رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


صحيفة صينية: تجمع بريكس قادر على المساعدة في حماية الأمن الغذائي العالمي

24-10-2024 | 12:42


قمة بريكس

دار الهلال

ذكرت صحيفة تشاينا ديلي الصينية أنه مع توسع تجمع البريكس في عضويتها، فمن المرجح أن يضطلع هذا التجمع بدور أكبر في إعادة تشكيل المشهد التنموي العالمي وتعزيز صوت الجنوب العالمي في الشؤون الدولية.

وقالت الصحيفة - في مقال أوردته اليوم الخميس - إنه بعد التوسع التاريخي، تمثل الدول الأعضاء في مجموعة البريكس أكثر من 46% من سكان العالم و35% من الناتج الاقتصادي العالمي، وهو ما يزيد كثيرا عن دول مجموعة السبع (الولايات المتحدة وألمانيا واليابان وفرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وكندا)، التي يشكل مجموع سكانها 10% فقط من إجمالي سكان العالم والناتج المحلي الإجمالي، 30% فقط.

وأضافت أنه على النقيض من بعض التحالفات الغربية القائمة على الإيديولوجية والقيم الغربية، تعطي مجموعة البريكس الأولوية للتنمية وأمن الشعوب في حين تهدف إلى زيادة تمثيل الجنوب العالمي في عملية صنع القرار الدولي وتعزيز التعددية الشاملة، مشيرة إلى أن البريكس باتت أكثر جاذبية للدول من الجنوب العالمي، ومن المؤكد أن توسعها التدريجي سيعزز من قدرتها على تحديد الأجندة في الشؤون العالمية.

ونوهت الصحيفة إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي العالمي في السنوات القليلة الماضية بسبب الأزمات المتعددة مثل جائحة كوفيد-19 والحروب والصراعات فضلا عن تغير المناخ وما إلى ذلك، إذ أدى صعود الحمائية التجارية وتسييس وتسليح قضايا الغذاء إلى تفاقم الوضع بسبب التوترات الجيوسياسية بين اللاعبين الرئيسيين في سوق الغذاء العالمية.

وبحسب الصحيفة فإنه يمكن لأعضاء مجموعة البريكس، الذين يتشاركون في المخاوف والمؤسسات المشتركة، أن يلعبوا دورا رئيسيا في تخفيف أزمة الغذاء العالمية وضمان الأمن الغذائي في الجنوب العالمي من خلال كسر الحواجز الجيوسياسية التي تعيق تجارة الأغذية وإعادة تشكيل مشهد تجارة الأغذية العالمية وإصلاح آليات الحوكمة الزراعية العالمية وعبر استخدام آلية جيدة، يمكن لبريكس أن تقود الطريق لتحسين حوكمة الغذاء العالمية وتعزيز الإنتاج الغذائي العالمي واستقرار سلاسل التوريد وأسعار الغذاء، فضلا عن وحماية الأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم.

واستعرضت الصحيفة نقاط قوة البريكس في هذا الصدد، قائلة إنه في المقام الأول، تضمن القدرة القوية في كل من إنتاج واستهلاك المنتجات الزراعية لمجموعة بريكس مساهمتها في الأمن الغذائي للدول الأعضاء من خلال التجارة الزراعية السلسة بين أعضائها.

وتمثل الدول الأعضاء الحالية في مجموعة البريكس 42٪ من الإنتاج الغذائي العالمي و40٪ من الاستهلاك، مما يوفر أساسا متينا لضمان الأمن الغذائي داخل صفوفها، مضيفة أن الجهود المشتركة التي تبذلها دول مجموعة البريكس في الاستثمار في البنية التحتية الزراعية وتبادل الخبرات الإنمائية وتعزيز التبادلات التكنولوجية والحفاظ على التجارة الزراعية المفتوحة يمكن أن تفكك احتكار صادرات الأغذية وتحمي الأمن الغذائي الجماعي لمجموعة البريكس وتعزز التنمية طويلة الأجل لقطاعاتها الزراعية.

