مبدعات حول العالم| همت مصطفى.. صاحبة أول طلة إعلامية في التلفزيون المصري
«يا همت يا بنتي»، اشتهرت بتلك العبارة التي طالما خاطبها بها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أثناء لقاءها معه بصورته البسيطة وقدرتها على إدارة الحوار بطريقتها اللبقة الرصينة وابتسامتها العذبة التي عرفت لها، إنها همت مصطفى إعلامية من جيل الرواد، تعتبر أول مذيعة تظهر على شاشة التلفزيون المصري وتقرأ نشرات الأخبار، ومن أوائل اللإعلاميات التي أسسن أسلوب مهني مميز في الإعلام المصري.
همت مصطفى
ولدت الإعلامية همت مصطفى في مدينة ميت غمر في 1927، تخرجت من كلية الآداب قسم تاريخ في جامعة القاهرة عام 1950، والدها هو قارئ مصر الأول وقصر عابدين والملك فاروق الشيخ مصطفى إسماعيل، تزوجت من أحد ضباط المخابرات المصرية.
بداية مشوارها الإعلامي
وفي أثناء عملها في الإذاعة عام 1951 بعد تخرجها اكتشفها أستاذها ومعلمها الإذاعي حسني الحديدي، حيث كانت مذيعة للبرامج العربية، ساعدها في إظهار موهبتها واهتمت بالبرامج السياسية لفترات طويلة، واختيرت ضمن أول الإعلاميين للعمل بالتليفزيون عند تأسيسه في عام 1960م.
ليأتي عام 1960 وتكون بداية مشوارها الحقيقي الإذاعي، حيث طلت على الجماهير بابتسامتها العذبة وتقرأ نشرة الأخبار، لتكون بذلك أول مذيعة مصرية يشاهدها الناس ومقدمة نشرات إخبارية.
تدرجت مصطفى في العديد من المناصب ومنها، عينت مشرفة على القناة الثانية منذ بداية عملها به، وشغلت منصب رئيسة التليفزيون من مايو 1980 إلى نهاية العام، وقدمت العديد من البرامج أبزرها على "شط النيل وخللي بالك وبرنامج المسابقات 3 في 3" كما قدمت حفلات أضواء المدينة بالعاصمة السورية دمشق سنة 1985 وسافرت إلى السعودية لتغطية موسم الحج سنة 1964.
كانت مصطفى فريدة في عملها، بداية من عملها كأول مذيعة مصرية تقرأ نشرة أخبار في التلفزيون المصري، وصولًا مع لقاءها الاستثنائي مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات حيث شهد يوم 24 ديسمبر عام 1978، انفراد الإعلامية همت مصطفى في تقديم الرئيس الراحل السادات في العديد من البرامج التي تبث مباشرة للجمهور العربي من بلدته ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية في العديد من المناسبات.
حيث ظهر السادات بصورة بسيطة لتكون قريبة للناس بالجلباب والعباءة، وكان مطلوبًا منها في ذلك المشهد إعادة تقديمه للناس بصورة جديدة، ارتدى فيها الجلباب الريفي ووضع العباءة على كتفيه وجلس على الأرض كأنه الفلاح المصري، واشتهر بعبارته لها وهى «يا همت يا بنتي».
استمرت مصطفى في ارتقائها بالمناصب وشغلت منصب مديرة البث في شبكة راديو وتلفزيون العرب في إيطاليا ودربت العديد من المذيعات، حتى رحلت عن عالمنا المذيعة الأشهر والقريبة للناس همت مصطفى في 14 ديسمبر 1995 بعدما أصبحت نموذجًا يحتذى به في تقديم البرامج والإصرار على النجاح.