اليوم.. الليلة الختامية لمولد الحسين
مولد الإمام الحسين من أهم المناسبات الدينية التي تحتفل بها مصر، إذ تتجلى فيه أجواء روحانية مميزة، خاصة في الليلة الختامية، التي تشهد تجمعات ضخمة من محبي آل البيت من مختلف أنحاء البلاد.
وتعتبر الليلة الختامية لمولد السيد الحسين في مسجده بالقاهرة من أهم وأشهر المناسبات الدينية والاحتفالات الشعبية في مصر، حيث يحرص آلاف الزوار والمريدين في ربوع مصر والدول الإسلامية كل عام على حضور هذه الاحتفالية التي تقام في حي الحسين الشهير بالقاهرة كل عام.
ويتميز هذا الاحتفال بمزيج من الطقوس الصوفية والشعائر الدينية التي تجمع الناس بمختلف خلفياتهم وأعمارهم، وتبدأ هذه الاحتفالات وتبلغ ذروتها في الليلة الختامية، المعروفة بـ"الليلة الكبيرة"، حيث يتم اختتام المولد بالأذكار والإنشاد الديني والأدعية الجماعية.
ومن المقرر أن تبدأ احتفالات المريدين بـ الليلة الختامية لمولد الحسين اليوم الثلاثاء، وهي ذروة الاحتفال، وفيها يكتظ المسجد وساحته بآلاف الزوار الذين يأتون للمشاركة في هذه المناسبة الدينية، وتكون المنطقة المحيطة بالمسجد مزينة بالأضواء والزينة، ما يضفي طابعًا احتفاليًا مميزًا، كما يجرى إعداد الخيم الصوفية التي تُنصب على مقربة من المسجد، إذ يقدم مشايخ الطرق الصوفية وفرق الإنشاد الديني عروضهم، وينشدون قصائد في مدح النبي وآل بيته، ما يُضفي أجواء روحانية قوية تشجع الزائرين على التأمل والتقرب إلى الله.
ويقام الاحتفال بمولد الإمام الحسين في مسجد الحسين بالقاهرة، إذ ينسب إليه رأس الحسين بن علي حفيد النبي محمد، ويقصده الناس بغرض إحياء الذكرى، والتزود من الأجواء الروحانية الخاصة.
بداية تقليد الاحتفال بمولد السيد الحسين
يرجع تقليد الاحتفال بمولد السيد الحسين إلى العصر الفاطمي في القرن العاشر الميلادي، حين أدخل الفاطميون هذا النوع من الاحتفالات الدينية في مصر لتعزيز الروابط بين العامة والدين من خلال هذه الموالد.
المولد لتعزيز المحبة والعلاقة الروحية بين المسلمين
واعتبروا إقامة هذه المناسبات الدينية إحياءً للتراث الإسلامي ووسيلة لنشر المحبة وتعزيز العلاقات الروحية بين المسلمين، ومنذ ذلك الحين، أصبح الاحتفال بمولد السيد الحسين جزءًا من الثقافة الشعبية في مصر، حيث تم ترسيخه كحدث اجتماعي وروحاني يحمل معه مشاعر الفرح والبركة.
رأي الفقهاء في الاحتفال بالمولد
تنوعت آراء الفقهاء حول الاحتفال بالمولد، فبعضهم يرون في المولد بدعة غير مستحبة، معتقدين أن هذا النوع من الاحتفالات لم يكن معمولًا به في عهد النبي محمد، فيما يعتبر آخرون أن الاحتفال به جائز ما دام خاليًا من المحرمات، ويرونه فرصة لتذكر السيرة الطاهرة للشخصيات الإسلامية العظيمة، وتوفير مجال للتقرب إلى الله من خلال الذكر والدعاء.
ويرى جمهور من علماء الأزهر والإسلام أن مثل هذه الموالد تندرج ضمن الممارسات المقبولة لتذكير المسلمين بالقيم الدينية وتوثيق علاقتهم بالصحابة وآل البيت.
المشاركون في الاحتفالات
تشارك أعداد هائلة من المريدين والمحبيّن وآلاف الزائرين من المصريين وغير المصريين، بالإضافة إلى الأسر والعائلات المصرية، كما يشارك في الليلة الختامية العديد من رجال الدين والشيوخ وأعضاء الطرق الصوفية الذين ينشدون قصائد المديح، ويتلون الأذكار، ويعبرون عن محبتهم للسيد الحسين وآل البيت.
الطرق الصوفية المشاركة
تشترك العديد من الطرق الصوفية المصرية في الاحتفال بمولد السيد الحسين، وأبرزها: الطريقة الرفاعية والتي تشارك هذه الطريقة بجلسات الذكر وإقامة حلقات للإنشاد الديني، والطريقة البرهانية والتي تُعرف بتلاوة الأذكار بصوت عالٍ ودعوة مريديها للاجتماع والابتهال.
بالإضافة إلى الطريقة الشاذلية، وتنشد بدورها قصائد وابتهالات تنشد خصائص آل البيت وتوضح حبهم ومكانتهم، الطريقة القادرية، تشتهر بالتنظيم الجيد لمجالس الذكر، وتجمع مريديها للتلاوة والدعاء، الطريقة الأحمدية، تشارك بالابتهالات ومدائح الرسول وآل البيت، ولها حضور واسع في المولد.
تعتبر هذه الاحتفالات ذات طابع روحي فريد حيث يتوحد الجميع في أجواء من المحبة والسكينة، تعبيرًا عن التعلق العميق بآل البيت ورموزهم.