رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


اكتشاف حفريات فيلة عملاقة تظهر علاقتها الفريدة مع البشر الأوائل

24-10-2024 | 12:10


تعبيرية

إسلام علي

يعد هذا الاكتشاف الجديد في وادي كشمير نافذة مثيرة على العلاقة بين البشر الأوائل والحيوانات الضخمة المنقرضة مثل Palaeoloxodon، وهي الفيلة القديمة العملاقة.

ووفقا لما ذكره موقع iflscience، فمن خلال دراسة هذه الحفريات والأدوات الحجرية التي تم العثور عليها بجوارها، تمكن العلماء من إعادة بناء تفاصيل حول أسلوب حياة هؤلاء البشر في تلك الفترة المبكرة.

 

تحليل الحفريات والعظام: مفتاح لفهم العادات الغذائية للبشر الأوائل

تأتي أهمية هذا الاكتشاف من أن العظام التي تم العثور عليها تظهر علامات واضحة على تعرضها للذبح بواسطة البشر الأوائل، وعثر على رقاقات عظمية نتجت عن عمليات طرق متكررة على العظام باستخدام أدوات حجرية، وهو دليل واضح على أن البشر كانوا يستخرجون النخاع، وهو مصدر غني بالطاقة والدهون، من هذه العظام، وهذه العملية ليست مجرد إشارة إلى وجود البشر الأوائل، بل تعكس بوضوح كيفية استغلالهم للحيوانات الضخمة كمصدر غذائي.

 

الأدوات الحجرية: استخدام البازلت في وادي كشمير

وتعتبر واحدة من السمات المثيرة للاهتمام هي الأدوات الحجرية التي تم العثور عليها مع بقايا الفيل، إذ أنه هذه الأدوات صنعت من البازلت، وهو نوع من الصخور غير المتوفر محليًا في منطقة الاكتشاف.

ويعني هذا أن البشر الأوائل قاموا بجلب البازلت من مناطق أخرى لصناعة أدواتهم، ما يشير إلى وجود شبكات تواصل وتنقل واسعة بين هذه المجتمعات البشرية القديمة.

ويبقى السؤال المطروح حول ما إذا كان هؤلاء البشر قد قتلوا هذه الفيلة الضخمة أم أنهم فقط استفادوا من جيف الحيوانات التي ماتت طبيعيًا، فلا توجد أدلة على وجود أسلحة صيد مثل رؤوس الرماح، لذا يبقى الاحتمال مفتوحًا أن البشر قد وجدوا الفيلة بعد موتها واستغلوا لحمها وعظامها.

وكانت هذه الفيلة من نوع Palaeoloxodon turkmenicus، وهو جنس من الأفيال الضخمة التي انقرضت منذ فترة طويلة، وتشير الحفريات إلى أن الفيل المكتشف كان ذكرًا ناضجًا وضخمًا بشكل استثنائي، يزن أكثر من ضعف وزن الأفيال الإفريقية الحالية، ويعتبر هذا الفيل جزءًا من السلالة التطورية للأفيال العملاقة التي جابت آسيا وأوروبا في العصور القديمة.

 

دلائل على الأمراض والتحديات الصحية

كشفت الأبحاث أن هذا الفيل الضخم كان يعاني من مرض مزمن في الجيوب الأنفية، ما أدى إلى نمو غير طبيعي للعظام في الجمجمة، هذه الإصابة، المعروفة باسم التهاب السمحاق، تمثل دليلًا على التحديات الصحية التي كانت تواجهها هذه الحيوانات الضخمة، وربما ساهمت في وفاتها في بعض الحالات.

 

أهمية الاكتشاف: فهم أعمق لتطور البشر والفيلة

ويتميز هذا الاكتشاف بأنه ليس مجرد إضافة إلى معرفة تاريخ البشر الأوائل، بل هو خطوة كبيرة نحو فهم العلاقة بين البشر والحيوانات الضخمة في تلك الفترة.

وتساعد دراسة هذه الحفريات على فهم كيف كان البشر يتعاملون مع بيئتهم ويستغلون الموارد المتاحة لهم، وما هي الأدوات التي استخدموها للبقاء على قيد الحياة، كما أن هذا الاكتشاف يوفر دليلًا على وجود أشباه البشر في شبه القارة الهندية، وهي منطقة كانت حتى الآن تحتوي على أدلة قليلة على وجودهم.