رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


محطة الضبعة النووية.. درة الشراكة المصرية الروسية

23-10-2024 | 17:15


مشروع محطة الضبعة النووية

أماني محمد

تجمع مصر وروسيا علاقات شراكة استراتيجية، وتتنوع أوجه التعاون بين البلدين، وعدد من المشروعات الكبرى المشتركة بينهما، وعلى رأسها مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية، والذي يُمثل أهمية خاصة لمصر، لتنويع مصادر الطاقة عبر التوسّع في الاعتماد على مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة حتى عام 2030.

وتستمر الجهود لاستكمال المشروع وفقا للمخطط الزمني له، حيث يرتقب أن تبدأ أولى وحدات الطاقة النووية بمحطة الضبعة النووية العمل في بداية عام 2029 وفقا لما أعلنه وزير الكهرباء، في تصريحات له الأيام الماضية، موضحا أنه تستمر دخول باقي الوحدات الأربع في عام 2030 القادم، بتكلفة تصل إلي 23 مليار دولار.

مشروع محطة الضبعة النووية

وستوفر محطة الضبعة النووية طاقة ثابتة تقدر بـ 4800 ميجاوات، حيث يقوم المشروع على بناء أربع وحدات من مفاعلات الماء المضغوط PWR من الطراز الروسي VVER-1200 (AES-2006) بقدرة 1200 ميجاوات لكل وحدة، وتعتبر مفاعلات الماء المضغوط التي تم اختيارها هي أكثر أنواع المفاعلات شيوعًا في جميع أنحاء العالم.

وبدأ المشروع خطواته الأولى نحو التنفيذ، في نوفمبر 2015 بتوقيع اتفاق تعاون لإنشاء محطة للطاقة الكهروذرية بكلفة استثمارية بلغت 25 مليار دولار قدمتها روسيا قرضا حكوميا ميسّرا للقاهرة، وفي ديسمبر 2017 وقع الرئيس السيسي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الاتفاقات النهائية لبناء محطة الضبعة خلال زيارة الرئيس الروسي حينها للقاهرة.

ومنذ ذلك الحين يسير المشروع بخطوات ثابتة وفقا للجدول الزمني للتنفيذ، حيث تم البدء فى تصنيع معدة "مصيدة قلب المفاعل" للوحدات الأولى والثانية في 30 يوليو 2021، فيما بدأ تصنيع وعاء الضغط الخاص بالوحدة الأولى 27 إبريل 2022، وتم قبول أول مُعدّة يتم شحنها إلى موقع الضبعة ليتم تركيبها أثناء الإنشاء في 28 إبريل 2022.

كما تم البدء فى تصنيع التوربينات الخاصة بالوحدات الأولى والثانية في 28 يونيو 2022، واستقبال مُعدة "مصيدة قلب المفاعل" للوحدة الأولى في 21 مارس 2023، وتم تركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الأولي بالصبغة في 6 أكتوبر 2023، فيما وصلت مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الثانية 25 أكتوبر 2023، وفي 19 نوفمبر 2023 تم بدء تركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الثانية، ووصلت باقي أجزاء مصيدة قلب المفاعل للوحدة النووية الثانية    31 ديسمبر 2023.

وتمت الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الأولى للمحطة في 20 يوليو 2022، فيما تمت الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الثانية في 19 نوفمبر 2022، وفي 3 مايو 2023 تمت الصبة الخرسانية الاولي للوحدة الثالثة وكانت الصبة الخرسانية الأولي للوحدة النووية الرابعة في 23 يناير 2024، وذلك بمشاركة الرئيس ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

 

الجدول الزمني لتشغيل محطة الضبعة النووية

وحدد الجدول الزمني للمشروع مراحل تنفيذه، من خلال ثلاثة مراحل رئيسية، بدأت المرحلة الأولى وهي المرحلة التحضيرية والتي بدأت منذ ديسمبر 2017 وتغطي الأنشطة التي تهدف إلى تجهيز وتهيئة الموقع لإنشاء المحطة النووية، وتستمر لمدة عامين ونصف إلى أربعة أعوام.

