رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بسام الشماع: تعامد الشمس على رمسيس الثاني أعظم إنجازات العمارة والفلك في مصر القديمة | حوار

23-10-2024 | 22:55


دكتور بسام الشماع

إسلام علي

الاكتشافات الأثرية ليست حكرًا على المستشرقين.. المعابد المصرية لم تدرس حتى الآن بشكل كافٍ.. الرقم 4 له رمزية واضحة في معبد أبو سمبل.. اليوم يمر 150 عام على اكتشاف تعامد الشمس على الملك

تعتبر ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني في معبده بأبو سمبل واحدة من أعظم الظواهر الفلكية التي سحرت وحيرت عقول علماء المصريات ومحبي الحضارة المصرية، من مختلف أنحاء العالم منذ اكتشاف المعبد والظاهرة إلى وقتنا الحالي، حيث تتعامد الشمس على وجه التمثال في 22 فبراير و22 أكتوبر من كل عام وهما وقت ميلاد الملك، ووقت جلوسه على عرش مصر.

ونظرًا لأهمية الظاهرة وما أثير حولها من أحاديث صحفية وإعلامية في مختلف بلدان العالم، أجرت بوابة دار الهلال، حوارًا صحفيًا مع عالم الآثار بسام الشماع، الذي تحدث عن المعبد العملاق والظاهرة الفريدة، كاشفًا العديد من التفاصيل التي تُنشر لأول مرة. وإلى نص الحوار:

أولًا.. ما المميز في معبد أبو سمبل؟

معبد أبو سمبل يتميز بظاهرة تعامد الشمس على وجه التماثيل الأربعة، وهي واحدة من أعظم إنجازات العمارة والفلك عند المصريين القدماء.

وفي تقديرك.. ما التفسير العلمي لهذه الظاهرة؟

-معابد أبو سمبل ليست مجرد معجزة معمارية، ولكنها معجزة نحتية وتقويم زراعي وسياسي وفلكي وجغرافي، مثّلت هذه المعابد إشارات لبدء مواسم زراعية، فضلاً عن استعراض القوة العسكرية والهيمنة السياسية، ولا يخلو الأمر من بعد عاطفي بطبيعة الحال، حيث أمر الملك بنحت معبد خاص لزوجته بجوار معبده.

ما رأيك في نسب الاكتشافات الأثرية الكُبرى للمستشرقين الأوروبيين؟

هناك توجّه شائع لنسب جميع الاكتشافات الأثرية القديمة التي جرت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين للمستشرقين الأوروبيين، ولكن الحقيقة قد تكون مختلفة تماماً عن ذلك.

نريد مثالًا توضيحًا على ذلك.

أوضح مثال على ما قلته، قصة اكتشاف معبد أبو سمبل، فالثابت تاريخيًا أنّ من اكتشفه العالم الأثري السويسري بوركهاردت، عام 1813م، والمتعارف عليه أنه اكتشف المنطقة ودوّن تفاصيل حول المعبد، لكن بوركهاردت ذكر أنه ترك المرشد المصري المصاحب له، وتوجه بمفرده إلى الموقع، مما يثير التساؤلات حول مدى مصداقية هذه الرواية، ويفتح بابًا للسؤال حول المُكتشف الحقيقي للمعبد، فمن الصعب تصديق أن بوركهاردت ذهب بمفرده إلى هذا الموقع في الصحراء قبل حوالي 200 عام، فقبل 20 عاماً فقط من الأن ومع توفر التكنولوجيا الحديثة، كان من المستحيل الوصول إلى تلك الأماكن بدون مرشد محلي، فكيف يمكن تخيل أن بوركهاردت فعل ذلك بدون أي مساعدة؟ ولدينا مثال واضح على الأمر يتمثل في اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، والتي اكتشفها مصادفة طفل مصري مرافق للبعثة ويعمل في جلب الماء للعمال.

هل المعبد يحتاج إلى المزيد من الدراسات العلمية؟

بالطبع.. هذا المعبد لم يدرس حتى الآن بشكل كافٍ، لأن بناء هذه المعابد يتطلب خبرات متعددة تشمل الجوانب الفلكية والجيولوجية والهندسية.

ما الرمزية في تصميم معبد أبو سمبل؟

الرمزية الواضحة تتمثل في تكرار رقم "أربعة" بشكل ملحوظ في العديد من عناصر المعبد، على سبيل المثال، يوجد أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني على الواجهة الرئيسية، ونحتت أربعة تماثيل إضافية له داخل المعبد، وكذلك عملية نقل المعبد استغرقت أربع سنوات، وتمت بمشاركة أكثر من 40 دولة، علاوة على ذلك، نجد أن معركة قادش، أشهر معارك رمسيس الثاني تتكون مفردتها من أربعة حروف.

كيف يمكن الاستفادة من ظاهرة تعامد الشمس على تمثال رمسيس الثاني سياحيًا؟

هذه الظاهرة تستقطب اهتماماً كبيراً من السياح والخبراء من جميع أنحاء العالم، وذلك بسبب الاعتقاد الشائع بأن تاريخ التعامد 21 أكتوبر، والذي أصبح بعد نقل فريق اليونسكو للمعبد 22 أكتوبر، ورغم تغير التاريخ، كان هناك حرصًا كبيرًا على استمرار الظاهرة دون تغير، وهذا ما يُبهر السياح ويدفعهم للمجيء لمشاهدة هذا الحدث الفريد والنادر.

ما المميز في تماثيل رمسيس الثاني في أبو سمبل؟

بعد سنوات من الدراسة، لاحظت أن تماثيل رمسيس الثاني في واجهة معبد أبو سمبل تتميز بابتسامة  خفيفة رقيقة، وهي سمة ملكية فريدة، كما أن التمثال المحطم على الواجهة لم يتحطم خلال عملية النقل كما كان يُعتقد، بل نتيجة زلزال في العصور القديمة.

متى رُصدت ظاهرة التعامد لأول مرة؟

رُصد هذه الظاهرة في عام 1874م عندما وثقتها إيميلي إدواردز في كتابها "ألف ميل فوق النيل"، حيث قضت إدواردز حوالي ستة أشهر في مصر مع فريقها العلمي، واكتشافها لهذه الظاهرة كان من أعظم إنجازاتها، حينما لاحظت عبور أشعة الشمس ووصولها إلى التماثيل، وهو الاكتشاف الذي مرّ عليه اليوم 150 سنة.