51 عامًا على انتصار أكتوبر.. «أبو ذكري» قائد البحرية الشجاع
أدت قواتنا البحرية في حرب أكتوبر المجيدة، التي نحتفل اليوم بذكراها الـ51، دورها على الوجه الأكمل، تحت قيادة الفريق أول فؤاد أبو ذكري، ذاك الرجل الشجاع، الذي ولد في نوفمبر 1923، بمحافظة العريش.
حياته العسكرية
تخرج من الكلية الحربية عام 1946، حيث عمل في وحدات البحرية العائمة بالفرقاطات والكاسحات ثم تولى قيادة قاعدة الإسكندرية البحرية، ومن ثم قيادة المدمرة القاهر ثم المدمرة الظافر.
وفي عام 1959، تولى أبو ذكري قيادة لواء المدمرات، ثم تولي رئاسة شعبة العمليات الحربية، وبعد أسبوع من هزيمة يونيو 1967، عين قائدًا للقوات البحرية.
فور شغل منصبه، عمل على إعادة بناء القوات البحرية المصرية وخطط لأروع إنجازاتها التي تحققت في معارك الاستنزاف وأكتوبر 1973، ويكفي أن نشير إلى أن عملية إغراق المدمرة إيلات جرت في عهده.
ولم يدم على رأس منصبه طويلًا، حيث أقاله الرئيس جمال عبد الناصر لعدم تحريكه قطعة بحرية لاعتراض القوات الإسرائيلية، في عام 1969، قبل أن يعيده السادات إلى رأس منصبه مرة أخرى في عام 1972.
حرب أكتوبر
برز دور البحرية بقيادة أبو ذكري خلال حرب أكتوبر 1973، من خلال إغلاق مضيق باب المندب في وجه الملاحة الإسرائيلية والسفن المتوجهة إلى ميناء إيلات وزرع الألغام البحرية والتجسس على الموانئ الإسرائيلية في البحر المتوسط لكنها لم تشن هجمات على القطع البحرية الإسرائيلية.
وحول هذا الدور المحوري، يقول المشير محمد عبد الغنى الجمسى، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر، إن "في يوم السادس من أكتوبر اشتركت قواتنا البحرية بقيادة اللواء بحري فؤاد أبو ذكري بتشكيلاتها المختلفة في الحرب على الجبهة العريضة، فقد قامت هذه القوات في البحر المتوسط بتوجيه قصفات إلى مناطق شرق بور فؤاد شرقي بور سعيد، ورمانة على الساحل الشمالي لسيناء".
ويتابع، في مذكراته:"أما في البحر الأحمر فقد تم قصف شرم الشيخ، وفي خليج السويس هاجمت البحرية المناطق والأهداف التي حددت لها، وقد اشتركت في مهام اليوم الأول للعمليات حوالي خمسين وحده بحرية".
وكان من أبرز المهمات التي قامت بها قواتنا البحرية، خلال حرب أكتوبر، هو تمركز بعض وحداتنا في مضيق باب المندب واعتراضها السفن التجارية المتجهة من جنوب البحر الأحمر إلى إيلات منذ اليوم الأول للحرب وحتي نهايتها، وفقًا لشهادة الجمسي.
وفـــاتــه
بعد انتهاء حرب أكتوبر، أصر أبو ذكري على ترك منصبه لغيره، وطلب هذا رسميًا عدة مرات إلى أن استجيب لطلبه في نوفمبر 1976، وذلك رغم صدور قرار مجلس الشعب الذي يجعل منه في خدمة القوات المسلحة مدى الحياة.
رحل عن عالمنا في يناير 1983، إثر مضاعفات بمرض السرطان عن عمر يناهز 60 عامًا.