رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حسانين فهمي: الترجمة الأدبية كانت نقطة انطلاقي مع الترجمة عن الصينية| خاص

2-10-2024 | 16:44


د.حسانين فهمي

دعاء برعي

يشكل اليوم العالمي للترجمة شكلًا من أشكال التذكير بدور الترجمة والمترجمين، والذي يعد جسرًا يصل بين مختلف الثقافات والحضارات، ويساهم في تحقيق تبادل المعارف والإبداعات والرؤى والأفكار، وعلى صعيد آخر يضع قضاياها على طاولة البحث بين المؤسسات المختصة لمعرفة حاضرها ومستقبلها، وكذا تكريم العاملين من المترجمين في مختلف تخصصاتهم والتعرف على ما يشغلهم من مشكلات سواء في التعامل مع مؤسساتها أو مع حقوق النشر وغيره.

ومن هنا حاورت بوابة "دار الهلال" دكتور حسانين فهمي أستاذ اللغة الصينية والترجمة بجامعة عين شمس، وأحد أبرز المترجمين عن الصينية، والذي قدم عددًا مهمًا من الترجمات بمختلف التخصصات.

ويقول د.حسانين فهمي: "تعود بدايتي مع الترجمة إلى ولعي بالقراءة، ما دفعني لقراءة كل ما تقع عليه يدي من صحف ومجلات وكتب محدودة، نظرًا لنشأتي في مدينة كانت تفتقر إلى مكتبة عامة، أو منافذ لتوزيع الكتب، قبل أن يتغير هذا الوضع كلية بعد التحاقي بكلية الألسن جامعة عين شمس في منتصف التسعينات من القرن الماضي، لأجد نفسي أخيرًا وسط مكتبة الكلية الغنية بالكتب العربية والأجنبية".

ويؤكد: "منذ التحاقي بقسم اللغة الصينية بالكلية، زاد شغفي بالترجمة ووجدت نفسي مهتمًا بمقرر الترجمة أكثر من غيره، وكانت لي محاولات ترجمية منذ السنة الثانية كنت أحتفظ بها لنفسي أو أعرضها على بعض أساتذتي، ثم واصلت الاهتمام بالترجمة من خلال القراءة المتعمقة للكتب المترجمة وكتب نظريات الترجمة، وساعدني في ذلك ما كنت أحصل عليه بأسعار زهيدة من مكتبات سور الأزبكية ومنافذ مشروع مكتبة الأسرة".

ويوضح: "زاد من اهتمامي بالترجمة عن الصينية ولعي بالثقافة الصينية وقراءاتي المتعمقة في الأدب والفكر الصيني، فتمنيت أن يكون لي دور في تقديم بعض هذه الأعمال للقارئ العربي في ظل الندرة التي كانت تشهدها المكتبة العربية في الكتب المترجمة عن الصينية قبل أن يتحسن الوضع خلال السنوات العشر الأخيرة مع تخريج المزيد من المترجمين المتخصصين في الترجمة عن الصينية، واهتمام دور النشر المصرية والعربية بالترجمة عن الصينية".

ويلفت أستاذ اللغة الصينية إلى أن الترجمة الأدبية كانت نقطة الانطلاق في مشواري مع الترجمة عن الصينية، وذلك بترجمة عدد من قصص الأطفال الصينية، ثم توالى بعدها اهتمامي بترجمة الكثير من الأعمال القصصية والروائية لعدد من رواد الأدب الصيني الحديث والمعاصر وعلى رأسهم صاحب نوبل مويان الذي ترجمت له أكثر من عمل، ليصل مجموع ما ترجمته حتى الآن ما يزيد على ثلاثين كتابًا معظمها ترجمات أدبية، آخرها ترجمة رواية "مدينة ضائعة" للروائي الصيني يوهوا والتي من المنتظر صدورها قريبًا ضمن سلسلة "قراءات صينية".

وحول أبرز ترجماته عن الصينية يقول: (هناك روايات "الذرة الرفيعة الحمراء" و"الصبي سارق الفجل" لمويان، "مذكرات بائع الدماء"، "صيف حار وقصص أخرى"، "الماضي والعقاب وقصص أخرى" و"مدينة ضائعة" للروائي الصيني يوهوا، و"الموبايل" و"سرير الغرباء" للروائي ليوجين يون و"مختارات قصصية لكاتبات صينية معاصرات" وكتب "ثقافة الطعام الصيني" و"موجز تاريخ التبادلات الثقافية بين الصين والعالم العربي" و"موجز تاريخ الدبلوماسية الصينية القديمة"، وغالبًا ما تكون اختياراتي في الترجمة مدفوعة برغبتي الشخصية بعد قراءة أعمال بعينها، وإيماني بقيمة العمل وأنه سيمثل إضافة للمكتبة العربية، فأقترحه على الناشر، وفي بعض الأحيان تُعرض علي أعمال بعينها من الناشرين، وبوجه عام لا أترجم إلا الكتب التي تقنعني).

ويرى أستاذ اللغة الصينية أن الترجمة الآن تواجه الكثير من المشكلات ربما أهمها غياب الاهتمام المؤسسي الكافي بالترجمة، ووضع الخطط المدروسة لترجمة أعمال مهمة في لغاتها الأصلية، وذلك باستثناء بعض المراكز والهيئات التي تسعى للتغلب على الإجراءات البيروقراطية وتحفيز المترجمين ونشر الترجمات في مختلف فروع المعرفة. وهناك أيضًا مشكلة غياب القواميس الموحدة الخاصة بترجمة المصطلحات الأجنبية (خاصة الصينية) إلى العربية،  حتى أصبحنا نرى أكثر من ترجمة لمصطلح واحد أو اسم واحد من الصينية إلى العربية، الأمر الذي يقود إلى إرباك القارئ والمترجم على حد سواء. ولكن على الرغم من ذلك كله، تبقى ثمة جهود مصرية وعربية في مجال الترجمة جديرة بالاحترام والتشجيع، بما توفره من فرص وتقدمه من دعم للمترجمين، إلى جانب الجوائز التي تمنحها مؤسسات مصرية وعربية في مجال الترجمة.