شدد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي على أن الأولوية الآن هى لإنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان والوقف الفوري لإطلاق النار مع التزام الجميع بالتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن 1701، بما يضع حدًا نهائيًا لاعتداءات إسرائيل على سيادة لبنان وينهي هذه المأساة الإنسانية المتصاعدة.
جاء ذلك خلال كلمة الجامعة العربية التي ألقاها السفير حسام زكي أمام المؤتمر الدولي لدعم شعب لبنان وسيادته الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس اليوم /الخميس/ وافتتحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحضور رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي.
وطالب السفير حسام زكي - الذي يشارك في المؤتمر بتكليف من الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط - بضرورة مواصلة وتكثيف الجهد الدولي لتقديم المساعدات المالية والإغاثية العاجلة للدولة اللبنانية وتقديم كافة أوجه الدعم والمساندة للجيش اللبناني بما يمكنه من أداء دوره الأساسي في حماية البلاد وبسط سيادة الدولة على أراضيها، وقيامه أيضًا بالدور المنوط به بموجب القرار 1701.
وأكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية على ضرورة الإسراع في إنهاء الشغور الرئاسي غير المسبوق الذي تشهده البلاد في ظل كل هذه التحديات والمخاطر المحدقة بمستقبل الشعب اللبناني، داعيا القيادات السياسية إلى التوصل لتوافقات تفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية استنادًا للدستور اللبناني واتفاق الطائف حيث إن الوضع الراهن في البلاد لا يحتمل مزيدًا من التأجيل والتأخير لهذا الاستحقاق الدستوري المهم حفاظًا على تماسك مؤسسات الدولة وتفعيل دورها.
وتناول السفير حسام زكي - في كلمة الجامعة العربية أمام المؤتمر - محددات الموقف العربي إزاء إنقاذ لبنان والظروف الصعبة التي يمر بها الشعب اللبناني نتيجة للعدوان الإسرائيلي الخطير وضرباته العشوائية الغاشمة على كافة المناطق اللبنانية مستهدفة المدنيين الأبرياء من أطفال ونساء ومسعفين، الأمر الذي أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف منهم إضافة إلى نزوح أكثر من مليون ومائتي ألف شخص جراء التهديد والترويع وتدمير ديارهم وقراهم.
وأشار إلى أن إسرائيل أضحت بجرائمها الدموية الممتدة طوال عام كامل في غزة ومن ثم لبنان، دولة مارقة على القانون والنظام الدوليين، بل أن سلوكها صار يمثل أكبر تهديد للسلم والأمن في المنطقة والعالم، وهي تؤرخ بجرائمها لمرحلة تعسة من تاريخ البشرية تعكس انهيارًا للقيم الإنسانية وحقوق الأفراد والشعوب في الحياة والحرية والعدالة والمساواة، مشددًا على ضرورة توفر الإرادة الدولية، لوقف هذه الحرب، وتفعيل كافة الأدوات الدبلوماسية المتاحة وفي مقدمتها قيام مجلس الأمن بالدور المنوط به للحيلولة دون انزلاق المنطقة في براثن دوامة عنف لن يسلم منها العالم.
ونوه الأمين العام المساعد للجامعة العربية بالدور المهم الذي تقوم به قوات حفظ السلام (اليونيفيل) في لبنان، مؤكدًا على أهمية الالتزام بالحفاظ على سلامة أفرادها ومقراتها.
واختتم السفير حسام زكي كلمته بالإشادة بالشعب اللبناني على روح الصمود والتآزر الذي تجسد خلال هذه المحنة، مؤكدًا على أهمية تمسك اللبنانيين بالوحدة الوطنية وعدم إتاحة المجال لأي انقسامات من أي نوع سواء سياسية أو طائفية أو مذهبية، متمنيًا أن تتكلل هذه الجهود في دعم ومساندة لبنان وشعبه في استعادة سيادته وكرامته والحفاظ على سلمه الأهلي والشروع في إعادة بناء هذا البلد المنكوب.