انعقاد قمة روحية استثنائية في بكركي بحضور رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية في لبنان
انعقدت اليوم /الأربعاء/ قمة روحية استثنائية في الصرح البطريركي في بكركي بلبنان بدعوة من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بمشاركة رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية.
وفي كلمته خلال القمة الروحية..أدان مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف فايز دريان المجازر وجرائم الإبادة الجماعية التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي والتي تحدث بشكل وحشي وهمجي..مشيرًا إلى أن التاريخ لم يشهد مثيلاً لها بدءًا من غزة وامتدادًا إلى لبنان.
وأكد دريان أن فلسطين والقضية الفلسطينية هي قضية حق وعدل وأن لبنان سيبقى واحة للحرية والديمقراطية والتراث الإيماني العميق والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين..معتبرا أن وحدة اللبنانيين وتضامنهم، إضافة إلى قوة جيشهم الوطني، ستمثل سدًا منيعًا في وجه أي طامع أو معتد.
وشدد على أن ما حدث هو امتحان عسير للبنان يعكس ضرورة معالجة المشكلات الحالية والمستقبلية، وأبرزها انتخاب رئيس للجمهورية، معتبرًا أن هذا الأمر لا يجوز الاستهانة به أو تأجيله.
وأكد دريان على أهمية وجود مرجعية موثوقة في النظام اللبناني، بعيدًا عن الصراعات السياسية تعمل على ضبط إيقاع الدولة وتحمي لبنان من التدخل الخارجي .. موضحا أن الدستور قد أوكل هذه الأمانة لرئيس الجمهورية الذي يتحمل مسؤولية احترام الدستور والحفاظ على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه.
وقال مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف فايز دريان : إن الدستور أوكل رئيس الجمهورية السهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه واستمرار عمل السلطات والمؤسسات الدستورية.
وأضاف أن هذا يعني أن الدستور قد أولى إلى رئيس الجمهورية الاهتمام بالقضايا الوطنية الكبرى التي من شأنها أن تؤمن للوطن بقاءه واستمراريته وللكيان سلامته ومناعته وللشعب اللبناني وحدته وتضامنه ، وللبنان استقلاله وسيادته أي حرية قراره الوطني وسلطة الدولة الكاملة على اقليمها وعلى المقيمين على أرضها.
وأكد مفتي لبنان على ضرورة أن تستعيد الدولة قرارها ودورها وسلطتها الواحدة والوحيدة وأن تحرص على تطبيق الدستور واتفاق الطائف..مشددا على أهمية البدء في بناء الدولة القادرة والعادلة ، وأن يعتاد اللبنانيون العيش في كنف الدولة وتقبل فكرة الدولة واحترام قوانينها ودستورها.
ونبه إلى أن اللبنانيين بحاجة إلى دولة تحميهم وترعى شئون حياتهم ومعاشهم وتوفر لهم الأمان وتهتم بمشكلاتهم وتصون كراماتهم وحقوقهم وحرياتهم..قائلا : "إننا لم نفقد أبدا الأمل في بناء الدولة الدستورية ، دولة الحق والمؤسسات وكرامة الانسان التي تستطيع أن تنقذ لبنان وتستعيد استقراره الاقتصادي ونموه ونهوضه وازدهاره".
وأعرب مفتي لبنان عن تعازيه للشعب اللبناني في الجنوب الصامد والبقاع وبيروت وضاحيتها وفي كل المناطق اللبنانية التي استهدفها العدوان الإسرائيلي الغاشم.
ومن جانبه .. قال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي في لبنان الشيخ علي الخطيب :"إن الأوضاع في لبنان صعبة للغاية جراء العدوان الإسرائيلي الغادر والمجرم والإرهابي الذي يستهدف بشكل مستمر البلاد"..مشددا في الوقت نفسه على ضرورة اتخاذ موقف على مستوى هذا الواقع الذي تمارس فيه إسرائيل حرب إبادة موصوفة بحق لبنان.
وثمن الخطيب - في الكلمة التي ألقاها خلال القمة الروحية الدينية في كركي بمشاركة طوائف إسلامية ومسيحية - جميع التضحيات اللبنانية في سبيل التتصدى لهذه القوة الغاشمة من أجل الحفاظ على الوطن .. موجها التحية لجميع أطياف الشعب اللبناني على فتح أبوابهم لاخوانهم الذين اضطرهم العدوان على ترك ديارهم.
وحذر من تداعيات استمرار هذا العدوان على المنطقة بأكملها..موضحا أن "هذا العدوان لا يستهدف فئة بعينها إنما يستهدف الوطن بأكمله وكيانات وعائلات روحية تشكل نقيضا لهذا الكيان العنصري الغاصب والمتوحش الذي لا يعيش إلا على سفك الدماء".
وقال الخطيب : "إنه يجب التصدي لهذا الكيان المجرم" .. مستنكرا تجاوز الكيان كل الحدود باستهداف المدنيين والمباني السكنية والمدارس والمستشفيات وجميع العاملين في القطاع الصحي والمنظمات الإنسانية والإغاثية لتحقيق أطماعه في الاستيلاء على خيرات أرض لبنان.
وانتقد موقف المجتمع الدولي المتخاذل من العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب اللبناني..متهما في الوقت نفسه الغرب بتبني اذواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي..داعيا إلى ضرورة العمل على بناء دولة قادرة على القيام بمسؤوليتها الوطنية في الدفاع عن سياساتها وكرامة شعبها بعيدا عن المخصصات الطائفية التي سر عدم قيام هذه الدولة حتى الآن وإعادة انتظام المؤسسات الدستورية حتى انتخاب رئيس توافقي للبلاد.
وشدد على أهمية تشكيل حكومة وطنية موحدة وجامعة لوقف الحرب المجنونة التي تسعى لإثارة الفتن الطائفية في البلاد..قائلا : "يجب تجنيد كافة الطاقات الداخلية والخارجية السياسية والإعلامية للضغط لوقف العدوان على البلاد".. موضحا أن "الوحدة الوطنية هي الأرض الصلبة التي يستند إليها للدفاع عن الأوطان".
وأدان نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي في لبنان - في ختام الكلمة - العدوان الإسرائيلي على قوات اليونيفيل ومحاولة إخراجها من مواقعها ومنعها من القيام بمهامها التي حددها مجلس الأمن الدولي..معربا في الوقت نفسه عن شكره لكل من يساند الشعب اللبناني في هذه الازمة.