السادات.. محطم أسطورة العدو الوهمية
رجل الحرب والسلام، استطاع أن يقهر الأسطورة المزيفة التي أطلقها العدو الإسرائيلي على نفسه "جيش لا يقهر"، بتخطيطه وقوة الجيش المصري وتحالف الوطن العربي، هزمهم شر هزيمة، وأعاد لمصر سيناء مرة أخرى، إنه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي وقع على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، ومنح مصر السلام والأمان، ووضع الخطوط الحمراء أمام العدو حتى لا يجرؤ على الاقتراب من هذه الأرض مرة أخرى.
واستطاع أن يمسك بزمام الأمور وتولى حكم مصر وأعاد لها قوتها وكرامتها، فنحن أمام رجل لا يهاب شيء، فإن كان العدو أطلق على نفسه "جيش لا يقهر"، فالسادات رجل لا يقهر، فهو قاهر الأعداء، وصاحب قرار العبور التاريخي في حرب أكتوبر عام 1973.
ولد محمد أنور محمد السادات في 25 ديسمبر 1918 في قرية ميت أبو الكوم، التابعة لمحافظة المنوفية، لعائلة فقيرة، وكان لديه 14 أخًا، استشهد أحد إخوته الطيار عاطف السادات، في أثناء القتال خلال حرب أكتوبر في عام 1973، وكان والده محمد السادات من صعيد مصر ويعمل في السودان مع فريق طبي مرافق للجيش الإنجليزي المصري في عمل إداري وفي التمريض وفي الترجمة أيضا.
تلقى السادات تعليمه الأول في كتاب القرية على يد الشيخ عبد الحميد عيسى، ثم انتقل إلى مدرسة الأقباط الابتدائية بطوخ دلكة وحصل منها على الشهادة الابتدائية، ثم انتقل إلى القاهرة وهو في السادسة من عمره مع عائلته وذلك بعد عوده والده من السودان، بعدما فقد وظيفته هناك على إثر اغتيال لي ستاك، وما ترتب على ذلك من سحب القوات المصرية من المنطقة.
لم تكن الحياة بتلك الفترة مريحة له ولعائلته، ولكن لم يمنعه ذلك من استكمال تعليمه حتى الانتهاء من المرحلة الثانوية، حتى تحولت الحياة للأفضل بعدما عقد النحاس باشا معاهدة مع بريطانيا 1936، التي نصت على السماح للجيش المصري بالاتساع، والتحق بالكلية الحربية حيث كان الالتحاق بها مقتصرًا على أبناء الطبقة العليا، وبالفعل تم التحاقه بالكلية وتخرج في عام 1938.
عُين السادات في سلاح الإشارة، دخل الجيش برتبة ملازم ثان وتم إرساله إلى السودان الإنجليزي المصري، والتقى هناك بجمال عبد الناصر، وشكل مع العديد من الضباط الصغار الآخرين حركة الضباط الأحرار، ثم أنشأ مجلس قيادة الثورة جريدة الجمهورية، وتولى رئاسة تحرير هذهِ الجريدة، كما تولى منصب وزير دولة في شهر سبتمبر من عام 1954 وذلك مع أول تشكيل وزاري لحكومةِ الثورة وكان عضوًا في المجلس الأعلى لهيئة التحرير، وكذلك شغل منصب الأمين العام للمؤتمر الإسلامي العالمي في بيروت عام 1955.
انتخب السادات عضوًا بمجلس الأمة عن دائرة تلا ولمدة ثلاث دورات ابتداءً من عام 1957، وكان قد انتخب في عام 1960 رئيسًا لمجلس الأمة وذلك للفترة من 21 يوليو 1960 حتى 27 سبتمبر 1961، كما أنتخب رئيسًا لمجلس الأمة للفترة الثانية من 29 مارس 1964 إلى 12 نوفمبر 1968، كما أنه في عام 1961 عين رئيسًا لمجلس التضامن الأفرو آسيوي.
كما اختاره جمال عبد الناصر نائبًا له في عام 1969، وظل بالمنصب حتى يوم 28 سبتمبر 1970، بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر ولأنه يشغل منصب نائب الرئيس حل محله رئيسًا للجمهورية، وأصدر دستورًا جديدًا لمصر.
اتخذ السادات قراره برجوع سيناء إلى مصر، فشن حرب 6 أكتوبر بين مصر وإسرائيل، وكان صاحب قرار العبور التاريخي في حرب أكتوبر عام 1973، واستطاع الجيش كسر خط بارليف وعبور قناة السويس فقاد مصر إلى أول انتصار عسكري على إسرائيل.
كما أعاد فتح قناة السويس أمام الملاحة العالمية، وأقام منطقة بورسعيد الحرة كبداية لدخول مصر عصر الانفتاح الاقتصادي، فضلًا عن إقامة العديد من المدن الجديدة خارج القاهرة.
واتّخذ قراره الشجاع الذي اهتز له العالم بزيارة القدس ليمنح بذلك السلام لشعبه وعدوه في آنٍ واحد، ويدفع بيده عجلة السلام بين مصر وإسرائيل، وخلال هذه الرحلة وقع معاهدة كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل مع كل من الرئيس الأمريكي جيمي كارتر ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن، والاتفاقية هي عبارة عن إطار للتفاوض يتكون من اتفاقيتين الأولى إطار لاتفاقية سلام منفردة بين مصر وإسرائيل والثانية خاصة بمبادئ للسلام العربي الشامل في الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان.
ألّف السادات عدة كتب منها: "قصة الثورة كاملة"، "صفحات مجهولة من الثورة"، "يا ولدي هذا عمك جمال"، "البحث عن الذات".
حصل على جائزة نوبل للسلام عام 1978، اُغتيل في 6 أكتوبر عام 1981، في عرض عسكري كان يقام بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر.