رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


المنشآت العسكرية أم النووية.. كيف سترد إسرائيل على إيران؟

20-10-2024 | 14:46


الرد على طهران

محمود غانم

"الأيام دول.. ومن سره زمن ساءته أزمان".. فمن بعد حالة من القلق والتوتر تعايشت فيها "تل أبيب" إثر الوعيد الإيراني بالثأر لدماء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، التي أريقت في حرمها، دخلت "طهران" هي الأخرى في حالة مشابهة تحسبًا للرد الإسرائيلي على هجماتها التي جاء في سياق المحافظة على قوة الردع.

ودخلت التوترت بين البلدين أفقًا أكثر سخونة على خلفية اتهام "تل أبيب" "طهران"، بمحاولة اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث أصابت طائرة مسيرة منزله في قيساريا شمال تل أبيب أمس السبت.

ومن جهتها، نفت طهران أن يكون لها أي صلة بالهجوم الذي استهدف مقر إقامة "نتنياهو"، حيث قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة ردًا على سؤال بشأن دور إيران في الهجوم إن "هذا العمل قام به حزب الله اللبناني".

الهجوم على طهران

ومع حديث إسرائيلي لا ينقطع عن التجهز لتوجيه ضربة كبيرة ضد طهران كرد على هجماتها التي وقعت مطلع الشهر الحالي، تحذر إيران من أن أي رد إسرائيلي "لن يمر مرور الكرام"، حيث تقول إن أي هجوم عليها يعني تخطي الخطوط الحمراء، ولن يمر ذلك من دون رد.

وقالت الخارجية الإيرانية، إن "أي هجوم على إيران يعني تخطي خطوطنا الحمر، ولن نتركه من دون رد"، متوعده بأن بلادها سترد على أي هجوم على أهداف إيرانية أو منشآت إيران النووية.

وتابعت الخارجية:"حددنا جميع أهدافنا في إسرائيل، وإذا هاجمتنا سنرد بالمثل ونقصف هذه الأهداف"، محذرة من أنه إذا اندلعت حرب شاملة في المنطقة، فإن واشنطن ستنجر إليها ونحن لا نريد ذلك.

تسريب خطير 

وبينما إسرائيل تستعد لشن هجومها ضد طهران، إذ تفاجئ بتسريب وثائق سرية أمريكية تتناول استعدادات جيش الاحتلال الإسرائيلي للهجوم على إيران، وذلك بعد ساعات من قول الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن لديه علمًا بكيفية الرد الإسرائيلي على الهجمات الصاروخية التي شنتها إيران وموعده.

وأفاد موقع "والا" العبري عن مسؤولين أمريكيين أن هناك تسريبًا حصل لوثائق استخباراتية أمريكية تتناول استعدادات إسرائيل للهجوم على إيران، موضحين أن التسريب حدث على حساب في "تليجرام" مرتبط بإيران.

وقال "والا" إن توقيت التسريب جاء بينما تستكمل إسرائيل استعداداتها للقيام بعمل انتقامي في إيران، ردًا على الهجوم الصاروخي الذي وقع في الأول من أكتوبر الجاري، واعتبر بمثابة محاولة للتأثير عليه أو تعطيله.

في غضون ذلك، قال المسؤولون الأمريكيون، إن التسريب حادث خطير للغاية، لكنهم أشاروا في الوقت ذاته إلى أنه لن يؤثر على الخطط العملياتية الإسرائيلية.

ووفقًا لـ"والا"، فإن الوثائق تضمنت تقريرًا لوكالة الاستخبارات المرئية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية، تضمن تفاصيل العمليات التحضيرية خلال الأيام الأخيرة في عدة قواعد لسلاح الجو الإسرائيلي، بما في ذلك نقل أسلحة متقدمة، مخصصة لمهاجمة إيران".

قرار الرد

وفي الـ15 من أكتوبر الجاري، أفادت وسائل إعلام عبرية بأنه تم التوصل إلى توافق كامل على طريقة وتوقيت وقوة الرد على هجوم إيران خلال المشاورات الأمنية.

وذكر أن قرار مهاجمة إيران سيتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، والمجلس الوزاري سيطلع على الخطوط العريضة.

إلى ذلك، أبلغ نتنياهو الرئيس الأمريكي -في وقت سابق- أن إسرائيل ستضرب منشآت عسكرية وليست نفطية أو نووية في إيران، وفق ما أوردته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن مسؤولين.

ونقلت "واشنطن بوست" عن أحد المسؤولين قوله، إن الرد الإسرائيلي سيكون محسوبًا لتجنب فكرة التدخل السياسي بالانتخابات الأميركية، مشيرًا في السياق ذاته، إلى فهم نتنياهو بأن نطاق الضربة الإسرائيلية لديه القدرة على إعادة تشكيل السباق الرئاسي.

وفي الأول من أكتوبر الحالي، أطلقت طهران عشرات الصواريخ على إسرائيل، ما تسبب في إلحاق خسائر بشرية وأضرار مادية، فضلًا عن إغلاق المجال الجوي للبلاد، وهرع الملايين إلى الملاجئ على وقع دوي صافرات الإنذار.

وقالت طهران، آنذاك، إن ضرباتها تأتي في السياق الرد على اغتيال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.

وفيما تبنت إسرائيل اغتيال نصر الله، خلال غارة استهدفت المقر المركزي للحزب في ضاحية بيروت الجنوبية، نفت أن يكون لها أي مسؤولية باغتيال هنية، لكن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أشار لمسؤوليات بلاده عن ذلك، يوم الحادثة، قائلًا:"في الأيام القليلة الماضية وجهنا ضربة ساحقة لكل منهم".

ومن جهته، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن الضربة الصاروخية التي نفذتها طهران خلفت أضرارًا في قواعده الجوية، لكنه قلل من أهميتها ولم يكشف عن أماكنها.