رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


دراسة حديثة: عملية التشجير تزداد بوتيرة سريعة في القارة القطبية الجنوبية

9-10-2024 | 23:03


القارة القطبية الجنوبية

إسلام علي

أظهرت أبحاث حديثة أن الغطاء النباتي في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية قد ازداد بأكثر من عشرة أضعاف خلال الأربعين عامًا الماضية.

تشهد شبه الجزيرة، مثل غيرها من المناطق القطبية، ارتفاعًا في درجات الحرارة أسرع من المتوسط العالمي، مما يؤدي إلى زيادة في أحداث الحرارة الشديدة.

قامت الدراسة الجديدة التي بها جامعات إكستر وهيرتفوردشاير، بالتعاون مع هيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي، والتي اعتمدت على بيانات الأقمار الصناعية لتقييم مدى "التخضير" في شبه الجزيرة نتيجة لتغير المناخ.

أظهرت النتائج أن مساحة الغطاء النباتي ارتفعت من أقل من كيلومتر مربع واحد في عام 1986 إلى نحو 12 كيلومترًا مربعًا بحلول عام 2021.

كما وجدت الدراسة التي نُشرت في مجلة Nature Geoscience أن وتيرة التشجير تسارعت بنسبة تفوق 30% في السنوات الأخيرة "2016-2021" مقارنة بالفترة الكاملة للدراسة "1986-2021"، حيث كانت الزيادة السنوية أكثر من 400 ألف متر مربع.

في دراسة سابقة، تم تحليل عينات مأخوذة من النظم البيئية التي يهيمن عليها الطحالب في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية، وتوصل الباحثون إلى أدلة تشير إلى أن نمو النباتات قد ازداد بشكل كبير في العقود الأخيرة، وتؤكد الدراسة الحالية باستخدام صور الأقمار الصناعية أن هذا الاتجاه المتسارع نحو الخضرة آخذ في الانتشار عبر شبه الجزيرة.

قال الدكتور توماس رولاند من جامعة إكستر: أن النباتات الموجودة في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية، ومعظمها من الطحالب، تنمو في ظروف تُعد من أقسى البيئات على وجه الأرض.

وأضاف: لا تزال المناظر الطبيعية مغطاة إلى حد كبير بالثلوج والجليد والصخور، مع استثناءات بسيطة للنباتات التي استمرت في النمو بشكل ملحوظ، مما يعكس تأثير تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية حتى في هذه المناطق النائية.

كما أضاف الدكتور أولي بارتليت من جامعة هيرتفوردشاير: مع استمرار استقرار هذه النظم البيئية وارتفاع درجات الحرارة، يُتوقع أن يزداد نطاق الخضرة، مما يعزز تكوين التربة ويسمح بنمو نباتات أخرى، ومع ذلك، أشار إلى أن هذا قد يزيد من خطر تسلل الأنواع الغازية التي قد يحملها الزوار إلى القارة.

ويؤكد الباحثون على أهمية إجراء المزيد من الدراسات لفهم الآليات المناخية والبيئية التي تقود هذا الاتجاه، وقال الدكتور رولاند: باتت حساسية الغطاء النباتي لتغير المناخ واضحة الآن، وقد نرى تغيرات جذرية في البيولوجيا والمناظر الطبيعية لشبه الجزيرة القطبية الجنوبية بسبب الاحترار المستقبلي الناجم عن النشاط البشري.

وأضاف: نتائجنا تثير قلقًا بشأن المستقبل البيئي لشبه الجزيرة والقارة بأكملها، حالياً، يقوم الباحثون بدراسة كيفية استيطان النباتات للمناطق التي فقدت جليدها مؤخرًا، وما إذا كانت هذه العملية ستستمر في المستقبل، وذلك طبقا لما ذكره موقع sciencedaily.