يحتضن معبد رمسيس الثاني بمدينة أبوسمبل جنوب أسوان، العديد من المصريين والسياح من شتى أنحاء العالم في انتظار حدثًا فلكيًا مميزًا، حيث وصل اليوم أفواج من السائحين ليشاهدوا غدًا، الظاهرة الفلكية النادرة المتمثلة في تعامد أشعة الشمس علي وجه رمسيس الثاني في معبده الكبير، حيث يأتي السياح من كل مكان، ليشاهدوا هذا المنظر المهيب، ويصطفون جميعًا في فجر يوم 22 أكتوبر ليشاهدوا العبقرية المصرية الفلكية، التي تؤكد على ذكاء المصريين القدماء، وإلمامهم بعلم الفلك والهندسة المعمارية.
تم نقل معبد أبو سمبل في الستينات لإنقاذه من الغرق بسبب فيضان السد العالي بأسوان، وبسبب ذلك تغيرت تواريخ تعامد الشمس كانت في السابق تحدث في 21 أكتوبر و21 فبراير، ثم تغيرت وأصبحت تحدث في 22 أكتوبر و22 فبراير.
عرف المصريون القدماء بعبقريتهم وإلمامهم بكافة العلوم، وخاصة علم الفلك والهندسة المعمارية، حيث اكتشفوا بالحقائق والثوابت العلمية ظاهرة تعامد الشمس، من خلال شروق الشمس من نقطة الشرق وغروبها من نقطة الغرب تمامًا في يوم 21 من شهر مارس.
حدث تغير في نقطة الشروق بمقدار ربع درجة تقريبًا كل يوم إلى الشمال بدءًا من يوم 21 مارس، في 22 يونيو، تصل نقطة الشروق إلى موضع يبعد 23 درجة و27 دقيقة شمال الشرق.
كما اكتشف الفراعنة أن الشمس تمر على كل نقطة في مسارها مرتين في العام، وتختلف المسافة الزمنية بينهما بناءً على بُعد النقطة عن نقطة الشرق تمامًا، فقرروا اختيار تعامد الشمس مرتين في العام لأن نقطة تعامد الشمس تبعد عن نقطتي مسارها زمنًا قدره 4 أشهر، وتم اختيار يوم 22 أكتوبر بسبب احتفال الملك رمسيس الثاني بعيد ميلاده، واختيار يوم 22 فبراير بسبب جلوسه على العرش.
كان كل شيء محسوب بدقة هندسية وفلكية، وظهر ذلك عندما تم بناء معبد أبوسمبل بحيث يكون اتجاه مسار دخول أشعة الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني من الشرق، وإذا دخلت أشعة الشمس في يوم معين وسقطت على وجه التمثال، فإنها في اليوم التالي تنحرف انحرافًا صغيرًا بمقدار ربع درجة ولا تسقط على وجه التمثال في اليوم التالي.
ويأتي يومي 22 أكتوبر وفبراير، وتتسلل أشعة الشمس داخل المعبد، لتصل إلى قدس الأقداس، وتسلط الضوء على منصة عليها تمثال الملك رمسيس الثانى جالسًا وبجواره تماثيل المعبودات رع حور آختي، وآمون، وكذلك المعبود بتاح الذي لا تتعامد الشمس على وجهه حيث اعتبره المصري القديم معبود الظلام.