رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


اكتشاف خنجر نحاسي يرجع إلى 4000 عام بشمال إيطاليا

25-10-2024 | 23:53


جانب من الاكتشاف

إسلام علي

كشف علماء الآثار عن خنجر نحاسي يعود لأكثر من 4000 عام في كهف تينا جاما بمنطقة كارست شمال إيطاليا، وأثار هذا الخنجر اهتمامًا كبيرًا بين الخبراء نظراً لقيمته التاريخية الفريدة، حيث يندرج ضمن القطع الأثرية النادرة للعصر النحاسي.

 

الموقع الجغرافي 
وطبقا لما نقله موقع  labrujulaverde،  يقع كهف تينا جاما في منطقة ذات تضاريس معقدة، تتسم بتشكيلات الحجر الجيري والأودية العميقة والوديان الضيقة، مما يوفر بيئة مثالية للحفاظ على القطع الأثرية.
كانت هذه المنطقة شاهدة على نشاط بشري كثيف على مر العصور، وكانت بمثابة ممر حضاري بين شبه الجزيرة الإيطالية وسهول البلقان.

الخصائص الفنية للخنجر 
كان الخنجر المكتشف بطول 10 سم تقريبًا، ويتخذ شكل ورقة شجر مميزة مع مشط في نهايته، وهذه التقنية في التصميم تُعتبر استثنائية، إذ لم يسبق العثور على خناجر مماثلة في الكهوف الإيطالية. 
يتميز الخنجر بتشابه ملحوظ مع قطع أثرية مشابهة عُثر عليها في موقع بالقرب من بحيرة ليوبليانا في سلوفينيا، مما قد يشير إلى وجود تبادلات ثقافية بين شمال شرق البحر الأدرياتيكي والمناطق المحيطة بها.

السياقات التاريخية 
تشير الدراسات إلى أن القطع الأثرية النحاسية من العصر النحاسي كانت تُستخدم عادةً في الطقوس الجنائزية أو الاحتفالية، وخاصة في المناطق المفتوحة أو المدافن.
يعزز هذا الاكتشاف الاعتقاد بأن الكهف ربما كان له دور جنائزي أو طقسي، حيث يربط العلماء هذا الخنجر بمجموعة من الطقوس التي كانت تُمارس في هذه المنطقة خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد، مما يلقي الضوء على التطورات الثقافية والدينية في تلك الفترة.

عثر علماء الآثار خلال التنقيب في كهف تينا جاما على بقايا سيراميك وأدوات حجرية، مثل رؤوس سهام من الصوان، والتي تعود لفترات متعددة تمتد من العصر النحاسي إلى العصر البرونزي. 
ومن المثير للاهتمام وجود موقد وآثار حرق، يُعتقد أنها تعود إلى ثقافة سيتينا التي نشأت في دالماتيا، وهذه الآثار تعزز فرضية وجود تبادلات ثقافية وتجارية بين المجتمعات الإيطالية والبلقانية في العصور القديمة.

الهيكل الحجري 
أحد الاكتشافات الأكثر غموضًا كان هيكل حجري تم وضعه ليغلق مدخل الكهف، ويعود تاريخه إلى ما بين 2000 و1500 قبل الميلاد. هذا الهيكل أثار تساؤلات عديدة بين العلماء؛ حيث يُعتقد أنه ربما كان يحمي الكهف من الرياح العاتية المعروفة برياح "بورا" في تلك المنطقة، أو أنه استُخدم لأغراض جنائزية نظرًا للعثور على شظايا جماجم بشرية بجواره. هذا البناء الحجري يفتح أفقًا جديدًا لدراسة استخدامات الكهوف في العصور القديمة، سواء كانت كملاجئ أو مواقع طقسية.

تجدد الاهتمام بكهف تينا جاما بفضل دعم المجتمع المحلي وأصحاب الأراضي، الذين رحبوا بعمليات التنقيب بعد فترة طويلة من الخمول. وقد كان لتعاون المزارعين والمجتمعات الريفية أثرٌ كبير في نجاح المشروع، حيث قدموا الدعم اللوجستي وسهلوا الوصول إلى المنطقة، مما أتاح لعلماء الآثار العمل في بيئة داعمة ومشجعة.
يتوقع الخبراء أن تسفر الحفريات المستمرة في كهف تينا جاما عن مزيد من الاكتشافات التي قد تساهم في إعادة كتابة جزء من تاريخ المنطقة، خاصةً في ما يتعلق بالتبادلات الثقافية والتكنولوجية بين شعوب شمال شرق البحر الأدرياتيكي.