رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


اكتشاف أقدم آثار للإنسان العاقل في كهف تام با لينج

13-10-2024 | 21:32


جانب من المسوحات بخارج وداخل الكهف

إسلام علي

تمكن علماء الآثار من التوصل إلى أدلة أحفورية تشير إلى وجود أقدم للإنسان العاقل في جنوب شرق آسيا، وذلك أثناء التنقيب في كهف تام با لينج المعروف أيضًا باسم "كهف القرود" في شمال شرق لاوس.

إعادة بناء الظروف القديمة باستخدام علم الطبقات الدقيقة

أوضح فيتو هيرنانديز، مرشح الدكتوراه في جامعة فليندرز، أن العلماء استخدموا تقنية تُعرف باسم علم الطبقات الدقيقة لإعادة بناء ظروف الكهف في الماضي.

ومكنت هذه التقنية من تحديد آثار الأنشطة البشرية في تام با لينج وفهم الظروف البيئية التي ساهمت في ترسب أقدم الحفريات البشرية الحديثة المكتشفة في جنوب شرق آسيا.

تحليل الرواسب الدقيقة  

تمتاز تقنية علم الطبقات الدقيقة بقدرتها على دراسة التربة بأدق تفاصيلها، مما يتيح للعلماء ملاحظة الهياكل والميزات التي تُحفظ بها المعلومات البيئية القديمة وآثار النشاط البشري والحيواني.

وبهذه الطريقة، تمكن الباحثون من تحليل الرواسب المحيطة بالحفريات التي تم العثور عليها في الكهف، والتي يعود تاريخها إلى ما بين 86 ألف إلى 30 ألف سنة.

التقلبات البيئية في كهف تام با لينج

أظهرت التحليلات الجديدة أن الظروف البيئية في الكهف تغيرت بشكل كبير على مدار الزمن، حيث انتقلت من مناخ معتدل مع ظروف أرضية رطبة إلى فترات من الجفاف الموسمي.

أثر هذا التغير بشكل مباشر على طبيعة الترسبات داخل الكهف، بما في ذلك الحفريات البشرية، وأوضح الدكتور مايك مورلي أن الرواسب والحفريات ربما انجرفت إلى الكهف بفعل المياه التي حملتها من التلال المحيطة خلال فترات الأمطار الغزيرة.

 

آثار النشاط البشري واستخدام النار

وجد العلماء آثارًا دقيقة من الفحم والرماد في رواسب الكهف، مما يشير إلى احتمال وقوع حرائق غابات في المنطقة أو استخدام البشر للنار أثناء زيارتهم للكهوف، وقد تكون هذه الحرائق وقعت خلال الفترات الجافة أو أن الإنسان العاقل كان يستخدم النار إما في الكهف أو بالقرب من مدخله.

 

تأثير البحث على فهم انتشار الإنسان العاقل

أعطى هذا البحث رؤى غير مسبوقة حول ديناميكيات أسلافنا، حيث أوضح الدكتور فابريس ديميتر من جامعة كوبنهاجن أن هذه النتائج ساعدت على فهم كيفية تكيف الإنسان العاقل مع الغطاء الغابوي المتغير في جنوب شرق آسيا، خاصة خلال فترات عدم الاستقرار المناخي التي شهدتها المنطقة.

يذكر أن كهف تام با لينج، المعروف أيضًا باسم "كهف القرود"، هو موقع أثري مهم في شمال شرق لاوس، ويُعتبر واحدًا من أهم المواقع في جنوب شرق آسيا فيما يتعلق بفهم أصول الإنسان العاقل.

 

أهمية كهف تام با لينج في علم الآثار

يكتسب كهف تام با لينج أهميته من كونه موقعًا غنيًا بالحفريات البشرية، حيث تم العثور على بقايا تعود إلى الإنسان العاقل في أعماق الرواسب الأرضية.

تمت الاكتشافات في هذا الكهف التي غيرت من الفهم التقليدي لمراحل انتشار الإنسان العاقل من إفريقيا إلى بقية العالم، يُعتقد أن الإنسان العاقل انتقل إلى جنوب شرق آسيا في وقت أبكر مما كان يُعتقد، وهذا يجعل كهف تام با لينج دليلًا مهمًا على حركة الإنسان القديمة عبر القارات.

 

الانتشار القديم للإنسان العاقل في جنوب شرق آسيا

تشير الاكتشافات في كهف تام با لينج إلى أن الإنسان العاقل كان ينتشر في جنوب شرق آسيا في فترات زمنية أقدم مما كان متوقعًا، وهذا الانتشار كان جزءًا من عملية هجرة أكبر للإنسان العاقل من إفريقيا إلى آسيا وأوروبا، وهو ما يُعرف بـ"النزوح خارج إفريقيا".

تشير الحفريات المكتشفة إلى أن الإنسان العاقل كان قادرًا على التأقلم مع بيئات متنوعة، بدءًا من الغابات الاستوائية إلى المناطق الجافة.

 

بفضل هذه الاكتشافات، أصبح بإمكان العلماء رسم صورة أوضح عن الحياة اليومية للإنسان العاقل في العصور القديمة، فمن خلال تحليل طبقات التربة وآثار النشاط البشري، يمكن الآن دراسة نمط حياة الإنسان العاقل في تلك الفترة الزمنية وكيف كان يتكيف مع التغيرات المناخية والبيئية.

ويُعتقد أن البشر في تلك الفترة كانوا يستخدمون الكهوف كملاجئ مؤقتة خلال رحلاتهم وانتقالهم من منطقة إلى أخرى، مما يُظهر نمط حياة يعتمد على الصيد وجمع الثمار والتنقل المستمر بحثًا عن الغذاء والمأوى، وذلك نقلا عن موقع sci.news.