رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


"نيويورك تايمز": الكراهية والعنف يسودان عالم ما بعد 7 أكتوبر

8-10-2024 | 11:53


صورة ارشيفية

أ ش أ

 

اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أن "دائرة الدمار في الشرق الأوسط لم تنكسر قط، وأن الصراع الذي اندلع مع تأسيس دولة إسرائيل الحديثة في عام 1948 أصبح الآن في طريقه إلى أن يصبح حرب المائة عام في عصرنا خاصة وأنه لا تمتلك أي حرب أخرى مثل هذه القوة لتمزيق الأمم والمجتمعات والأسر وحتى ضمير الفرد الواحد.

وذكرت الصحيفة- في تحليل إخباري- أن الحرب التي اندلعت قبل عام بعد هجوم حماس يوم 7 أكتوبر جديدة في شدتها ومدتها التي استمرت عامًا كاملًا وامتدادها إلى إيران بشكل مباشر، ولكنها ليست جديدة في طبيعتها الأساسية"!، مشيرة إلى أن السلام في الشرق الأوسط يبدو الآن أكثر مراوغة من أي وقت مضى، وأن الهجمات التي بدأتها حركة حماس في 7 أكتوبر الماضي وما تلاها من أحداث عنف مميتة شهدتها المنطقة ساهمت في زيادة وتيرة الكراهية والعنف في عالم اليوم.

وأضافت أن العالم تغير بالفعل بعد هجمات 7 أكتوبر التي لم تشعل فقط فتيل أول معركة شرسة ليس فقط على الأرض ولكن على طريقة السرد نفسه. لقد مر عام على إسرائيل وقطاع غزة وكأنه كابوس لا يمكن أن يستيقظ منه أحد. والكراهية ظلت الفائز الوحيد الذي يطل برأسه على جثة السلام الإسرائيلي الفلسطيني القائم على حل الدولتين، ويهدد بالانتشار في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.

وتقول الملصقات المنتشرة في كل مكان في إسرائيل، في إشارة إلى حوالي مائة رهينة محجتزين في غزة: "أعيدوهم إلى ديارهم الآن"، أما غزة فقد أصبحت في حالة خراب بينما تفرض إسرائيل ثمنًا باهظًا من أرواح الفلسطينيين كعقاب لهم على هجمات حماس، فضلًا عن أن هذه الحرب امتدت إلى الضفة الغربية المحتلة ولبنان وإيران، في تحدٍ ذكرت الصحيفة بأن من شأنه أن يُعيق جهود السلام "العقيمة" التي يبذلها عالم بلا دفة أو قيادة.

وأضافت الصحيفة، أن مطار بن جوريون في إسرائيل يقف شبه فارغ، رمزًا لدولة يهودية أكثر عزلة تتعرض للانتقاد في العديد من الأماكن وسط دعوات إلى "عولمة الانتفاضة"، حيث يهتف المتظاهرون في نيويورك بلافتات تقول "يجب على دولة إسرائيل أن ترحل" وسط إعلان السلطات الصحية في غزة أن إسرائيل قتلت 41788 فلسطينيًا في العام الماضي أغلبهم من النساء والأطفال.

وتابعت "نيويورك تايمز"، أنه كما حدث بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر قبل عقدين من الزمان، فقد تغير العالم وتغير الناس وتغيرت اللغة ذاتها وأصبحت أكثر غدرًا كما انتصرت القبلية على العقل في بحر من انعدام التفاهم والاتهامات المتبادلة. وبعد أن كانت إسرائيل ضحية الصراع في الشرق الأوسط من منظور روايتها، أصبحت الآن الجاني الذي يتعرض للذم على نحو متزايد، حتى وهي ترى نفسها في صراع من أجل البقاء لم تكن هي من بدأه!.

وتقول نيريت لافي ألون، وهي معلمة إسرائيلية في جامعة تكنيون في حيفا- في تصريح خاص للصحيفة- "نحن مجتمع مختلف وبلد مختلف. انظر فقط إلى وجوه الناس المصدومة، لقد تخليت عن السلام تمامًا. حقًا، نحن يائسون للغاية". في المقابل، قالت دعاء كوارع، وهي أم لأربعة أطفال في مدينة خان يونس في غزة: "كان هذا عام قُتلت فيه قلوبنا وأرواحنا قبل أن تدمر المباني والمستشفيات والمدارس والشوارع. في هذه الحرب نشعر وكأن شخصًا ما دفعنا إلى بئر عميق ومظلم ورهيب".

وأكدت "نيويورك تايمز"، أنه طالما بدت الروايات الإسرائيلية والفلسطينية غير قابلة للانسجام، ولكن على مدار العام الماضي ظلت تتباعد بشدة ووتيرة أسرع. بالنسبة لإسرائيل، كان هجوم حماس في السابع من أكتوبر بمثابة الحادي عشر من سبتمبر، حيث لم يكن العدو في جميع أنحاء العالم في أفغانستان بل في الجوار مباشرة. وكانت إسرائيل التي اهتزت وضلت طريقها بسبب الكارثة وشعرت بالخزي بسبب فشلها في توقعها، مقتنعة تقريبًا بالإجماع بأنها يجب أن تقضي على حماس في غزة، بأي ثمن.

وقالت: "لقد فهمت أغلب دول العالم رد فعل إسرائيل، ولو للحظة واحدة على الأقل. ولكن سرعان ما اكتسبت الرواية الفلسطينية عن "الإبادة الجماعية" التي ارتكبتها إسرائيل في غزة زخمًا مدعومة بالتدمير الشامل والقتل بين أنقاض المباني المنهارة. وبالتالي فإن الكارثة لم تكن إسرائيلية، بل فلسطينية على نحو متزايد خاصة بعدما تعرض الشعب الفلسطيني للقمع المنهجي، وفقاً لهذه الرواية، من قِبَل إسرائيل القاسية التي كانت عازمة على طرده من أرضه لعقود من الزمان.

والآن، ومع اتساع رقعة الحرب إلى لبنان وحتى إيران، أصبحت الكارثة- حسبما أبرزت الصحيفة الأمريكية- أوسع نطاقًا وأكثر غموضًا وأصبحت الرواية أكثر ارتباكًا، مع انتشار المعاناة. فلم تعد إيران وقواتها الشيعية بالوكالة تواجه إسرائيل؛ بل إنها في حرب معها. وحماس ليست سوى جزء من القصة الآن. ولكن لا يعني هذا بأي حال من الأحوال أن لبنان أو إيران كلها تريد الموت من أجل القضية الفلسطينية..ولفتت الصحيفة:" إلى أنه حقًا تغيرت موازين الكثير من الأمور.