أكد مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة، بسام زقوت، اليوم الثلاثاء، أن ما يحدث في شمال قطاع غزة هو عملية تهجير وتفريغ لسكان القطاع واستهداف لكل مقومات الحياة، بهدف إنشاء مستوطنات وضمها لمنطقة إسرائيلية عازلة، وهو ضمن "مخطط الجنرالات" الإسرائيلي، لافتا إلى أن من يرفض التهجير أمامه خيارين، إما البقاء في ظروف مأساوية أو القتل علي يد جيش الاحتلال.

وقال زقوت - في مداخلة لقناة "القاهرة" الإخبارية - "إنه على الرغم من محاولات الجهات والمؤسسات الدولية لإيقاف وكشف الخطة الإسرائيلية، إلا أن عمليات التهجير مستمرة، خاصة بعد قرار البرلمان الإسرائيلي بوقف عمل وكالة الأونروا في الأراضي الفلسطينية". 

وأضاف أن "المستشفيات هي جزء من مقومات الصمود في غزة، وعند غيابها سيضطر السكان للرحيل للحصول على العلاج من مكان آخر، فهناك إصابات متكررة في الشمال، في الوقت الذي خرجت فيه مستشفى كمال عدوان عن الخدمة، وتوقفها عن تقديم الخدمات، واعتقال عدد من الأطباء والعاملين بها، وتقديم الحد الأدني من الخدمات في ظل عدم وجود الوقود والأجهزة الطبية، وأيضا المستشفى الأوروبي أو مستشفى ناصر في وقت سابق"، لافتا إلى أن هناك 23 مستشفى خرجت من الخدمة تماما في القطاع.

وأشار إلى أن هناك نداءات متكررة لعودة الأطباء إلى مستشفيات شمال القطاع، ولكن لا طريق آمن للوصول لتلك المستشفيات، وإن تم الوصول فلا تتوافر المعدات والأجهزة الطبية اللازمة، أو الغذاء أو الطاقة أو مقومات العمل الأساسية للحياة، مطالبا بوقف العدوان على شمال قطاع غزة، لعلاج ما تبقي من المصابين، لافتا إلى أن المستشفيات تعمل فى ظل وجود دبابات وطائرات تحاصر السكان مع الاستهدافات المتكررة للأطباء.

وأوضح أن الطواقم الطبية تبذل جهودا قصوى سواء فى المستشفيات الميدانية أو العيادات المتنقلة، بالإضافة إلى الفرق المتطوعة التي تتنقل منذ بداية العدوان حسب الظروف من مكان لمكان، بعد استهداف المستشفيات بشكل متعمد من قبل قوات الاحتلال، بل يضطرون للتنقل إلى أماكن تكدس السكان بالخيام لتقديم الخدمات ولكنهم يواجهون صعوبة كبيرة بسبب تعذر إجراء العمليات الجراحية التي لا يمكن تقديمها في نقاط طبية صغيرة. 

وقال زقوت إن الإمكانيات المتاحة حاليا هي الفحص الطبي للحالات البسيطة، وتوفير بعض الأدوية التي تعالج الأمراض الأساسية والحادة، مثل المضادات والمسكنات والأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة، في حين تقوم منظومة الرعاية الصحية الأولية بالعمل من خلال النقاط الطبية المنتشرة، لأنها لا تحتاج لموارد كبيرة، بل تعتمد على خبرات الكوادر الصحية، بالإضافة إلى خدمة متابعة الجروح والنساء الحوامل.