نُذر الإنفجار تلوح في الأفق .. مناقشات بين بايدن وإسرائيل حول استهداف المنشآت النفطية الإيرانية
نُذر انفجار كبير تلوح في سماء الشرق الأوسط، في ظل تقديرات تشير إلى أن إسرائيل تخطط إلى شن هجوم "قاس" على إيران، ردًا على هجومها الصاروخي، الذي جاء حفاظًا على "استراتيجية الردع".
وسبق وأن أكدت طهران، أنه إذا ردت إسرائيل على هجماتها، فسيكون ردها أقوى، وذلك لأنها مارست حقها في الدفاع عن النفس استنادًا إلى المادة 51 من الميثاق، واستهدفت حصرًا القواعد العسكرية والأمنية المسؤولة عن الإبادة الجماعية في غزة ولبنان، حسبما تذكر.
ولايعكس التمسك الإسرائيلي بالرد على الهجمات الإيرانية سوى أن المنطقة على مشارف صراع أوسع نطاقًا، بيدا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعتقد أنه لن تكون هناك حرب شاملة في الشرق الأوسط، وأنه يمكن تجنب هذا السيناريو، موضحًا "هناك الكثير الذي يتعين علينا القيام به، لقد ساعدنا إسرائيل بالفعل. وسنقوم بحمايتها".
وبالأمس، أكد بايدن على وجود نقاشات بشأن احتمال توجيه إسرائيل ضربة لمنشآت النفط الإيرانية، مشددًا في الوقت ذاته على أن واشنطن "لا تعطي الإذن للإسرائيليين بشأن ردهم المتوقع".
هجوم وشيك
وتضغط الإدارة الأمريكية على إسرائيل لتخفيف الرد خشية استهدافها منشآت نفطية إيرانية، وفق ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أشارت إلى وجود محادثات أمنية وسياسية مع الإدارة الأميركية في محاولة لصياغة ما وصفته برد متوازن على طهران سيتم عبر التنسيق الكامل مع واشنطن.
الهيئة ذاتها أفادت عن مصادر سياسية أن مجلس الوزراء الأمني المصغر قرر تنفيذ ما وصفته برد قاس على الهجوم الإيراني.
ومن غير المرجح أن يأتي الرد الإسرائيلي سريعًا، بحسب ما أوردته صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين في الإدارة الأميركية، لكن المخاوف تتزايد بقوة على الصعيد الأمريكي والأوروبي خشية أن تضرب إسرائيل أهدافًا اقتصادية إيرانية، مما قد يؤدي إلى رد فعل تصعيدي خطير، لأن إيران تعتبر الهجمات على صناعة النفط والغاز الخاصة بها خطا أحمر، طبقًا للمصدر ذاته.
وعلى الصعيد الرسمي، تؤكد إسرائيل أنها سترد "بشكل محسوب" على الصواريخ الإيرانية التي استهدفتها، زاعمة أنها لاتريد حربًا شاملة مع الطهران، لكنها في الوقت ذاته تقول إن ردها "سيكون قويًا ومؤلمًا للغاية، ومجلس الحرب لن يقف مكتوف الأيدي إزاء هجوم إيران، وهو يدرس خيارات الرد".
في غضون ذلك، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن هناك مشاورات مكثفة تعقد على المستويين السياسي والأمني استعدادًا لهجوم على إيران من المحتمل تنفيذه في الأيام المقبلة، موضحة أن الرد قد يشمل أكثر من خيار وليس بالضرورة أن يكون عبر ضربات جوية.
تقديرات الرد
وفي تقدير، مركز "ستراتفور" الأمريكي للدراسات الإستراتيجية والسياسية، أن إسرائيل ستهاجم عددًا صغيرًا من الأهداف الإيرانية، قبل أن يستدرك أنها ربما تحاول انتهاج خيارات تصعيدية أكثر، من بينها شن هجمات أكبر عددًا وأوسع نطاقًا جغرافيًا، أو حتى مواصلة حملة غاراتها الجوية التي من المحتمل أن تستدرج مزيدًا من الهجمات الإيرانية.
وخلص "ستراتفور" إلى أن الرد الإسرائيلي قد يقتصر على جولة واحدة فقط تضرب خلالها أهدافًا مختارة حول القطاعات النووية والطاقة والصواريخ، وربما المسيرات أو القطاعات العسكرية الصناعية الأخرى في إيران، وبكميات محدودة.
ويشير إلى أن من شأن ذلك أن يحد من التهديد المباشر لاندلاع حرب إقليمية شاملة، ولكن لن يقضي على ذلك التهديد، موضحًا أنه حتى الهجمات المستهدفة قد تؤدي إلى جولة أخرى من الانتقام الإيراني المباشر.
والثلاثاء، أطلقت طهران عشرات الصواريخ على إسرائيل تسببت في إلحاق خسائر بشرية وأضرار مادية بإسرائيل، فضلًا عن إغلاق المجال الجوي للبلاد، وهرع الملايين إلى الملاجئ على وقع دوي صافرات الإنذار.
وتقول طهران إن ضرباتها تأتي في السياق الرد على اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.
وفيما تبنت إسرائيل اغتيال نصر الله، خلال غارة استهدفت المقر المركزي للحزب في ضاحية بيروت الجنوبية، نفت أن يكون لها أي مسؤولية باغتيال هنية، لكن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أشار لمسؤوليات بلاده عن ذلك، يوم الحادثة، قائلًا:"في الأيام القليلة الماضية وجهنا ضربة ساحقة لكل منهم".
ومن جهته، أقر جيش الإحتلال الإسرائيلي بأن الضربة الصاروخية التي نفذتها طهران خلفت أضرارًا في قواعده الجوية، لكنه قلل من أهميتها ولم يكشف عن أماكنها.