رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


اكتشاف حديثة يوضح تاريخ تحول المجتمعات القديمة بصربيا

25-10-2024 | 18:54


أحد الباحثين يقوم بأخذ عينة من الموقع

إسلام علي

اكتشف علماء الآثار بقايا منزل ما قبل التاريخ "الاستثنائي" يعود تاريخه إلى حوالي 8000 عام في منطقة  Svinjarička Čuka في صربيا، وذلك خلال أعمال التنقيب التي قام بها باحثون من الأكاديمية النمساوية للعلوم.

 

وطبقا لما نشره موقع NEWSWEEK، يُعتبر هذا الاكتشاف بمثابة نافذة جديدة لفهم أصول المجتمعات المستقرة في أوروبا، حيث يكشف عن جوانب مهمة من حياة المجتمعات الزراعية المبكرة في القارة.

كانت حياة المجتمعات الزراعية المبكرة تتمحور حول التحول من الصيد والجمع إلى الزراعة المستقرة، مما أدى إلى استقرار السكان في مناطق معينة.

وبدأت هذه المجتمعات في تطوير تقنيات الزراعة، مثل زراعة الحبوب وتدجين الحيوانات، مما ساهم في تحسين التغذية ودعم النمو السكاني.

وتميزت هذه الفترات بتشكيل القرى الصغيرة التي كانت تضم منازل ومرافق لتخزين المحاصيل، كما بدأت المجتمعات في تطوير نظم اجتماعية معقدة تتضمن تقسيم العمل وتبادل السلع، وكان لهذا التحول تأثير كبير على الثقافات الإنسانية، حيث أدى إلى ظهور نظم اجتماعية جديدة وتشكيل هياكل سياسية واقتصادية متنوعة.

وبالنسبة إلى الاكتشاف، يقول الخبراء إن ذلك المنزل المستطيل، الذي تم بناؤه من الطين والأخشاب، يوفر رؤية شاملة حول أسلوب الحياة والتكنولوجيا المستخدمة من قبل سكان العصر الحجري الحديث.

يتميز المنزل بالهيكل المعماري المذهل، والذي يتضح من خلال الحفاظ الجيد الذي شهدته بقاياه، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تعرضه لحريق، وقد أدى هذا الحريق إلى تغطية الأرضيات بالقطع الأثرية والأدوات، مما زود العلماء بمعلومات قيمة عن الحياة اليومية لهؤلاء الأفراد.

تسلط عالمة الآثار باربرا هوريس، الضوء على أهمية هذا الاكتشاف، حيث تشير إلى أنه من المحتمل أن يؤدي إلى تغييرات كبيرة في النماذج السابقة التي تتعلق بتطور الاستيطان في منطقة البلقان.

تشير الأدلة الموجودة في المنزل إلى أن سكانه كانوا يمارسون تخزين الطعام، بما في ذلك الحبوب والبذور، مما يعكس تحولًا نحو الزراعة واستقرار المجتمعات في تلك الفترة.

تبدأ فترة العصر الحجري الحديث في منطقة البلقان حوالي 6500 قبل الميلاد وتستمر حتى حوالي 3500 قبل الميلاد، حيث شهدت هذه الفترة انتقالًا كبيرًا من أسلوب حياة الصيد والجمع إلى الزراعة والتجمعات المستقرة، ويُعتبر هذا التحول علامة فارقة في تطور الحضارات الإنسانية، حيث برزت المجتمعات الزراعية الأولى في أوروبا، وبدأت تتشكل القرى الصغيرة شبه الدائمة.

تتحدى النتائج التي تم التوصل إليها في منطقة Svinjarička Čuka  الافتراضات التقليدية التي تقول إن المجتمعات خلال العصر الحجري الحديث المبكر كانت تتكون من مجموعات صغيرة بدوية أو من استقرار موسمي فقط، بل على العكس، يظهر الاكتشاف أن رواد العصر الحجري الحديث في البلقان قد بنوا منازل مستقرة، مع مرافق متطورة لتخزين الإمدادات، مما يشير إلى نوع من التخطيط الاجتماعي والتخزين يتجاوز مجرد الحياة البدائية.

تُعزى هذه الاكتشافات إلى ثقافة ستارتشيفو، وهي واحدة من أقدم الثقافات في العصر الحجري الحديث في صربيا ومنطقة البلقان بشكل عام.

تُعرف تلك ثقافة بإدخال الزراعة وتدجين الحيوانات إلى المنطقة، مما ساهم في تشكيل هوية المجتمعات المستقرة والنمو السكاني، ومن خلال هذه الاكتشافات، يسعى الباحثون إلى فهم أفضل للعمليات الاجتماعية والاقتصادية التي أدت إلى التحول من الحياة البدوية إلى الحياة المستقرة، مما يساهم في توسيع نطاق المعرفة حول تاريخ البشرية في تلك الحقبة.