51 عامًا على نصر أكتوبر.. قصة المجند عبد العاطي "صائد الدبابات" الإسرائيلية
سجل أبناء قواتنا المسلحة فى حرب السادس من أكتوبر ملحمة تاريخية عجز تاريخ عن تدوينها، ومن أولئك المجند محمد عبد العاطي، الذي لقب بـ"صائد الدبابات"، وذلك نظرًا لأنه حطم خلال حرب أكتوبر 1973، 23 دبابة إسرائيلية بمفرده.
ولد عبد العاطي في عام 1950 بقرية شيبة قش بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، حصل على شهادة دبلوم الزراعة المتوسطة، ثم التحق بالخدمة العسكرية في نوفمبر 1969.
في البداية، انضم لسلاح الصاعقة، ثم انتقل إلى سلاح المدفعية، حيث تخصص في الصواريخ المضادة للدبابات، وبالتحديد في الصاروخ "فهد" الذي كان وقتها من أحدث الصواريخ المضادة للدبابات التي وصلت للجيش المصري.
أظهر عبد العاطي كفاءة ملحوظة، التحق على إثرها بمدفعية الفرقة 16 مشاة بمنطقة بلبيس، وبعد عملية ناجحة لإطلاق الصاروخ تم تكليفه بالإشراف على أول طاقم صواريخ ضمن الأسلحة المضادة للدبابات في مشروع الرماية الذي حضره قيادات الجيش المصري، وعقبها تمت ترقيته إلى رتبة رقيب مجند.
عبد العاطي في حرب أكتوبر
مع بداية حرب أكتوبر المجيدة، بالضربة الجوية الساحقة التي أنزلها الطيران المصري ضد العدو، وما تبع ذلك من بدء عبور القوات المصرية، كان عبد العاطي هو أول فرد من مجموعته يتسلق الساتر الترابي لخط بارليف.
لمع نجم عبد العاطي في يوم الثامن من أكتوبر 1973، حيث أصاب دبابته الأولى بمهارة عالية، لكنه لم يتوقف رصيده عند ذلك الحد، بل نجح في غضونه أن يصطاد ثمان دبابات، ما أجبر القوات الإسرائيلية في ذلك اليوم على الانسحاب.
في اليوم التالي، جاءت قوة إسرائيلية عبارة عن مجنزرة وعربة "جيب" وأربع دبابات، لمهاجمة عبد العاطي ورفاقه، فما كان منه إلا أن أطلق صاروخًا ضد المجنزرة، فدمرها بمن فيها.
إثر ذلك، حاولت الدبابة التالية لها أن تبتعد عن طريقها لأنهم كان يسيرون في شكل مستقيم، فصوب إليها عبد العاطي صاروخًا سريعًا فدمرها هي الأخرى، وفي تلك اللحظة تقدمت السيارة الجيب إلى الأمام، وبدأت الدبابات في الانتشار، فقام عبد العاطي باصطيادها واحدة تلو الأخرى حتى بلغ رصيده في هذا اليوم 17 دبابة.
في اليوم 10 أكتوبر، فوجئ رفاق عبد العاطي باستغاثة من القائد أحمد أبو علم قائد الكتيبة 34، حيث هاجمته ثلاث دبابات إسرائيلية، في هذه الأثناء، كان يضع بطلنا مجموعة من الصواريخ الجاهزة للضرب بجواره، وقام بتوجيه ثلاثة صواريخ إليها فدمرها جميعًا.
كما استطاع اصطياد إحدى الدبابات التي حاولت التسلل إليهم يوم 15 أكتوبر، وفي يوم 18 أكتوبر دمر دبابتين وعربة مجنزرة ليصبح رصيده 23 دبابة وثلاث مجنزرات.
تكريم صائد الدبابات
كرم عبد العاطي الرئيس الراحل محمد أنور السادات، عام 1974، بمنحه وسام "نجمة سيناء" من الطبقة الثانية، أحد أرفع الأوسمة العسكرية، ولأجل ذلك سمى طفله الأول وسام اعتزازًا بهذا التكريم، وحين احتفلت القاهرة بمعرض غنائم أسلحة العدو منحه وزير الحربية تكريمًا رمزيًا باختياره لقص شريط المعرض الذي ضم جانبًا من آثار بطولاته وبطولات رفاقه.
رحل عبد العاطي عن عالمنا في التاسع من ديسمبر 2001، عن عمر يناهز 51 عامًا، ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية خبر وفاته ابتهاجًا بذلك.