أما المرحلة الثانية بدأت بعد الحصول على إذن الإنشاء وتشمل كافة الأعمال المتعلقة بالبناء والتشييد وتدريب العاملين والاستعداد للبدء في اختبارات ما قبل التشغيل، وتستمر المرحلة الثانية لمدة خمسة أعوام ونصف، فيما تشمل المرحلة الأخيرة الحصول على إذن إجراء اختبارات ما قبل التشغيل والتي تشمل إجراء اختبارات التشغيل وبدء التشغيل الفعلي وتستمر هذه المرحلة حتى التسليم المبدئي للوحدة النووية وإصدار ترخيص التشغيل، وتصل مدة اختبارات ما قبل التشغيل إلى 11 شهر.

 

 

مشروع الضبعة النووي

يتميز مشروع محطة الضبعة بارتفاع معدلات الأمان وبساطة التصميم وانخفاض التكاليف والعمر الافتراضي الكبير الذي يصل إلى أكثر من 60 عامًا، ويقام في منطقة الضبعة بمحافظة مطروح.

وسيتم تشغيل المحطات طبقًا لمعايير أمان صارمة على صعيدي البيئة والأمان النووي حيث تم تصميمها لتقاوم خطأ المشغل البشري مع إنشاء وعاء الاحتواء الخرساني ليتحمل اصطدام طائرة تجارية بوزن 400 طن وبسرعة 150 متر/ الثانية.

وسيسهم مشروع الضبعة في تأهل العلماء والمهندسين المصريين في مجال تكنولوجيا المحطات النووية والأمان النووي وسيؤدي إلى توفير فرص عمل للشباب خلال مراحل التنفيذ سواء في مجالات الإنشاءات أو الصناعات المكملة أو المجالات الأخرى.

وتم إنشاء مدينة سكنية لأهالي الضبعة، حيثُ تم تحديد موقعها طبقًا لمواصفات الأمان للمفاعلات النووية وتشمل 1500 منزل بدوي كلٍ منهم بمساحة 300م ومنشآت إدارية وخدمية بالإضافة إلى تجمع سكني للعاملين بالمحطة يشمل 2050 وحدة سكنية متنوعة المساحات ومنشآت إدارية وخدمية.

 

عوائد مشروع الضبعة النووية

يسهم مشروع محطة الضبعة النووية في تحقيق مستهدفات رؤية مصر 2030: حيث تساهم الطاقة النووية في تأمين مصادر الإمداد بالكهرباء من خلال تحقيق مزيج متوازن من مصادر الطاقة، وبالتالي تحمل الطاقة النووية حافزاً اجتماعياً واقتصادياً قوياً لتحسين البنية التحتية وتحسين مستوى التنمية الحضارية داخل الدولة.

وتساهم الطاقة النووية في تعزيز أمن الطاقة وتحقيق التوازن البيئي والأمن المائي، حيث تبلغ السعة الإجمالية للبرنامج المستهدف لتحلية المياه في مصر باستخدام مصادر الطاقة المتجددة بحلول 2025 في المرحلة الأولي نحو 3.35 مليون متر مكعب يوميا، على أن تصل إلى 8.85 مليون متر مكعب يومياً بحلول عام 2050، وذلك في ظل مساهمة الطاقة النووية في زيادة أمن الطاقة واستخدامها في تحلية المياه، وفقا لما أوضحه مركز معلومات مجلس الوزراء في وقت سابق.

كذلك يسهم في دعم مستهدفات استدامة الطاقة، حيث تبلغ القدرة المستهدفة لمحطة الضبعة النووية في مصر 4800 ميجاوات، وفي هذا الشأن تتفوق الطاقة النووية على نظيراتها من مصادر الطاقة المتجددة الأخرى من حيث الاستدامة طوال العام وعدم تأثرها بالتقلبات المناخية.

كما سيعمل المشروع على رفع الاستفادة من الغاز الطبيعي كمصدر للنقد الأجنبي، من خلال توفير الغاز الطبيعي المستهلك في توليد الكهرباء والاعتماد بشكل أكبر على مصادر الطاقة المتجددة ومن بينها الطاقة النووية، مما يمنح مصر قدرة على زيادة صادراتها من الغاز الطبيعي وتعزيز إيراداتها من النقد الأجنبي.