الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجري مسحا بحريا قرب محطة فوكوشيما اليابانية.. ما السبب؟
يبدأ فريق من علماء الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الأسبوع، مهمة جديدة في اليابان لجمع عينات بحرية بالقرب من محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية.
وتأتي هذه المهمة كجزء من جهود الوكالة الواسعة لمراقبة وتقييم أمان تصريف المياه المعالجة من المحطة النووية، وتقوم الوكالة بإجراء مقارنات بين مختبرات مختلفة استناداً إلى العينات البحرية، للتحقق من البيانات الإشعاعية التي تستخدمها اليابان في تخطيط وتنفيذ تصريف المياه. كما تساعد هذه المقارنات في تقييم مدى تطبيق المعايير الدولية للسلامة في برامج المراقبة، لضمان تقييم دقيق لتعرض الجمهور، الذي تتولى مسؤوليته شركة طوكيو للطاقة الكهربائية والحكومة اليابانية.
وسيقوم فريق الوكالة ،خلال الفترة من 7 إلى 15 أكتوبر الجاري ، بمراقبة جمع عينات من مياه البحر والرواسب البحرية والأسماك والأعشاب البحرية من المياه الساحلية القريبة من محطة فوكوشيما ، كما ستشمل المهمة أخذ عينات من سوق سمك محلي ومراقبة إعداد العينات لتسليمها إلى المختبرات المشاركة.
وسيشارك في المهمة خبراء دوليون من المعهد الثالث لعلوم المحيطات في الصين، معهد كوريا للسلامة النووية، ومختبر سبايز في سويسرا ، وجميعهم أعضاء في شبكة مختبرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية لقياس النشاط الإشعاعي البيئي ، لتقديم تأكيد مستقل على قدرات اليابان في مراقبة البيئة.
وبعد جمع العينات، سيتم إرسالها إلى جميع المختبرات المشاركة لتحليل مجموعة من النويدات المشعة، ستُقدَّم نتائج التحليلات من مختبرات الوكالة الدولية في موناكو وفيينا، والمختبرات الأعضاء في شبكة المختبرات التابعة للوكالة الدولية ، بالإضافة إلى المختبرات اليابانية المشاركة، إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتقييم، مع التركيز على تحديد أي اختلافات إحصائية مهمة.
ويمكن أيضًا مقارنة نتائج التحليلات مع تلك من المقارنات المختبرية السابقة لتقييم أي تغيرات في مستويات النويدات المشعة في البيئة البحرية منذ بدء تصريف المياه المعالجة بنظام ALPS في أغسطس من العام الماضي، وسيتم الإعلان عن النتائج للجمهور لضمان الشفافية بحلول سبتمبر 2025.
وتُعد هذه المهمة جزءًا من الأنشطة الواسعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في مراقبة وتقييم السلامة لمراجعة المياه المعالجة بنظام ALPS، في سلسلة المقارنات المختبرية ، ونشرت الوكالة بالفعل عدة تقارير تُقيّم قدرات شركة الطاقة اليابانية في قياس النويدات المشعة بدقة في المياه المعالجة المخزنة في الموقع، وتقريرا آخر يحلل النويدات المشعة في عينات من مياه البحر، الرواسب، الأسماك، والأعشاب البحرية التي جُمعت في نوفمبر 2022.
بالإضافة إلى ذلك، يجري خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتمركزون في مكتب الوكالة في محطة فوكوشيما تحليلات مستقلة منتظمة في الموقع لدفعات المياه المعالجة، وفي سبتمبر من هذا العام.
وأكدت الوكالة أن مستوى التريتيوم في الدفعة التاسعة من المياه المعالجة بنظام ALPS كان أقل بكثير من الحد التشغيلي الياباني،كما كانت الوكالة قد أكدت في وقت سابق أن تركيزات التريتيوم في الدفعات الثـ 8 السابقة، التي بلغت إجماليًا حوالي 64,500 متر مكعب من المياه، كانت أيضًا أقل بكثير من الحدود التشغيلية.
ستوفر مهمة الأسبوع المقبل أيضًا عينات لمشروع المقارنات المختبرية للوكالة الذي بدأ في عام 2014 لدعم ضمان الجودة في مراقبة البيئة البحرية الأوسع من قبل المختبرات اليابانية، وسيتم الإعلان عن نتائج هذا الجزء من العمل في يونيو 2025.