تطورات العدوان على غزة.. رائحة الموت تفوح من كل ناحية مع استمرار المجازر الإسرائيلية
تتسارع وتيرة الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل بحق أهالي شمال قطاع غزة، حيث تفوح رائحة الموت من كل ناحية، جراء الجثث الملقاة على جوانب الطرق أو مدفونة تحت الأنقاض، كجزء من حرب الإبادة الكبرى المستمرة منذ أكثر من عام.
سياسيًا، وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى تل أبيب، في زيارة على ما يبدو أنها لا تضع على رأس أولوياتها التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، خلافًا لما هو معلن.
العدوان على غزة
في اليوم الـ382 للعدوان على غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 7 مجازر، وصل منها للمستشفيات 115 شهيدًا، بجانب 487 مصابًا، وفق ما وثقته وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، في غضون 48 ساعة.
وبذلك ترتفع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 42.718 شهيدًا، فضلًا عن 100.282 مصابًا، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لاتستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وإلى شمال غزة، حيث قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(الأونروا)، إن الوضع الإنساني وصل إلى مرحلة رهيبة، حيث أن الجثث ملقاة على جوانب الطرق أو مدفونة تحت الأنقاض، وبات الناس هناك ينتظرون الموت وحسب.
وأفادت بأن موظفيها يبلغون أنهم لا يستطيعون العثور على طعام أو ماء أو رعاية طبية، ورائحة الموت في كل مكان، حيث تُركت الجثث ملقاة على الطرق أو تحت الأنقاض، مشيرة في الوقت ذاته، إلى أنه جرى رفض بعثات لإزالة الجثث أو تقديم المساعدة الإنسانية.
ودعت إلى هدنة على الفور حتى ولو لبضع ساعات، لتوفير ممر إنساني آمن للعائلات التي ترغب في مغادرة المنطقة والوصول إلى أماكن أكثر أمنا.
وبالأمس، طالبت الأونروا السلطات الإسرائيلية بالسماح لها بالوصول إلى شمال غزة بشكل عاجل بهدف تنفيذ عمليات إنقاذ في غزة، بما في ذلك انتشال العالقين تحت الأنقاض.
ويرتكب الاحتلال الإسرائيلي شمال غزة، جرائم ممنهجة في شمال قطاع غزة، ضمن أعمال الإبادة الجماعية وتشمل الإعدام وقتل المدنيين والاعتقال والإخلاء القسري والتهجير والتجويع ومهاجمة المستشفيات، طبقًا لحركة حماس.
وبحسب حماس، فإن الاحتلال قتل خلال 18 يومًا 700 فلسطيني في شمال غزة دون احتساب من هم تحت الأنقاض أو الذين لا تصل إليهم سيارات الإسعاف، ويبقى العدد مرشحًا للارتفاع.
وكشفت أن الممرات الممتدة من شمال غزة إلى جنوبه والتي ادعى جيش الاحتلال أنها آمنة، وأجبر النازحين على المرور عبرها، تحولت إلى مصيدة لاستهداف الفلسطينيين ومن بينهم نساء وأطفال عبر الاستهداف والقتل أو الاعتقال.
خطة الجنرالات
وتقول العديد من الأصوات الفلسطينية، إن جيش الاحتلال في صدد تنفيذ ما يعرف بـ"خطة الجنرالات" في شمالي غزة، وهي خطة وتقضي بتهجير الفلسطينيين من شمال قطاع غزة.
وهذه الخطة وضعها رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، جيؤرا آيلاند، لكنه ارتأى -الثلاثاء- أن مواصلة القتال في غزة لمدة ستة أشهر أخرى، أو سنة، فلن يغير ذلك الواقع هناك، حيث سيحدث شيئان فقط: سيموت جميع الرهائن وسيقتل المزيد من الجنود.
مسار المفاوضات
والثلاثاء، وصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى تل أبيب، لإجراء مناقشات مكثفة حول أهمية إنهاء الحرب في غزة وإعادة المحتجزين الإسرائيليين إلى عائلاتهم وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، هكذا ذكر.
وناقش بلينكن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، طريقة القتال في غزة ضد حماس، والجهود التي تبذلها إسرائيل لإعادة جميع المحتجزين، إضافة إلى مسألة إطار الحكم في غزة غداة انتهاء الحرب، فضلًا عن ملفات أخرى ترتبط بجبهة لبنان، والرد الإسرائيلي على طهران، طبقًا لما أورده مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
نتنياهو من جهته، زعم أن القضاء على زعيم حماس يحيى السنوار قد يكون له أثر إيجابي على عودة المحتجزين، وتحقيق كافة أهداف الحرب، واليوم التالي للحرب.
في المقابل، أكدت حركة حماس، أن الشعب الفلسطيني هو من سيقرر تفاصيل وأجندات اليوم التالي للحرب، وأنه سيواصل الصمود والثبات على أرضه حتى تحقيق مطالبه بوقف العدوان والانسحاب الكامل من قطاع غزة ورفع الحصار وإعادة الإعمار وإبرام صفقة تبادل أسرى جادة.
وفي الأثناء، قال مصدر مصري رفيع المستوى، إن مصر شددت على أهمية التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وفق ما ذكرته قناة القاهرة الإخبارية، موضحًا أن "مصر تتمسك بأن أي خطوات تجاه التهدئة يجب أن تؤدي إلى الوصول لوقف إطلاق نار شامل بالمنطقة".
ويبدو أن النصيب الأكبر من مباحثات بلينكن مع نتنياهو كان متعلق بشق التواترات الأخيرة بين تل أبيب وطهران، الناجمة عن الهجمات الصاروخية التي وجهتها الأخيرة ضد الأولى مطلع الشهر الجاري، حيث أكد الجانبين على ضرورة التكاتف لمواجهة ما أسمياه بالتهديدات "الإيرانية".
ومنذ أشهر، تجري مصر وقطر بدعم أمريكي مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، لم تسفر عن نتائج تذكر، جراء عدم تجاوب تل أبيب مع مطالب الأولى، التي تتمسك بتحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار.
وفي الثاني من سبتمبر الماضي، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا يفعل ما يكفي من أجل التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع حركة حماس، رغم أنها زعمت مرارًا أن الأخيرة هي من تقف كحجرة عثرة في مسار التهدئة.