رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


علماء يعيدون إحياء تقنيات القتال القديمة باستخدام أسلحة أثرية

14-10-2024 | 08:20


جانب من تجربة محاكاة الأسلحة القديمة

إسلام علي

قام فريق علمي من جامعة جوتنجن، بالتعاون مع باحثين من جامعة لايدن، ببحث جديد يقدم نهجًا مبتكرًا لفهم كيفية استخدام الأسلحة في العصر البرونزي، خصوصًا الرماح.
 يهدف البحث إلى محاكاة سيناريوهات القتال الفعلية باستخدام نسخ طبق الأصل من أسلحة العصر البرونزي لدراسة كيفية تشكل العلامات على الرماح واستخلاص رؤى جديدة حول تقنيات القتال المستخدمة في ذلك الوقت.

 

محاكاة القتال الفعلي


لتحقيق هذه الأهداف، قام الفريق بصناعة نسخ دقيقة من الرماح التي تعود إلى العصر البرونزي واستخدموها في محاكاة قتالية واقعية، وتضمن هذا وضع الرماح في مواقف قتال حقيقية لدراسة تفاعلها مع مواد مختلفة مثل الشفرات المعدنية، الأعمدة الخشبية، والدروع، كما تم استخدام أنسجة حيوانية لمحاكاة تأثير الرماح على جسم الإنسان،
ساعدت هذه التجارب في تحليل البراعة القتالية المطلوبة لتلك الأسلحة وتطوير فهم أفضل لكيفية استخدام الرماح في الحروب والمعارك.

 

دراسة تكوين العلامات على الأسلحة


ويعد من أحد أهم الأهداف الرئيسية للبحث، هو دراسة العلامات التي تتركها الرماح بعد الاستخدام الفعلي، وكيفية تغيرها بمرور الوقت، استطاع الفريق من خلال تجاربه تسجيل نوعية وتواتر الاصطدامات بين الرماح والمواد المختلفة، مما ساعد في توثيق كيفية تشكل هذه العلامات مع مرور الوقت.
قدمت هذه المعرفة معلومات قيمة يمكن استخدامها في تحليل الأسلحة الأثرية الموجودة في المتاحف والمجموعات الخاصة.

 

إعادة بناء تقنيات القتال القديمة

 

تتطابق العلامات التي تشكلت على الأسلحة في التجارب بشكل ملحوظ مع تلك التي وُجدت على الأسلحة المكتشفة في المواقع الأثرية، هذا يعني أن الباحثين الآن قادرون على إعادة بناء سيناريوهات القتال القديمة بشكل أكثر دقة. 
ويمكنهم أيضا تحليل الأسلحة الأثرية في مجموعات المتاحف واستخلاص معلومات حول كيفية استخدامها، سواء كانت تلك الأسلحة قد استخدمت في معارك واسعة النطاق أو في مبارزات فردية.

 

نتائج البحث وتطبيقاتها المستقبلية

 

نتائج هذا البحث تقدم دليلًا مفيدًا للباحثين وعلماء الآثار يمكنهم من استخدامه لفهم تآكل وتلف الأسلحة القديمة، وهذا المرجع الجديد يمكن أمناء المتاحف أيضًا من تحليل الأسلحة الأثرية في ضوء جديد، من خلال مقارنة العلامات التي وُجدت على تلك الأسلحة بالعلامات التي تم توثيقها في هذه التجارب.

 

فهم أعمق للصراعات القديمة

 

تشير نتائج الدراسة إلى أن البحث قد يوفر رؤية أعمق لطبيعة الصراعات في الماضي، وفهم كيفية استخدام الأسلحة في المعارك قد يساعد في تحليل ما إذا كانت الصراعات في العصر البرونزي واسعة النطاق أم أنها كانت مقتصرة على مبارزات فردية، هذه الرؤى الجديدة تساهم في تشكيل صورة أوضح عن تاريخ البشرية العسكري في العصور القديمة.

 

الاستفادة من البحث الأثري

 

يوضح الدكتور فاليريو جنتيل، أحد الباحثين الرئيسيين في هذه الدراسة، أن التجارب التي قاموا بها ستقدم أساسًا قويًا للأبحاث المستقبلية، فالأدلة الموثقة حول تآكل الأسلحة توفر مرجعًا يمكن استخدامه في دراسة المزيد من الأسلحة الأثرية، مما قد يؤدي إلى اكتشافات جديدة حول الحروب القديمة وتقنيات القتال، وذلك طبقا لما نشره الموقع الرسمي لجامعة جورج أغسطس غوتينغن بألمانيا. 

 

أنواع الأسلحة في العصر البرونزي 

 

كانت الرماح من الأسلحة الأساسية في العصر البرونزي، حيث كانت تُستخدم في القتال عن بعد وأيضًا في الاشتباكات المباشرة، تتميز برؤوس معدنية حادة مصنوعة من البرونز.

 

السيوف

أما السيوف، ظهرت البرونزية منها لأول مرة في هذا العصر وكانت تُستخدم بشكل واسع، كان تصميمها يتراوح بين سيوف قصيرة وطويلة، وكانت مصنوعة من البرونز، مثل سيف Naue II الشهير.

 

الخناجر

كانت الخناجر البرونزية شائعة أيضًا، وهي سلاح قصير يُستخدم في القتال القريب، تم العثور على خناجر مزخرفة في العديد من المواقع الأثرية، وهي تعكس تقدم الحرفيين في تلك الفترة.

 

الفؤوس القتالية

 كان الفأس القتالي سلاحًا شائعًا في العصر البرونزي، تم العثور على فؤوس برونزية مزخرفة، وكانت تستخدم أيضًا كرمز للمكانة العالية.

 

الدروع

على الرغم من أنها ليست سلاحًا هجوميًا، كانت الدروع البرونزية تُستخدم في الدفاع أثناء المعارك، وغالبًا ما تكون مصنوعة من الخشب مع طلاء برونزي لتعزيز قوتها.

 

الهراوات

كانت الهراوات المزودة برؤوس برونزية ثقيلة تُستخدم في القتال القريب لتوجيه ضربات قوية.