رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


اكتشاف قارب من فترة الطوفان السويدية

7-10-2024 | 22:54


جانب من الاكتشاف

إسلام علي

تم اكتشاف بقايا قارب على ضفاف نهر فيستولا بالقرب من قرية لوميانكي دولني الواقعة في مقاطعة وارسو الغربية، بولندا. 

كان السكان المحليون قد لاحظوا وجود القارب منذ سنوات، لكن لم يتم إبلاغ السلطات المعنية إلا مؤخرًا، حيث أُخطرت إدارة حفظ الآثار في مقاطعة مازوفيا لإجراء المزيد من الفحوصات.

وفقًا للخبراء، يعود تاريخ هذا القارب إلى فترة "الطوفان السويدي"، وهي سلسلة من الحملات العسكرية التي شنتها الإمبراطورية السويدية، وقد سُمّيت بذلك نظرًا لحجم الدمار الذي خلفته في بولندا.

الطوفان السويدي 


وتشير فترة الطوفان السويدي إلى سلسلة من الحملات العسكرية التي شنّتها الإمبراطورية السويدية في منتصف القرن السابع عشر ضد الكومنولث البولندي الليتواني. 
بدأت هذه الفترة في عام 1655 واستمرت حتى عام 1660، وكانت جزءًا من الصراعات الكبرى التي عرفتها أوروبا خلال تلك الفترة، والمعروفة بالحروب الشمالية، استُخدم مصطلح "الطوفان" لتصوير الحجم الهائل من الدمار الذي تعرضت له بولندا وليتوانيا على يد القوات السويدية.
وكانت أسباب هذا الصراع معقدة ومتشابكة؛ حيث كانت السويد تسعى إلى توسيع نطاق نفوذها الإقليمي والسياسي، بينما كان الكومنولث البولندي الليتواني يعاني من مشاكل داخلية، مثل الاضطرابات السياسية والتمردات الداخلية وضعف الاقتصاد، فاستغل الملك السويدي كارل العاشر جوستاف هذه الأوضاع المضطربة لغزو بولندا في محاولة لضم المزيد من الأراضي.

بدأ الغزو السويدي بتقدم سريع ومفاجئ، حيث استسلمت العديد من الحصون والمدن البولندية الكبرى دون مقاومة تُذكر، وكان من بينها العاصمة وارسو.

 تمكنت القوات السويدية من اجتياح أجزاء كبيرة من البلاد بسرعة غير مسبوقة، مما أضاف إلى الشعور بالصدمة والفوضى بين السكان المحليين، وأثار هذا الاحتلال استياءًا شعبيًا عميقًا، مما أدى إلى تنظيم مقاومة شعبية عنيفة ضد السويديين.

ولم يكن االأثر الأكبر لهذه الفترة عسكريًا فقط، بل كان كارثيًا على المستوى الاجتماعي والاقتصادي. فقد دُمرت العديد من المدن والقرى، وأدى نهب الكنوز الثقافية والاقتصادية إلى تراجع كبير في مستوى المعيشة في بولندا، بالإضافة إلى هجرة كبيرة للسكان وانتشار المجاعة.

في النهاية، تم إنهاء الحرب بمعاهدة أوليفا في عام 1660، التي نصت على انسحاب القوات السويدية من الكومنولث البولندي الليتواني، على الرغم من هذا الانسحاب، فإن بولندا خرجت من الحرب مدمرة بشكل كبير، وقد استمر التأثير المدمر لهذا الصراع في تشكيل تاريخ المنطقة لسنوات عديدة.

رغم أن علماء الآثار لم يتمكنوا حتى الآن من فحص الموقع نظرًا لارتفاع منسوب المياه في النهر، إلا أن الصور تشير إلى أن طول القارب يبلغ حوالي 30 مترًا، ويُرجح أنه كان مركبًا مسطح القاع مخصصًا لنقل البضائع.
كانت هذه الأنواع من الصنادل تُدفع يدويًا بواسطة الطوافين، حيث كان تشغيل سفينة بهذا الحجم يتطلب ما يصل إلى 20 فردًا، وخلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، كان نهر فيستولا مركزًا تجاريًا هامًا للتجار في غدانسك، الذين كانوا يديرون شبكة من مخازن الحبوب والموانئ على طول النهر، وعند وصول الصنادل إلى غدانسك، كانت تُفكك وتُباع كأخشاب، إذ كانت رحلة العودة عبر النهر غير مجدية اقتصاديًا.

وقال روبرت ويروستكيويتش من قسم الطوارئ الأثرية: "لا يزال من غير الواضح مدى بقاء السفينة مدفونة في قاع النهر، لكن من المحتمل أن الجزء المغمور محفوظ بشكل جيد بسبب الظروف اللاهوائية، وقد يحتوي أيضًا على بقايا من حمولتها"، وذلك نقلا عن موقع heritagedaily.