وتحرير سيناء.
وبدأ إنشاء خط بارليف في أعقاب نكسة 1967، وبلغت تكلفته حوالي 200 مليون دولار في ذلك الوقت، وكان هذا الخط يبدأ من قناة السويس وحتى عمق 12 كم داخل شبه جزيرة سيناء.
من هو باقي زكي يوسف؟
ولد اللواء باقي زكي يوسف في 23 يوليو 1931 وتخرج سنة 1954 من كلية الهندسة قسم ميكانيكا من جامعة عين شمس.
انتُدب للعمل في مشروع السد العالي في شهر مايو عام 1964، ثم عين رئيساً لفرع المركبات برتبة مقدم في الفرقة 19 مشاة الميكانيكية، و شاهد عن قرب عملية تجريف عدة جبال من الأتربة والرمال في داخل مشروع السد العالي بمحافظة أسوان والتي كانت هذه هي بذرة فكرة أحداث ثغرات في الساتر الترابي المواجه لخط برليف.
لكن بعد أزمة 1967 ألغى انتداب كل الضباط وعاد يوسف إلى القاهرة يوم 4 يونيو، حيث عين انضم لفرع المركبات في الفرقة 19 مشاة الميكانيكية وأصبح رئيسها برتبة مقدم، حيث ظل ضابطاً مهندساً في القوات المسلحة خلال الفترة من عام 1954 وحتى 1 يوليو 1984، قضى منها خمس سنوات برتبة لواء.
ومع بداية الإعداد للمعركة وتحرير الأرض في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتحديدا في يوليو عام 1969، وفي مقر الفرقة 19 التابعة للجيش الثالث، بإحدى ضواحى السويس، عقد قائد الفرقة اللواء سعد زغلول عبد الكريم اجتماعا لأركان القيادة والضباط لمناقشة كيفية التعامل مع خط بارليف.
وكان باقي زكي يوسف حينها برتبة المقدم مهندس مديرا للمركبات في الفرقة 19، حيث اقترح فكرته بالتخلص من الساتر الترابي باستخدام مياه قناة السويس، وضخها عبر خراطيم بمواصفات معينة لتقوم المياه المندفعة بتجريف الرمال فتتساقط على الطريق الشاطئي، وبعدها التعامل بديناميت لفتح الثغرات، فيقول يوسف عن تلك اللحظة "مجرد ما أنهيت كلامي وجدت سكونا في القاعة، لدرجة أني خوفت أكون خرفت".
وأوضح في إحدى الحوارات الصحفية أنه «بين الساعة 12 ليلا وقت انتهاء الاجتماع وحتى الساعة 12 ظهر اليوم التالي كانت الفكرة وصلت لأعلى مستوى في القوات المسلحة، وفي أقل من أسبوع وصلت للرئيس جمال عبد الناصر، وبالفعل بدأت تتطور خلال الفترة ما قبل الحرب بالعمل مع سلاح المهندسين في سرية تامة واستيراد المضخات والتدريب على استخدامها لتحقيق الهدف في أسرع وقت ممكن، وبالفعل نجحت القوات في عبور الضفة الشرقية للقناة في أقل من ست ساعات، وتحطم الساتر الترابي».
وفي فيلم وثائقي لوزارة الدفاع، أكد باقي زكي يوسف أن "هذه الفكرة كانت ابنة الوقت وليدة اللحظة الصعبة"، وسبق المعركة عميلة تجربة وإعداد، حيث تم عمل أكثر من 300 تجربة على جميع أنواع الأراضي وجميع أنواع الطلمبات الميكانيكية والتوربينية، كانت أول تجربة كانت في حلوان في سبتمبر 1969، وحتى تجربة بيان عملى فى يناير 1972 في جزيرة البلاح على ساتر ترابى على حافة القناة مباشرة.
حتى حانت اللحظة الحاسمة في السادس من أكتوبر 1973، فى الثانية و خمس دقائق من بعد ظهر ذلك اليوم، وتبدأ المعركة، وتنجح ضربة الطائرات المصرية في تحقيق أهدافها كاملة في نجاح فتح أبواب النصر وأربك القوات الاسرائيلية بتحطيم مراكز القيادة والسيطرة، ومواقع التشويش الاليكترونى والمطارات، وتم تدمير الساتر الترابي بالمضخات في 6 ساعات، وبعد التمهيد النيراني بدأت فرق المشاة و قوات قطاع بورسعيد العسكرى فى اقتحام قناة السويس مستخدمة حوالى ألف قارب اقتحام مطاط 1500 سلم لتسلق خط بارليف، وبعد 8 ساعات من القتال تم فتح 60 ممر في الساتر الترابي على القناة وإنشاء 8 كبارى ثقيلة وبناء 4 كبارى خفيفة وبناء وتشغيل 30 معدية ، وعادت اعلام مصر ترفرف من جديد على الضفة الشرقية للقناة.
تكريم اللواء باقي زكي يوسف
حصل باقي زكي يوسف على نوط الجمهورية العسكري من الدرجة الأولى من الرئيس أنور السادات في فبراير عام 1974 عن أعمال قتال استثنائية تدل على التضحية والشجاعة الفائقة في مواجهة العدو بميدان القتال في حرب أكتوبر 1973.
كما حصل على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية من الرئيس محمد حسني مبارك عام 1984 بمناسبة إحالته إلى التقاعد من القوات المسلحة.
توفي اللواء باقي زكي يوسف في 23 يونيو 2018 عن عمر ناهز 86 عاما.