رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الصحة الفلسطينية: المؤتمر العالمي فرصة تاريخية لسماع صوت فلسطين من القاهرة

20-10-2024 | 21:55


وزير الصحة الفلسطيني الدكتور ماجد أبو رمضان

أ ش أ

أكد وزير الصحة الفلسطيني، الدكتور ماجد أبو رمضان، أن المؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية، الذي انطلق اليوم /الأحد/ في القاهرة، يمثل فرصة عظيمة ومحفلا كبيرا للحديث عمّا يتعرض له القطاع الصحي والشعب الفلسطيني من تدمير وخراب على يد المحتل الإسرائيلي.

وقال الدكتور ماجد أبورمضان، في حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم الأحد، إنه سيعمل على التباحث والتنسيق مع الأشقاء في مصر من أجل حماية الأطباء الفلسطينيين والقطاع الصحي، مشيرا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لديه خطة ممنهجة ليس لتدمير المنشآت الصحية فقط وإنما استهداف الكوادر الطبية في فلسطين أيضًا.

وأشاد وزير الصحة الفلسطيني، بالدور الإنساني والتاريخي الذي تضطلع به مصر قيادة وحكومة وشعبا بحق القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن مصر تلعب دورا تاريخيا وإنسانيا لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة منذ الساعات الأولى للحرب، منبها إلى أن ما يحدث في الضفة الغربية المحتلة لا يقل خطورة وقسوة عما يحدث في قطاع غزة.

وقال أبو رمضان إن العلاقات بين مصر وفلسطين أخوية ومتواصلة تاريخيا بين القيادتين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس محمود عباس والشعبين الشقيقين، مشيرا إلى أنه عندما تولى وزارة الصحة الفلسطينية كانت زيارته الأولى إلى القاهرة حيث التقى المسئولين المصريين الذين أكدوا أن كل ما يحتاجه القطاع الصحي الفلسطيني متوفر ودون حدود لتقديم المساعدة والتعاون، مضيفا "أن هذا ليس غريبا على مصر العروبة".

وكشف الوزير الفلسطيني أنه عندما زار مصر أول مرة مع توليه وزارة الصحة الفلسطينية لمس كل التأييد والتعاطف من كافة أبناء الشعب المصري ومن كافة القيادات وهذا هو موقف الدولة المصرية التاريخي والكبير، مثمنا موقف الشعب المصري مع شقيقه الشعب الفلسطيني على مدار الزمان والمكان.

وتابع أن مصر وفلسطين عبارة عن كيان واحد ويحملان قلب واحد ورئة واحدة وهذا هو عهد مصر وفلسطين والشعبين الشقيقين، مشيرا إلى أن مصر تمثل الرئة الوحيدة لقطاع غزة وشعبه والمساعدات التي قدمتها مصر لا تعد ولا تحصى ولا يوجد تعبير للشكر عنها لمصر قيادة وحكومة وشعبا.

ولفت إلى أن المساعدات والجهود المصرية - التي قُدِمَت ومازالت - في الصميم؛ بدايةً من جهود ومحاولات وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وكذلك تقديم المساعدات الغذائية والإنسانية والطبية، مضيفا "أن الجهود الصحية والطبية التي قدمتها مصر تعد أولوية مع وقف العدوان على القطاع وهذا هو دور مصر العروبي والريادي والتاريخي"، مشيرا إلى أن مصر دعت أكثر من مرة إلى ضرورة عدم استهداف الكوادر الطبية والمنشآت الصحية من قبل الاحتلال.

وتابع وزير الصحة الفلسطيني قائلا: "نعلم جيدا أن أغلب المساعدات التي وصلت للقطاع من مصر أو عن طريق مصر أيضا منذ بداية الحرب الغاشمة على القطاع"، موضحا أن الاحتلال يحاول قطع الارتباط بين مصر وقطاع غزة عبر احتلال معبر رفح، لكن دون جدوى فهو ارتباط وجودي وروحي.

وأردف قائلا: "القضية الفلسطينية ستنتصر بفضل دعم وموقف مصر قيادة وحكومة وشعبا، ومصر لم ولن تتخلى عن دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته على حدود 4 يونيو 67 وعاصمتها القدس الشريف حتى وإن تأخر هذا الانتصار، ونجح الشر لكنه لن يكون طويلا؛ فسينتصر الخير في النهاية".

وقدم أبو رمضان، الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي والدولة المصرية على ما قدمته من دعم للقضية الفلسطينية منذ التاريخ ومازالت ومؤخرا منذ بداية الحرب الغاشمة على أهالي قطاع غزة، مؤكدا أن هذا هو موقف مصر المعروف والتاريخي والإنساني أيضا ليس مع فلسطين فقط لكن مع الأمة العربية بأكملها، معربا عن تقديره لمصر ليس فقط على ما قدمته من دعم وإسناد للشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة لكن أيضا للدور المميز والعمل المستمر لوقف الحرب على غزة.
وبشأن مؤتمر "الكفاءات الصحية العربية المهاجرة"، الذي انعقد على مدار أمس السبت، واليوم في عمان، أوضح وزير الصحة الفلسطيني أن هذا المؤتمر يعقد لأول مرة للحديث عن العقول المهاجرة، وفلسطين لديها كافة الظروف التي تؤدي إلى هجرة الأطباء بسبب الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه ضد الكوادر الطبية والمنشآت الصحية وخصوصا ما يحدث في غزة حاليا.

واستعرض الوزير كافة أشكال التدمير والضغط التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الكوادر الصحية في فلسطين؛ من خنق السلطة الفلسطينية اقتصاديا من خلال محاصرة الأموال وبالتالي عدم دفع الرواتب للكوادر الصحية، إضافة إلى استهداف الاحتلال للكوادر الطبية بشكل مباشر في غزة وتدمير المنشآت الصحية ورفض إدخال المساعدات الطبية للقطاع.

وقال أبو رمضان إنه رغم كل هذه الظروف التي تحدث للقطاع الصحي في فلسطين ،يستمر الطبيب الفلسطيني في موقعه ولا يريد الهجرة من أجل الوفاء بدوره الوطني الطبي في علاج الجرحي سواء في غزة أو الضفة الغربية، لافتا إلى أن العدد الذي هاجر من الأطباء الفلسطينيين لا يذكر وهناك أكثر من 99% من الكوادر الطبية الفلسطينية موجودة وأغلبها في غزة ويتم اعتقالهم ويعودون من جديد من أجل القيام بدوره الإنساني والوطني.

ونوه إلى أن القانون الدولي والإنساني يعطي الحماية للطبيب الفلسطيني ويجب أن يحميه وأن ينفذ الاحتلال الإسرائيلي هذا القانون، لكن للأسف لم يتم ذلك، مشيرا إلى أن الحكومة الفلسطينية تعمل على توفير السبل الحياتية لعودة الأطباء الفلسطينيين إلى بلدهم لخدمة مواطنيهم.

وحول الموقف الدولي إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني على يد الاحتلال الإسرائيلي سواء في غزة أو الضفة، قال وزير الصحة الفلسطيني: "هناك تواطؤ دولي وهذا أقل شيء يمكن قوله على ما يحدث من قبل الدول الغربية"، مشيرا إلى إنه ليس توطؤا فقط وإنما هو محاولة لعدم رؤية الظلم رغم وضوحه.

وأشار إلى أن هناك ازدواجية في المعايير وانعدام للضمير الإنساني في نظرة هذا العالم الغربي،الذي ينظر إلى أماكن أخرى فيها صراع لكن يغض الطرف عن الوضع الكارثي في قطاع غزة.