شاركت الدكتورة نينا أوبولين كورزينيك، وزيرة الثقافة والإعلام الكرواتية، في الكشف عن اكتشاف أثري استثنائي، في الموقع، الذي يتواجد في قلب المدينة، تم تحديده كجزء من مدينة إيبيتيون اليونانية القديمة.
وتعد مدينة إيبيتيون هي مدينة تاريخية كانت تُعتبر واحدة من أهم المراكز الثقافية والدينية في اليونان القديمة، تقع تلك المدينة بالقرب من مدينة ستوبريتش الحديثة في كرواتيا، وتاريخها يعود إلى العصور القديمة، حيث كانت تعرف في البداية كمستوطنة يونانية، ويُعتقد أن المدينة قد تأسست في أواخر الألفية الثانية قبل الميلاد، في فترة العصر البرونزي.
الأهمية الثقافية والدينية
كانت إيبيتيون مركزًا رئيسيًا لعبادة الإله أسكليبيوس، إله الشفاء في الأساطير اليونانية، وكانت المدينة تضم معبدًا ضخمًا مخصصًا لهذا الإله، مما جذب الحجاج من جميع أنحاء اليونان لطلب العلاج.
إضافةً إلى الجانب الديني، كانت المدينة تشتهر أيضًا بمسرحها الذي يُعتبر من بين أفضل المسارح المحفوظة في العالم القديم، حيث كانت تُقام فيه العروض المسرحية والموسيقية.
تاريخ الاستيطان
تمثل بقايا الهياكل المكتشفة، بما في ذلك الأبنية الضخمة ذات البوابات المزدوجة، دليلاً على التنظيم المعماري المتقدم للمدينة وعلاقاتها التجارية والدينية مع المدن اليونانية الأخرى.
الدراسات الأثرية
بدأت الدراسات الأثرية في إيبيتيون في ستينيات القرن العشرين، حيث تم اكتشاف الجدران على الساحل الشمالي، ولكن الحفريات الحديثة أظهرت وجود هياكل إضافية، مما يشير إلى أن المدينة قد تمتد إلى مناطق أكبر مما كان يُعتقد سابقًا.
التحديات والحفاظ
تواجه المدينة تحديات تتعلق بالحفاظ على مواقعها الأثرية، خاصةً مع زيادة البناء والتطوير العمراني في المنطقة، وهذا ما جعل الحكومة الكرواتية تسعى إلى سن قوانين جديدة لحماية المواقع الأثرية.
الأهمية المعاصرة
يزداد اهتمام الباحثين والسياح بإيبيتيون اليوم، حيث تُعتبر مثالًا على التاريخ الغني والمعقد للمنطقة، تقدم الاكتشافات الأثرية الجديدة فرصًا لدراسات أعمق حول كيفية تطور الحضارات القديمة.
تُظهر إيبيتيون كيف أن الاكتشافات الأثرية يمكن أن تسلط الضوء على تاريخ المدينة وثقافتها، كما تعكس أهمية الحفاظ على التراث الثقافي في العصر الحديث.
اكتشاف جدار يرجع إلى الحقبة اليونانية
ووفقا لموقع labrujulaverde، أوضحت الدكتورة مارينا أوغاركوفيتش، عالمة الآثار في معهد الآثار والمسؤولة عن التحقيقات في الموقع، أن الاكتشاف الأبرز هو جدار يوناني يبلغ طوله حوالي 70 مترًا وارتفاعه يصل في بعض الأماكن إلى أكثر من ثلاثة أمتار، مما يجعله واحدًا من أفضل الأسوار اليونانية القديمة المحفوظة في كرواتيا، وأكدت أن هذا الاكتشاف يعد ضخمًا مقارنة بالاكتشافات الأثرية المهمة الأخرى حول العالم.
ولم يكن هذا الجدار هو الاكتشاف الوحيد الذي أثار اهتمام الخبراء، فقد تم العثور على بقايا هياكل داخل مستوطنة إيبيتيون تعود إلى فترات زمنية متعددة، بدءًا من عصور ما قبل التاريخ وصولًا إلى العصور الهلنستية والرومانية وأواخر العصور القديمة، وحتى العصور الوسطى.
تشير الأدلة أيضا إلى أن إيبيتيون كانت مأهولة بالسكان في وقت أبكر مما كان يعتقد، حيث تم العثور على آثار تعود إلى القرن السادس عشر أو الخامس عشر قبل الميلاد، ما يتزامن مع العصر البرونزي الأوسط.
أعرب الوزير أوبولين كورزينيك عن إعجابه بالاكتشاف، مشيرًا إلى أن المزيد من الأبحاث ستُجرى لضمان حماية الموقع وإعداده للعرض العام.
وأكد أن هذا الاكتشاف يحمل قيمة كبيرة للمجتمع المحلي والعالم، وسيتم متابعة أعمال الحفريات بعناية للحفاظ على الموقع ومشاركته مع العالم.
من جهتهما، أوضح الخبراء: سيلفا كوكوتش وإيفيكا بلشتينا، المشرفان على المشروع، أن المنطقة كانت محددة كنقطة أثرية ذات أهمية محتملة، حيث تم السماح بأعمال الحفر في إطار مشروع وقائي لتقييم تأثير البناء المستقبلي، وقد أتاح هذا الإجراء تحديد الاكتشافات قبل بدء أي مشاريع بناء.
كما أعلن الوزير أن البرلمان الكرواتي يعمل على إقرار قانون جديد لحماية الممتلكات الثقافية، بهدف تحسين الحماية القانونية للمواقع الأثرية، خاصة في المناطق الحضرية التي تحتاج إلى تحقيق توازن بين التنمية والحفاظ على التراث.
يُعد موقع إيبيتيون، الذي كان معروفًا سابقًا فقط من خلال إشارات تاريخية إلى المدن اليونانية تراجوريوم وإيبيتون وسالونا، ذا تاريخ أكثر تعقيدًا مما كان يُعتقد.
تم إجراء أولى الدراسات الأثرية في ستينيات القرن الماضي، عندما اكتُشف جدار على الساحل الشمالي لمدينة ستوبريتش، غير أن الحفريات الأخيرة كشفت عن هياكل إضافية، بما في ذلك بناء ضخم مزود ببوابات مزدوجة، مما يشير إلى امتداد المدينة أبعد مما كان يُظن.
بفضل هذه الاكتشافات، ظهرت فرضيات جديدة حول تنظيم وامتداد إيبيتيون، ما يعزز الفهم العميق للتاريخ القديم للمنطقة. البحث مستمر، ومن المتوقع أن يقدم هذا الاكتشاف فرصًا جديدة للدراسات الأثرية وحماية التراث الثقافي في كرواتيا، مع أهمية محلية ودولية.