رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أحمد إسماعيل.. مشير النصر

14-10-2024 | 16:35


المشير أحمد إسماعيل

أماني محمد

107 أعوام مرت على ميلاد المشير الراحل أحمد إسماعيل وزير حربية انتصار أكتوبر 1973، أحد القادة العسكريين الكبار في تاريخ العسكرية المصرية، والذي اختارته مجلة الجيش الأمريكي كواحد من ضمن 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت للحرب تكتيكا جديدا.

المشير أحمد إسماعيل

ولد أحمد إسماعيل علي في 14 أكتوبر عام 1917، في شبرا كان والده ضابط شرطة، وحصل على الثانوية العامة، وبعدها حاول الالتحاق بالكلية الحربية ولكنه لم يوفق، ثم التحق بكلية التجارة في السنة الثانية بـ«التجارة»، ثم عاد لتقديم أوراقه إلى الكلية الحربية، وكان ذلك مع الرئيس الراحل أنور السادات، لكن رفضت الكلية طلبهما معا لأنهما من عامة الشعب، وبعد أن جاء قرار الملك فؤاد الأول بقبول طلاب الكلية الحربية من عامة الشعب.

وعاد وقدم أحمد إسماعيل أوراقه بعد أن أتم عامه الثالث بكلية التجارة، ليتم قبوله أخيراً كان من زملائه: جمال عبد الناصر، ومحمد أنور السادات، وعبد المنعم رياض، ويوسف السباعي، وأحمد مظهر، ثم تخرج في الكلية عام 1938 برتبة ملازم ثان والتحق بسلاح المشاة، وبعدها سافر في بعثة التدريب بدير سفير بفلسطين عام 1945، جاء ترتيبه الأول على الضباط المصريين والإنجليز.

بدأ يتألق في الحرب العالمية الثانية التي اشترك فيها كضابط مخابرات في الصحراء الغربية، ثم في حرب فلسطين أصبح قائدا السرية مشاه في رفح وغزة عام 1948، تلك الخبرة أهلته ليكون أول من قام بإنشاء نواة قوات الصاعقة، وأثناء العدوان الثلاثي الذي قامت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر في عام 1956 كان برتبة (عقيد) وقاد اللواء الثالث مشاه في رفح ثم القنطرة شرق، وتولي مهمة استلام بورسعيد بعد الانسحاب البريطاني منها في ديسمبر 1956.

في عام 1957م التحق بكلية مزونزا العسكرية بالاتحاد السوفييتي في نفس العام عمل كبيرا للمعلمين في الكلية الحربية تولى قيادة الفرقة الثانية مشاه التي أعاد تشكيلها لتكون أول تشكيل مقاتل في القوات المسلحة المصرية.

أقام أول خط دفاعي غرب القناة

واختاره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قائدا لقوات شرق قناة السويس بعد حرب يونيو 1967، وتم تكليفه باستعادة الكفاءة القتالية للقوات المصرية وبناء الدفاعات غرب القناة، وبعد ثلاثة شهور فقط من معارك 1967 أقام أول خط دفاعي، وتمكنت هذه القوات أن تخوض معركة رأس العش ومعركة الجزيرة الخضراء، وإغراق المدمرة إيلات.

وبعدها تعيينه رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة عام 1969، وبعد استشهاد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة تولى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة في مارس 1969.

وبعد وفاة عبد الناصر عام 1970، اختاره الرئيس أنور السادات، في 15 مايو 1971 رئيسا للمخابرات العامة، وبقي في هذا المنصب حتى 26 أكتوبر 1972، ندما أصدر السادات قرارا بتعيينه وزيراً للحربية وقائدا عاما للقوات المسلحة خلفا للفريق أول محمد صادق.

ليقود المشير أحمد إسماعيل الجيش المصري في مرحلة من أدق المراحل لخوض ملحمة التحرير، وفي 28 يناير 1973 عينته هيئة مجلس الدفاع العربي قائداً عاماً للجبهات الثلاث المصرية والسورية والأردنية.

التخطيط لحرب أكتوبر

أشرف المشير أحمد إسماعيل على التخطيط لحرب أكتوبر 1973، وحقق التعاون الكامل مع القوات السورية لشن الحرب على الجبهتين في آن واحد، وأدار الحرب بكافة مراحلها في السادس من أكتوبر وحتى وقف إطلاق النار في 28 أكتوبر 1973.

بعد قرار الرئيس السادات بتطوير الهجوم وتوغل القوات المصرية لتخفيف الضغط على الجبهة السورية، لعب المشير أحمد إسماعيل دورا بارزا في ذلك، وبعد إعفاء الفريق سعد الدين الشاذلي من منصبه كرئيس هيئة الأركان، تولى أحمد إسماعيل المنصب، وعاونه المشير محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الذي جرى تصعيده إلى المنصب رسميا مع انتهاء الحرب.

وقال المشير إسماعيل عن تلك المرحلة: "كانت سلامة قواتي شاغلي طوال الحرب لذلك قال بعض النقاد أنه كان علينا أن نتقبل المزيد من المخاطرة وكنت على استعداد للمخاطرة والتضحيات لكنني صممت على المحافظة على سلامة قواتي لأننى أعرف الجهد الذي أعطته مصر لإعادة بناء الجيش وكان على أن أوفق بين ما بذل من جهد لا يمكن أن يتكرر بسهولة وبين تحقيق الهدف من العمليات ".

وأوضح: «كنت أعرف جيدا معنى أن تفقد مصر جيشها إن مصر لا تحتمل نكسة ثانية مثل نكسة يونيو 1967 وإذا فقدت مصر جيشها فعليها الاستسلام لفترة طويلة».

تكريمه بعد حرب أكتوبر 1973

منحه الرئيس السادات رتبة المشير في 19  فبراير عام 1974 اعتبارا من السادس من أكتوبر عام 1973 يعد ثاني ضابط مصري يصل لهذه الرتبة بعد المشير عبد الحكيم عامر.

وفي خطابه في مجلس الشعب بعد النصر، أكد الرئيس الراحل أنور السادات أن "الواجب يقتضينا أن نسجل من هنا وباسم هذا الشعب وباسم هذه الأمة ثقتنا المطلقة في قواتنا المسلحة، وثقتنا في قيادتها التي خططت"، مع إشارة إلى المشير أحمد إسماعيل وسط تصفيق حار للحضور للمشير الراحل.

حصل المشير أحمد إسماعيل على وسام نجمة الشرف العسكرية عن دوره في قيادة جيش مصر نحو تحقيق المعجزة، كما حصل على نجمة سيناء من الطبقة الأولى تم تعيينه في 26 أبريل 1974 نائبا لرئيس الوزراء.

وأصيب بسرطان الرئة وفارق الحياة يوم الأربعاء 25 ديسمبر 1975 عن 57 عاما، ليقلده التاريخ العسكري كرمز من رموز مصر العظام وأحد أهم القادة العسكريين في القرن العشرين.