يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي فرض حصاره على مشافي شمالي قطاع غزة، ما يُنذر بكارثة كبرى، في وقت تعجز فيه المنظومة الصحية بأكملها في الوفاء بأقل التزاماتها، جراء عام كامل من الاستهداف المتكرر من قبل الاحتلال.

وعلى مدى عام كامل، تعمد فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف المنظومة الصحية في قطاع غزة، ضاربًا عرض الحائط بكل القوانين الدولية، التي تجعل منها خطوط حمراء، وفي أحيان كثيرة جعل منها مقابر لمرضاها من خلال القصف المباشر.

الإبادة في شمال القطاع

استمر الحصار الإسرائيلي المفروض على مشافي كمال عدوان، والإندونيسي، واليمن السعيد، شمالي قطاع غزة، ما ينذر بكارثة كبرى، وفق ما أوردته وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.

يأتي ذلك تزامنًا مع فرض حصار كامل على محافظة الشمال من قبل جيش الاحتلال بغرض عزله عن محافظة غزة، إمعانًا في ممارسة الإبادة الجماعية الممتدة على نحو عام كامل.

والثلاثاء، طالب جيش الاحتلال المشافي الثلاثة في المحافظة الشمالية بالإخلاء من المرضى والطواقم الطبية، متوعدًا إياهم بـ"التدمير والقتل والاعتقال" لو لم يتم الإخلاء، على غرار ما حدث بمستشفى الشفاء بمدينة غزة، بحسب بيان صحة غزة آنذاك.

في غضون ذلك، قال مكتب الإعلام الحكومي بغزة، إن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإتمام جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني من خلال استهداف هذه القطاعات، وفي مقدمتها القطاع الصحي وتدمير المستشفيات.

وحذر -في تصريحات صحفية أدلى بها اليوم- من التداعيات الكارثية لاستهداف الجيش الإسرائيلي للقطاعات الحيوية في قطاع غزة، وخاصة في محافظتي غزة والشمال، وعلى رأسها الصحة.

ويصعد جيش الاحتلال من تهديداته للمستشفيات العاملة شمالي القطاع، حيث يواصل حصار مستشفى كمال عدوان، ويطلق النار على منشآته ومكاتبه الإدارية، ما يهدد بوقف الخدمات الصحية فيه وفي المستشفيات الأخرى التي أعادت ترميم نفسها لتقديم خدمة الإسعافات الأولية لسكان شمال قطاع غز، بحسب المكتب.

من جهته، طالب مشفى كمال عدوان، المؤسسات الدولية والإنسانية والمجتمع الدولي إيقاف الاحتلال عن تنفيذ قراراته بإخلائه وإيقافه عن الخدمة، مشيرًا إلى أن لديهم ثمان أطفال مصابين بشظايا في جميع أنحاء أجسامهم، اضطروا لدمجها مع حالات للكبار بنفس القسم؛ بسبب قلة الأسرة في قسم العناية المركزة، وهم مهددون بالقصف والقتل الإسرائيلي.

وفي الوقت ذاته، أوضح المشفى أن جيش الاحتلال يمنع دخول قافلة مساعدات إلى شمال القطاع، مع شح الوقود اللازم لتشغيل الأجهزة بالمستشفى.

حصار 400 ألف فلسطيني

وخلال اليومين الماضيين، شن جيش الاحتلال 118 هجومًا على شمال قطاع غزة، مقابل 140 هجومًا في سبتمبر الماضي بأكمله، وفق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وأوضحت الوكالة، أن تلك العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة والغارات الجوية المتواصلة على شمال غزة "تؤثر بشكل كبير" على الفلسطينيين.

وبحسب الوكالة، فإن الاحتلال يحاصر على الأقل 400 ألف فلسطيني شمالي قطاع غزة، ما يهدد تنفيذ المرحلة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال.

وحول المشهد الراهن، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل أكثر من 125 فلسطينيًا في محافظة الشمال، خاصة مخيم جباليا على مدار خمسة أيام متواصلة.

وأشار المكتب إلى أن عشرات الجثث ما زالت ملقاة في الشوارع، ولم يتم الوصول إليها؛ بسبب استهداف الاحتلال سيارات الإسعاف والدفاع المدني.

وإجمالًا، ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، 42.065 شهيدًا، فضلًا عن إصابة 97.886 آخرين، جلهم من النساء والأطفال.