شاركت سلطنة عُمان ممثلة بوزارة الأوقاف والشئون الدينية اليوم في أعمال الاجتماع العاشر لوزراء الأوقاف والشئون الإسلامية الدينية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي عُقِد فى قطر.
وأكّد الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشئون الدينية الذي ترأس وفد سلطنة عُمان في كلمة على أهمية هذا الاجتماع الذي يُرسخ الروابط القوية، للأخوة والألفة والوحدة وضرورة تعزيزها، والتباحث والنظر في مسارات جديدة للتعاون بما يعود بالفائدة على دول المجلس وشعوبها.
وأشار إلـى التحدّيات التي تواجه المنطقة وتطوُّر الأحداث في العالم بتسارع مقلق وغير متزن، ومنها الحرب الظالمة والاعتداء المستمر على القدس الشريف وفلسطين، وهو ما يؤكد على ضرورة تكاتف الجهود في مواجهة هذه التطوُّرات المتسارعة.
وقال إنّ المسؤوليات الملقاة علينا تتطلب منا توجيه البوصلة القيمية والأخلاقية لمجتمعاتنا، نحو مستقبل مشرق وجامع يؤسس على المؤتلف الإنساني والقيم الإنسانية المشتركة، والحكمة في التعاطي مع المتغيّرات والأحداث والقضايا الاجتماعية والعالمية.
وأشار إلى أنّ الجهود التي تبذلها المؤسسات الوطنية المتمثلة في وزارات الأوقاف والشؤون الدينية والإسلامية لدعم المبادئ القيمية والأخلاقية والإنسانية لديننا العظيم، لا سيما فيما يتعلق بالقيم العائلية والتوجيه الأخلاقي، وتعزيز قيم التفاهم والتعايش والسلام، ضرورية للحفاظ على الفطرة السوية، وعلى التوازن والانسجام المجتمعي، في عالم بات يبدو منفصلًا - يومًا بعد يوم - عن هذه الفضائل الجوهرية والسامية.
وأكّد أنّ التطرف بمسمياته وأشكاله ميلٌ عن الشريعة السمحاء وتهديد للأمن والنماء، ومن مسؤوليتنا حماية مجتمعاتنا من الأفكار والأيديولوجيات الضارة، التي تشوه حقيقة هذا الدين، الذي يجمع النفوس على الخير والسلام.
كما شدد على أنّ الوقف كان، ولا يزال، في جوهر استدامة العمل الخيري والإنساني وتعزيز الرعاية الاجتماعية، ومن واجبنا أن نضمن لهذا المجال تطورًا ونموًّا لتلبية الاحتياجات المتغيرة لمجتمعاتنا.
وبين أنّ مقترح تخصيص يوم عالمي للوقف، سيُسهم في رفع الوعي العالمي حول الدور المهم التي تؤديه الأوقاف في تعزيز الرعاية الاجتماعية والتنمية، وسيوفر منصة لتثقيف العالم حول التاريخ الغني والعميق للعمل الخيري الإنساني في الإسلام، وهو وسيلة لتذكير العالم بإنسانية الإسلام وإسهامات المسلمين في رفاهية الإنسان والمجتمعات.وناقش الاجتماع عددًا من القضايا والموضوعات المهمة، منها تبادل البحوث العلمية والتجارب في المجال الوقفي بين الدول الأعضاء من خلال الندوات التفاعلية عبر تقنية الاتصال المرئي، وعرض التجارب في مجال الشؤون الإسلامية، وإقامة يوم عالمي للوقف، وإنشاء مرصد علمي خليجي لإبراز الصورة الحقيقية لسماحة الإسلام.