ثانيا، ستمكن القدرة المتزايدة لتصدير المنتجات الزراعية لأعضاء بريكس، المجموعة من لعب دور بناء أكبر في الأمن الغذائي العالمي، وفقا للصحيفة التي استشهدت بقاعدة بيانات الأمم المتحدة للتجارة الإلكترونية، إذ تمثل مجموعة السبع والبريكس معا نصف الصادرات الزراعية العالمية. وفي عام 2021، ساهمت مجموعة السبع بنسبة 28٪ في الصادرات الزراعية العالمية، بينما ساهمت مجموعة البريكس (بما في ذلك الأعضاء الذين تم قبولهم في يناير من هذا العام) ب 20٪.

والأهم من ذلك، فإنه على مدى العقد الماضي، انخفضت الحصة العالمية من صادرات الأغذية من مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي من 30٪ في عام 2011 إلى 28٪ في الوقت الحاضر، في حين زادت حصة دول مجموعة البريكس في الصادرات الزراعية العالمية بنسبة 1٪.

وأكدت الصحيفة أن أعضاء مجموعة البريكس يتمتعون بميزة من حيث تصدير المحاصيل الأساسية، حيث تمثل 39٪ من صادرات الأرز العالمية و33٪ من صادرات القمح و23٪ من صادرات الذرة. إن التجارة غير المقيدة لهذه المحاصيل الأساسية يمكن أن تقلل بشكل كبير من انعدام الأمن الغذائي في الجنوب العالمي وتعد الهند من أكبر مصدري الأرز، وروسيا والبرازيل من بين أكبر مصدري القمح والذرة بشكل منفصل، حيث تكون الوجهات الأساسية لهذه المواد الغذائية الأساسية هي دول الجنوب العالمي.

وثالثا، وضع التزام مجموعة البريكس بالتعاون الزراعي أساسا متينا لمزيد من مساهمتها في الأمن الغذائي العالمي. ففي قمة البريكس لعام 2017 في شيامن بمقاطعة فوجيان، أطلقت المجموعة "خطة العمل 2017-2020 للتعاون الزراعي بين دول البريكس"، والتي تم تمديدها حتى عام 2024. وتحدد الخطة مجالات للتعاون، بما في ذلك تحسين كفاءة الموارد المائية العالمية في الزراعة والقضاء على الفقر والجوع وتحسين سياسات الأمن الغذائي، وتبادل أفضل الممارسات. ويكمن الهدف في تنفيذ سياسات شاملة وجذب الاستثمارات لضمان الأمن الغذائي بين بلدان البريكس أولا، ومن ثم من خلال التعاون الموسع بين بلدان الجنوب والمساهمة في الجهود العالمية للقضاء على الفقر والجوع.

رابعا، وباعتبارها أكبر اقتصاد في مجموعة البريكس ومنتج ومستهلك رئيسي للغذاء، يمكن للصين أن تلعب دورا رائدا في مبادرات الأمن الغذائي للمجموعة. ومع مساهمة 70% من الناتج المحلي الإجمالي لمجموعة البريكس، يمكن لقطاع الزراعة الصيني والممارسات الزراعية المتقدمة أن تساهم بشكل كبير في استقرار أسعار الغذاء العالمية، وتعزيز إنتاج الغذاء في بلدان الجنوب العالم، ومع قيام أعضاء مجموعة البريكس وكذلك بقية بلدان الجنوب العالمي، بحماية أمنهم الغذائي بشكل أفضل، سيصبح إطار حوكمة الغذاء العالمي أكثر قوة، مما يساعد في حماية الأمن الغذائي العالمي، بحسب الصحيفة.

ومضت الصحيفة تقول إنهم باعتبارهم قوى إقليمية رئيسية، لا يمثل أعضاء مجموعة البريكس بلدانهم فحسب، بل يتمتعون أيضا بنفوذ كبير في منطقتهم. وسوف يزداد دور بريكس في معالجة الأزمات الجيوسياسية والمساعدة في إعادة تشكيل النظام العالمي مع إتقان آليتها من خلال الحوار والتعاون.

واختتمت الصحيفة مقالها قائلة" إنه في مواجهة تحديات الأمن الغذائي العالمي، ينبغي لبريكس إطلاق مبادرة للأمن الغذائي، مع الانخراط في التعاون العملي في البنية التحتية والتكنولوجيا وتنسيق السياسات مع الدول الأعضاء ومن خلال الحفاظ على سلسلة إمدادات غذائية مرنة واستقرار أسعار الغذاء العالمية، يمكن لبريكس كسر الاحتكار في أسواق الغذاء الدولية وتقديم مساهمات ذات مغزى للأمن الغذائي العالمي".