انطلاق القمة الفرنكوفونية الـ19 في فرنسا في ظل تحديات لغوية وجيوسياسية واقتصادية وتقنية
انطلقت منذ قليل اليوم الجمعة أعمال مؤتمر قمة الفرنكوفونية، الـ19 في "المدينة الدولية للغة الفرنسية" في "فيلار كوتريه" شمال شرقي العاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة نحو مائة وفد من رؤساء الدول والحكومات أعضاء المنظمة الدولية للفرنكوفونية، فضلا عن ممثلي المجتمع الدولي والمجتمع المدني.
وتعقد القمة هذا العام تحت شعار "الابداع والابتكار وريادة الاعمال باللغة الفرنسية" فقد اتفقت فرنسا والمنظمة الدولية للفرنكوفونية على إدراج الابتكار وريادة الاعمال باللغة الفرنسية على جدول أعمال هذا الحدث الدولي المهم، حيث تنعقد القمة في ظل تحديات كبرى لغوية وجيوسياسية واقتصادية وعلمية وتقنية.
وبعد أن استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والأمينة العامة للفرنكوفونية لويز موشيكيوابو، رؤساء الدول والحكومات، تُعقد الجلسة الافتتاحية للقمة، حيث ستتم عملية التسلم والتسليم بين رئاسة القمة السابقة (تونس) والرئاسة الجديدة (فرنسا)، ثم كلمات للدولة المضيفة للقمة (فرنسا)، وللأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية، يتبعها جلسات عن التحديات التي تواجه المواطن الناطق بالفرنسية في ظل التحدي الرقمي، على أن يستكمل المؤتمر فعاليته غدا السبت ب"القصر الكبير" في قلب باريس.
وتستضيف فرنسا هذه القمة للفرنكوفونية للمرة الأولى منذ ثلاثة وثلاثين عاما، وتعد حدثا جوهريا نظرا إلى التحديات والقضايا الجيوسياسية والاقتصادية والثقافية التي ستتناولها، كما أنها أحد أبرز الأحداث الدولية التي تشهدها فرنسا طوال عام 2024 والذي يعد "عام فخر للغة الفرنسية"، فقد جاء تنظيم هذه القمة بعد دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية وإحياء الذكرى الثمانين لإنزال نورماندي وبروفانس، وأيضا قبل إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام في ديسمبر القادم.
ويتطرق رؤساء دول وحكومات المنظمة قضايا رئيسية تتعلق بمستقبل الشباب الناطق بالفرنسية ليس على المستوى اللغوي فقط وإنما على المستوى الجيوسياسي أيضا، حيث تعد الفرنكوفونية منتدى فريدا للحوار متواجد في خمس قارات يرتكز على أسس لغة وقيم مشتركة يجب تعزيزها. كذلك، يبحث المشاركون التحديات في مجال الرقمنة مع تقدم الذكاء الاصطناعي في مجتمعاتنا، وعلى المستوى الاقتصادي، فهناك تعاملات تجارية بين الدول الأعضاء للفرنكوفونية ما يوفر فرص عمل أفضل في الدول التي تتشارك اللغة.
يُنظم على هامش القمة، مهرجان الفرنكوفونية تحت شعار "تغيير وجه العالم" حيث يمثل دعوة إلى اكتشاف الإبداع الفرنكوفوني في جميع المجالات الفنية والثقافية والريادية. وتبرز هذه الفعالية، التي تجسد موضوع مؤتمر القمة المتمثل في "الإبداع والابتكار والريادة باللغة الفرنسية"، فرنكوفونيةً منفتحةً على العالم وتتمتع بقدرة عالية على الاستقطاب والابتكار وتجسدها شخصيات ملهمة من القارات الخمس.
كذلك، يقام على هامش اعمال القمة، معرض "FrancoTech" أو "التكنولوجيا الفرنكوفونية" في باريس وهو أول معرض للابتكار باللغة الفرنسية، يهدف إلى الترويج لفكرة الابتكار باللغة الفرنسية و تحفيز الابتكار والشراكات باللغة الفرنسية .
جدير بالذكر، فإن أكثر من 320 مليون نسمة، في القارات الخمس، يتحدثون بالفرنسية وفقا لإحصائيات المنظمة، وتعد اللغة الفرنسية اليوم خامس أكثر اللغات انتشارا في العالم وتثير اهتماما كبيرا لما يقرب من 150 مليون متعلم حول العالم. ولذلك تلعب منظمة الفرنكوفونية دورا أساسيا في تعزيز هذه اللغة، وتضم المنظمة التي تأسست في عام 1970، 88 دولة وحكومة بصفة أعضاء ومشاركين ومراقبين.
وينظم مؤتمر قمة الفرنكوفونية، الذي يمثل أعلى هيئة في المنظمة الدولية للفرنكوفونية، في فرنسا للمرة الثالثة، فقد استضافت البلاد في عام 1986 أول مؤتمر قمة الفرنكوفونية في قصر فرساي ، ثم رابع مؤتمر قمة في قصر شايو بباريس عام 1991.