أكد نائب المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية اللواء محمد إبراهيم الدويري، أهمية وجود مشروع عربي شامل؛ لمواجهة المشروع الإسرائيلي في الشرق الأوسط ولاسيما بمنطقتنا العربية، محذراً من أن هذا المشروع الذي بات معلناً يهدد السلم والأمن الإقليمي.
وقال اللواء الدويري، في مداخلته أمام الندوة -التي نظمها المركز اليوم /الخميس/ بعنوان "المعادلات المتغيرة للصراع والأمن في الشرق الأوسط"- إن الخريطة الإسرائيلية في الشرق الأوسط واضحة وضوح الشمس؛ حيث تحاول إسرائيل تفكيك المقولة العربية التي تقضي بأن عدم حل القضية الفلسطينية سيخلق حالة عدم استقرار في المنطقة.
وتابع أن إسرائيل تسعى إلى بعث رسالة مفادها أن القضية الفلسطينية ليس القضية المركزية بل أن هناك أوضاعا إقليمية أخرى تستحق الاهتمام الأقليمي والدولي ولا ترتبط بالقضية الفلسطينية، مثل الأوضاع في البحر الأحمر ولبنان وسوريا واليمن والسودان.
ونبه إلى أن إسرائيل تحاول كذلك الفصل بشكل كامل بين ملف التطبيع وملف القضية الفلسطينية، وإعادة استكمال مسار التطبيع في المنطقة، دون إعطاء مرونة أو تنازلات من أجل حل الدوليين، فضلاً عن سعيها لخلق أمر واقع على الأرض خاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو ما لا يبشر بإمكانية تأسيس دولة فلسطينية في المدى القريب.
واعتبر اللواء محمد إبراهيم أن إسرائيل تراهن كذلك على أنه في حال جاء "دونالد ترامب" رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، فسيقوم بإحياء "صفقة القرن".
وفيما يتعلق بالأوضاع بين إسرائيل وإيران والتي تهدد استقرار الشرق الأوسط، أعرب اللواء محمد إبراهيم عن اعتقاده في أن المشروع الإسرائيلي يسعى لوضع المنطقة بين زاويتين، الأولى هي "لا استقرار" والثانية هي "لا انفجار"، معتبراً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باقي حتى عام 2026 ليستمر في سياسة التطرف و التهويد والاستيطان.
وسلط اللواء محمد إبراهيم، الضوء على أننا تعيش اليوم في حرب واضحة ليس فيها غموض بل أن التحركات السياسية والأمنية والعسكرية يتم الإعلان عنها مسبقاً ، مستشهداً بالإفصاح عن موعد وكيفية الرد العسكري قبل حدوثه.
ونبه إلى أن جنوب لبنان وقطاع غزة هما جزء فقط من المشروع الإسرائيلي الشامل، والذي لا يمكن حصره على الجانب العسكري فقط، موضحاً أن المشروع الإسرائيلي يتضمن خطة طويلة الأمد يتم تنفيذها على مراحل، ويرتكز على ثلاث محددات، الأول هو الاندماج الإسرائيلي الكامل في المنظومة الإقليمية بالمنطقة في كافة المجالات، عبر محاولة إيجاد قواسم مشتركة مع الدول العربية.
وأضاف أن المحدد الثاني هو خلق خطر يهدد المنطقة العربية ككل، عبر التركيز على إيران وتكثيف الضربات المتبادلة معها ومع أذرعها في المنطقة، أما المحدد الثالث فهو التعامل التدريجي الممنهج مع القضية الفلسطينية، عبر خلق أمر واقع يصعب التعامل معه عبر إجراءات مثل الاستيطان واستغلال الانقسام الفلسطيني.
واختتم اللواء محمد إبراهيم بإعادة التأكيد على أهمية وجود مشروع عربي شامل على كافة المستويات؛ لمواجهة المشروع الإسرائيلي الشامل في الفترة المقبلة.