ملحمة الجيش والشعب في أرض السويس.. قصة صمود أمام العدو خلال حرب أكتوبر 1973
في 24 أكتوبر 1973 سجل التاريخ بطولة وملحمة السويس في صد العدو الإسرائيلي، فتصدى أهل السويس ورجال المقاومة الشعبية من الفدائيين مع رجال القوات المسلحة، للعدو الذي حاول اقتحام المدينة إبان حرب 6 أكتوبر، مسلحا بعتاد من الأسلحة الهجومية والدبابات، لكن البسالة المصرية تصدت وأجهضت محاولات العدو وحافظت على المدينة ببطولة خالدة.
معركة السويس
في 22 أكتوبر 1973 صدر القرار الأممي بوقف إطلاق النار في حرب أكتوبر 1973، لكن العدو الإسرائيلي خاض آخر معاركه لتصبح معركة السويس ملحمة خالدة، بعد أن حاولت إسرائيل خلال أيام 22 و23 و24 أكتوبر الدفع بقواتها لتطويق مدينة السويس وحصارها وعزلها عن السيطرة المصرية، وحاول لواءان من فرقة أدان الإسرائيلية اقتحام السويس يوم 24 أكتوبر إلا أنهما قوبلا بمقاومةٍ شعبيةٍ شرسةٍ من أبناء السويس مع قوةٍ عسكريةٍ من الفرقة 19 مشاة التي كانت تحت قيادة العميد يوسف عفيفي.
دارت معركة السويس بين المدرعات والدبابات الإسرائيلية من جهةٍ وشعب السويس ورجال الشرطة والقوات المسلحة، والتي كبدت القوات الإسرائيلية خسائر فادحة، فلم تنجح في محاولتها لاقتحام المدينة وظلت تتمركز خارجها، وتحاول الضغط بحصار شديد على أنحاء المدينة حتى يستسلم أبنائها، لكن البسالة المصرية وبطولة المقاومة الشعبية استطاعت إفشال كل تلك المحاولات وكبدت الاحتلال خسائر تقدر بـ 80 قتيلًا و120 جريحًا.
أوكلت إسرائيل مهمة اقتحام السويس إلى لواء مدرع وكتيبة مشاة من لواء المظليين، لتدخل تلك القوات إلى المدينة دون وجود خطة للمعركة، وسط تقديرات خائطة من العدو أن السويس باتت مدينة أشباح ويسهل السيطرة عليها، لكن الحقيقة أن المدينة كانت عامرة برجالها من الفدائيين أبطال المقاومة الشعبية، فبمجرد دخول قوات العدول إلى السويس، تعرض اللواء الإسرائيلى لكمين تكبد على إثره خسائر فادحة، كما أُمطرت المقاومة الشعبية والقوات المسلحة قوات المظليين بوابل كثيف من النيران، جعلتها محاصرة داخل، مع تدمير نحو 67 دبابة إسرائيلية فى غضون 3 ساعات.
وتمركزت المقاومة الشعبية في ميادين السويس والأماكن الاستراتيجية بها، وشكلت المقاومة الشعبية أربعة كمائن، واستمرت المعارك على مدار يومي 24 و25 أكتوبر، بين محاولات العدو لاقتحام المدينة، وغارات جوية مستمرة تقصف المدينة بقنابل زنة 1000 رطل مع فتح نيران المدفعية من الدبابات الثقيلة، ومقاومة باسلة.
وبعد صدور قراري مجلس الأمن الأول رقم 339 بوقف إطلاق النار الثاني يوم 24 أكتوبر، والثاني رقم 340 الذي قضى بإنشاء قوةِ طوارئَ دوليةٍ لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، استمرت القوات الإسرائيلية استمرت في عملياتها خلال أيام 25 و26 و27 أكتوبر ولم يتوقفِ القتال فعلياً حتى يوم 28 أكتوبر حين تقرر عقد مباحثات الكيلو 101 بين الطرفين برعاية الولايات المتحدة الأمريكية لبحث تثبيت وقف إطلاق النار وإجراءات توصيل الإمدادات لقوات الجيش الثالث في القطاع الجنوبي من الجبهة.
ومع وقف إطلاق النار إلا أن حصار السويس ظل مستمر على مدى 100 يوم أثبتت فيه المقاومة بسالتها، ويسجل التاريخ تلك البطولة، وقال الرئيس الراحل محمد أنور السادات عن ملحمة "إن السويس في 24 أكتوبر عام 1973 لم تكن تدافع عن نفسها، ولكن كانت تدافع عن مصر كلها"، وقرر اعتبار يوم 24 أكتوبر، من كل عام عيدا قوميا لمصر كلها تقديرا لبطولات شعبها.