رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بالتزامن مع مشاركة الرئيس السيسي بقمة «بريكس».. محطات في تاريخ العلاقات المصرية الروسية

22-10-2024 | 11:32


الرئيس السيسي وفلاديمير بوتين

يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة تجمع دول "بريكس"، المنعقدة بمدينة "قازان" الروسية، وهي الزيارة التي تشهد قمة مصرية روسية، حيث سيلتقي الرئيس السيسي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، لبحث تدعيم العلاقات الثنائية وعدد من الملفات الإقليمية.

وخلال السنوات الماضية شهدت العلاقات المصرية الروسية زخما كبيرا، لتصبح شراكة استراتيجية تجمع القاهرة وموسكو في كافة أوجه التعاون، حيث يحرص قادة البلدين على تنسيق وتعزيز أوجه التعاون الثنائي وتبادل الرؤى بشأن القضايا الإقليمية وذات الاهتمام المشترك.

 

تاريخ العلاقات المصرية الروسية

وتعود العلاقات المصرية الروسية إلى عقود طويلة،  قبل أكثر من 80 عاما أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين مصر والاتحاد السوفيتي في عام 1943، وكانت الخطوة الأولى للتعاون الاقتصادي المصري الروسي عند توقيع أول اتفاقية اقتصادية بين الجانبين في عام 1948.

وفي عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، جمعت البلدين علاقات متميزة، وتعاونتا في بناء السد العالي وإقامة المراجل البخارية وتشييد أفران الحديد والصلب ومجمع الألومنيوم وشركات الكيماويات، بمساعدة الخبراء السوفييت.

وكانت فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، هي ذروة العلاقات المصرية الروسية، فتم إنشاء عدد من المشروعات ومنها تم إنشاء السد العالي في أسوان، مجمع الحديد والصلب في حلوان، مجمع الألومنيوم بنجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية أسوان – الإسكندرية، وكذلك 97 مشروعًا صناعيًا بمساهمة الاتحاد السوفيتي، وحصلت القوات المسلحة المصرية في الخمسينيات على أسلحة سوفيتية.

وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، كانت مصر في طليعة الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع روسيا الاتحادية في العام نفسه، واستمرت العلاقات بين البلدين في التعاون والنمو، وكانت الزيارة الأولى للرئيس الأسبق حسني مبارك إلى روسيا في سبتمبر‏ 1997، وخلالها تم توقيع البيان المصري - الروسي المشترك وسبع اتفاقيات تعاون.

العلاقات المصرية الروسية في عهد الرئيس السيسي

وعلى مدار العشر سنوات الماضية، منذ تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم، تطورت العلاقات السياسية بين الدولتين، وحرص زعيما البلدين على تبادل الزيارات بين القاهرة وموسكو، وعقد المباحثات الثنائية هاتفيا أو على هامش القمم والفعاليات الدولية.

وزار الرئيس السيسي روسيا في العديد من المرات، كان آخرها في 22/10/2019، حيث ترأس خلالها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أعمال القمة الروسية - الإفريقية الأولى، وبحث الرئيسان عددًا من الموضوعات المتعلقة بالعلاقات الثنائية ومنها الجهود المشتركة لاستئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر، مشروع محطة الضبعة النووية، التعاون في مجال تطوير منظومة النقل والسكك الحديدية، بالإضافة إلى آلية التعاون المشترك في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب.

والعام الماضي، احتفلت كلا من مصر وروسيا الاتحادية بذكرى مرور 80 عاماً على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وبهذه المناسبة أجرى الرئيس السيسي اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مارس 2023، شهد الاتصال تبادل التهنئة بمناسبة مرور ٨٠ عامًا على بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين، وبحث الرئيسان سبل تعزيز مختلف أطر التعاون بين مصر وروسيا، خاصةً من خلال المشروعات التنموية المشتركة الجارية بينهما، حيث ثمن الرئيسان العلاقات التاريخية والمتميزة التي تجمع بين الدولتين في مختلف المجالات على المستويين الرسمي والشعبي، مع تأكيد مواصلة دفع تلك الروابط خلال الفترة القادمة.

وفي يناير من العام الجاري، أعلن شهد الرئيس السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين مراسم عملية الصبة الخرسانية الأولى التي ستستخدم كأساس للوحدة النووية الرابعة من محطة الضبعة للطاقة النووية، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، حيث يعد المشروع استكمالًا للتعاون الوثيق بين مصر وروسيا في مجالات عدة، ومن أبرز أوجه التعاون بينهما في الوقت الحالي.

وفي أكتوبر 2018، وقع الرئيس السيسي وفلاديمير بوتين، اتفاقية بشأن الشراكة السياسية والإستراتيجية بين مصر وروسيا، خلال زيارة الرئيس لموسكو حينها، وشهد الرئيسان توقيع مذكرة تفاهم بشأن نتائج المشاورات الإستراتيجية بين البلدين.

التبادل التجاري بين مصر وروسيا

وتشـير الإحصاءات الصادرة عن الجهـاز المركـزي للتعبئة العامة والإحصاء إلى ارتفـاع قيمة التبادل التجاري بين مصر وروسيا لتصل إلى 5.1 مليار دولار خلال الـ11 أشهر الأولى من 2023 مقابل 4.5 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2022 بنسبة ارتفاع قدرها 14%.

 

مشاركة الرئيس السيسي في قمة بريكس

وتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم إلى روسيا الاتحادية، للمشاركة في قمة تجمع دول "بريكس"، المنعقدة بمدينة "قازان"، وهي القمة التي تشهد - للمرة الأولى - مشاركة مصر كعضو في التجمع، منذ انضمامها رسمياً له مطلع العام الجاري.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس سوف يستعرض خلال أعمال القمة رؤية مصر ومواقفها إزاء عدد من الموضوعات والقضايا المهمة دولياً وإقليمياً، وخاصة سبل تعزيز التعاون بين دول التجمع بما يضمن تطوير العمل متعدد الأطراف والإسهام في التصدي للتحديات المركبة التي يشهدها العالم سياسياً واقتصادياً، وكذا إصلاح الهيكل المالي العالمي لتحقيق التوازن المأمول، لا سيما ما يتعلق بتعزيز صوت ومصالح الدول النامية في مختلف المحافل الدولية والإقليمية، في ضوء تنامي التأثيرات السلبية للصراعات والأزمات الدولية على مسيرة التنمية بالدول النامية، وسوف تتطرق كذلك مداخلات الرئيس إلى قضايا تغير المناخ، وسبل دعم التعاون الاقتصادي والتنموي المشترك بين دول التجمع.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس سوف يوضح موقف مصر الثابت بشأن التطورات الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، وجهود مصر الدؤوبة والمكثفة للتهدئة ومنع توسع دائرة الصراع وتحوله إلى حرب إقليمية، بما يشكله ذلك من خطورة بالغة على مقدرات شعوب المنطقة، وعلى السلم والأمن الإقليميين والدوليين.

كما سيشارك الرئيس في قمة "بريكس بلس"، التي تضم بالإضافة إلى الدول الأعضاء في بريكس، الدول والمنظمات الدولية المؤثرة والصديقة للتجمع، حيث سيؤكد الرئيس أهمية اجتماعات "بريكس بلس" في تعزيز التعاون "جنوب - جنوب".

وأضاف المتحدث الرسمي أنه من المقرر كذلك أن يلتقي الرئيس مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعدد من الرؤساء والزعماء المشاركين بالقمة، لبحث العلاقات الثنائية بين مصر وهذه الدول، والأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.