تعتبر ظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل واحدة من أعظم إنجازات العمارة والفلك عند المصريين القدماء.
يحدث هذا التعامد مرتين في السنة، حيث تتعامد أشعة الشمس على وجه التمثال في 22 فبراير و22 أكتوبر، مما يبرز دقة التصميم المعماري للمعبد.
قال الدكتور بسام الشماع، إن معابد أبو سمبل ليست مجرد معجزة معمارية فريدة من نوعها، بل هي أيضاً معجزة نحتية، وتقويم زراعي، وسياسي، وفلكي، وجغرافي، وهندسي، فضلا عن أنه لإرسال إشارات لبدء مواسم زراعية وعسكرية، فضلاً عن كونها استعراضاً للقوة العسكرية والهيمنة السياسية.
وأضاف الشماع أن هذه المعابد كانت تحمل رسالة رومانسية أيضاً، إذ تم نحت معبد خاص لزوجته بجوار معبد رمسيس الثاني، مما يضيف بُعدًا عاطفيًا لتاريخ هذا الموقع.
وأوضح الدكتور الشماع أن الجانب الجيولوجي لهذه المعابد لم يكن مدروساً من قبل العلماء، وذلك نظراً لتعقيد العملية، وتحدث عن أن ذلك الجانب يتطلب خبرات متعددة تشمل رئيس الكهنة، والمشرف على الجوانب الفلكية، ومراقب الشمس وغروبها، بالإضافة إلى رئيس الجيولوجيين وفريق العمل المتخصصين في الحجر الرملي الذي تم استخدامه في البناء، وقد تم اختيار هذا الحجر بعناية فائقة ليتناسب مع البيئة الجبلية المحيطة بالمعبد.
وأشار الشماع إلى أن أي خطأ بسيط من قبل أحد العمال، مثل ضربة بالأداة النحتية بشكل غير دقيق على الحجر أثناء عملية النحت، كان يمكن أن يؤدي إلى تغيير كامل في المشروع وإعادة حسابات الجوانب الجيولوجية والفلكية من جديد، وأكد على أن هذه الدقة كانت ضرورية لضمان توافق المعبد مع الأحداث الفلكية والتقويم الزراعي والعسكري.
كما أوضح الدكتور الشماع أن الحفر في جبل معرض للانهيارات والشقوق كان يشكل تحديًا كبيرًا، إذ أن الجبل كان دائماً عرضة للانهيارات الجزئية والشقوق التي قد تحدث في أي لحظة، لذلك، كانت هناك دراسات علمية وجيولوجية مسبقة دقيقة للأرض قبل بدء عمليات النحت، لضمان استقرار الصخور وتجنب الانهيارات التي قد تؤثر على الهيكل العام للمعبد.