في ذكرى ميلاده.. أبرز المحطات في حياة توفيق الحكيم
يُعد أحد رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية، كان مولعًا بالأدب والفن، ورُغم تدرجه في العديد من المناصب إلا إن حبه لهم لم ينطفئ، فأخذ يتردد على الكثير من المسارح والسينمات، فكسب ثقافة أدبية وفنية منقطعة النظير، إنه الكاتب والأديب الكبير توفيق الحكيم الذي تميز أسلوبه بين الرمزية والواقعية، وكان سببًا في ظهور تيار فكري جديد عرف في الأدب المسرحي بـ "المسرح الذهني".
توفيق الحكيم
وُلد توفيق الحكيم في مثل هذا اليوم 9 أكتوبر 1898، بالإسكندرية، كان ينتمي لأسرة ثرية، فكان والده ريفي ويعمل في السلك الفضائي فهو واحد من أثرياء الفلاحين، أما والدته فهي تركية أرستقراطية وابنة لأحد الضباط الأتراك المتقاعدين.
كانت والدته كثيرة التفاخر بأصلها وعائلتها العريقة، سعت بكل جهودها من أجل عزل ابنها عن الفلاحين، ومنعه من الاندماج أو اللعب مع الأطفال، فعاد ذلك عليه بالسلب فمال رويدًا رويًدا إلى العزلة والانطوائية.
درس الحكيم بمدرسة دمنهور الابتدائية، ثم ألحقه والده بمدرسة حكومية في محافظة البحيرة أنهى بها دراسته الثانوية، ثم انتقل إلى القاهرة مع أعمامه، لمواصلة الدراسة الثانوية في مدرسة محمد علي الثانوية، كان محبًا للأدب والفن فكان يتردد كثيرًا على فرقة جورج أبيض ليجد ما يرضى ميوله الفنية وزاد داخل نفسه انجذابه للمسرح، ثم انضم إلى كلية الحقوق حسب رغبة أبيه.
حصل الحكيم على بعثة دراسيه في باريس للحصول على الدكتوراه في الحقوق، وذلك بفضل مسانده أبيه فساهم بنفوذه واتصالاته لإلحاقه بالبعثة، ورُغم سفره للحصول على الدكتوراه بفرنسا إلا أن حبه للأدب والفن لم ينطفئ، فكان يزور متاحف اللوفر وقاعات السينما والمسرح، واكتسب من خلال ذلك ثقافة أدبية وفنية واسعة إذ اطلع على الأدب العالمي وفي مقدمته اليوناني والفرنسي.
وبسبب ولعه للفن والأدب انصرف عن دراسة القانون، واتجه إلى الأدب المسرحي والقصص، وتردد على المسارح الفرنسية ودار الأوبرا، فاستدعاه والده بعد ثلاث سنوات من إقامته هناك، وعاد الحكيم خالي الوفاض بدون الشهادة التي سافر من أجل الحصول عليها.
تميزت مسرحيات الحكيم بأسلوبه الإبداعي بالمزج بين الرمزية والواقعية على نحو فريد يتخلله الخيال والعمق دون تعقيد أو غموض، أما أسلوبه الأدبي يتميز بالوضوح وعدم المبالغة في الإغلاق أو الإغراق في الغموض.
ترك توفيق الحكيم العديد من مؤلفاته المسرحية ومنها: أهل الكهف، وشهرزاد، وعهد الشيطان، وسليمان الحكيم، والملك أوديب، وبجماليون، ورحلة إلى الغد، وإيزيس، ولعبة الموت، وشمس النهار، وغيرهم.
أما قصصه ورواياته منها: القصر المسحور، وعودة الروح، وعصفور من الشرق، وليلة الزفاف، ويوميات نائب في الأرياف، والرباط المقدس، وعصا الحكيم.
وتحولت معظم أعمال الحكيم إلى سينمائية ومنها: رصاصة في القلب، الرباط المقدس، الأيدي الناعمة، ليلة زفاف، يوميات نائب في الأرياف، عصفور الشرق.