الرئيس الفرنسي يؤكد: الفرنكوفونية هي مساحة للنفوذ الدبلوماسي يسمح لنا بمواجهة تحديات القرن
افتتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم /الجمعة/ القمة الفرانكوفونية الـ19 في فرنسا تحت شعار "الإبداع والابتكار وريادة الأعمال باللغة الفرنسية" في المدينة الدولية للغة الفرنسية بفيلار كوتريه، شمال شرقي باريس، وسط حضور نحو مائة وفد من الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للفرانكوفونية.
وفي كلمته التي ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للقمة، دعا ماكرون أعضاء المنظمة الدولية للفرانكوفونية إلى تبني "معا دبلوماسية" تدافع عن "السيادة ووحدة الأراضي" في كل مكان، دون معايير مزدوجة، بداية من أوكرانيا ووصولا إلى لبنان.
وأضاف أمام وفود أعضاء المنظمة الدولية أن "الفرانكوفونية هي مساحة للنفوذ الدبلوماسي يسمح لنا بمواجهة تحديات القرن".
وقال إن " المنظمة هي صرح يمكننا فيه تبني نهج دبلوماسي يدافع عن السيادة والسلامة الإقليمية في كل مكان في العالم، و يدافع أيضا عن رؤية لا مجال فيها لازدواجية المعايير، حيث تكون حياة الجميع متساوية في جميع الصراعات في جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أنه "لا يمكن أن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط دون حل الدولتين".
كما دعا ماكرون إلى "بناء نظام رقمي يحمي المواطنين" ويهدف إلى مكافحة المعلومات المضللة وانتشار خطاب الكراهية والعنصرية.
وقد انطلق مؤتمر قمة الفرانكوفونية التاسع عشر في "المدينة الدولية للغة الفرنسية" في "فيلار كوتريه" شمال شرقي العاصمة الفرنسية باريس، بمشاركة نحو مائة وفد من أعضاء المنظمة الدولية للفرانكوفونية، فضلا عن ممثلي المجتمع الدولي والمجتمع المدني.
وتعقد القمة هذا العام تحت شعار "الإبداع والابتكار وريادة الأعمال باللغة الفرنسية" فقد اتفقت فرنسا والمنظمة الدولية للفرنكوفونية على إدراج الابتكار وريادة الأعمال باللغة الفرنسية على جدول أعمال هذا الحدث الدولي المهم، حيث تنعقد القمة في ظل تحديات كبرى لغوية وجيوسياسية واقتصادية وعلمية وتقنية.
وعقدت الجلسة الافتتاحية للقمة وتمت عملية التسلم والتسليم بين رئاسة القمة السابقة (تونس) والرئاسة الجديدة (فرنسا)، ثم عقدت جلسات عن التحديات التي تواجه المواطن الناطق بالفرنسية في ظل التحدي الرقمي، على أن يستكمل المؤتمر فعاليته غدا السبت ب"القصر الكبير" في قلب باريس.
وتستضيف فرنسا هذه القمة للفرنكوفونية للمرة الأولى منذ ثلاثة وثلاثين عاما، وتعد حدثا جوهريا نظرا إلى التحديات والقضايا الجيوسياسية والاقتصادية والثقافية التي تتناولها، كما أنها أحد أبرز الأحداث الدولية التي تشهدها فرنسا طوال عام 2024 والذي يعد "عام فخر للغة الفرنسية". فقد جاء تنظيم هذه القمة بعد دورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية وإحياء الذكرى الثمانين لإنزال نورماندي وبروفانس، وأيضا قبل إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام في ديسمبر القادم.
جدير بالذكر، فإن أكثر من 320 مليون نسمة، في القارات الخمس، يتحدثون بالفرنسية وفقا لإحصائيات المنظمة، وتعد اللغة الفرنسية اليوم خامس أكثر اللغات انتشارا في العالم وتثير اهتماما كبيرا لما يقرب من 150 مليون متعلم حول العالم، ولذلك تلعب منظمة الفرانكوفونية دورا أساسيا في تعزيز هذه اللغة، وتضم المنظمة التي تأسست في عام 1970، 88 دولة وحكومة بصفة أعضاء ومشاركين ومراقبين.