قضية محورية.. كيف سيتعامل ترامب وهاريس مع المهاجرين؟
تعد قضية "الهجرة" واحدة من أبرز القضايا، التي تشغل الناخب الأمريكي، لذلك يتخذها المرشحان، الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية كامالا هاريس، ساحة لتبادل الاتهامات في محاولة لجذب تأييد المزيد من الناخبين، خصوصًا أن الأول يرى أن تلك المسألة نقطة ضعف لمنافسته.
موقف ترامب من قضية الهجرة
وحول موقف المرشح الجمهوري، دونالد ترامب من "المهاجرين"، فإنه يتعهد بالقيام بأكبر حملة ترحيل للمهاجرين غير الشرعيين في تاريخ البلاد، حال فوزه في الانتخابات الرئاسية المقرر لها في الخامس من نوفمبر المقبل.
ويزعم ترامب أن هناك نحو 21 مليون مهاجر غير شرعي دخلوا الولايات المتحدة منذ تولي إدارة خلفه جو بايدن الحكم في عام 2021.
ويتعهد بإعادة تفعيل قانون العدو الأجنبي الذي وضع عام 1798، لتفكيك كل العمليات الإجرامية للمهاجرين في أمريكا.
ووفقًا لما ذكره موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن "ترامب" يسعى من وراء تفعيل القانون الذي يعود لسنة 1798، لتنفيذ ترحيلات جماعية تستهدف المهاجرين غير الشرعيين ذوي الصلات الإجرامية.
وأحيانًا، وصف ترامب ملايين المهاجرين الذين يقيمون في البلاد بصورة غير شرعية بأنهم "حيوانات"و"إرهابيون" و"مجرمون"، فضلًا عن أنه قال في إحدى خطاباته "يأتون من إفريقيا والشرق الأوسط ومن كل أنحاء العالم وآسيا، إنهم ببساطة يدمرون نسيجنا الاجتماعي".
وفي تقرير لها، أشارت مجلة "نيوزويك"، إلى أن تضخيم أرقام المهاجرين يلعب دورًا رئيسيًا في سردية ترامب السياسية، والتي يهدف بها لتصوير أزمة كبيرة على الحدود الأمريكية وإثارة القلق والذعر بين الناخبين بشأن قضايا الهجرة.
التقرير ذاته يكشف أن ترامب بداية من مارس 2024، وحتى سبتمبر الماضي، ذكر أرقامًا تتراوح بين 15 و20 مليونًا، في حين تشير البيانات الرسمية من هيئة الجمارك وحماية الحدود بالولايات المتحدة إلى 10.6 ملايين محاولة عبور فقط من أكتوبر 2020 حتى أغسطس الماضي، بما في ذلك حالات الاعتقال والترحيل، ولا يعني أن جميع محاولات العبور نجحت.
ويضيف:"يركز ترامب على أن سياسة الرئيس جو بايدن ونائبته المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في التعامل مع الهجرة فشلت"، بينما يقدم الجمهوري نفسه على أنه الحل الوحيد والأمثل أمام الأمريكيين إذا ما أرادوا التعامل مع "خطر" المهاجرين.
ويوضح التقرير، أن بايدن قد كلف هاريس بإدارة أزمة الهجرة غير النظامية على الحدود المكسيكية، ولكنها لم تنجح بالتعامل معها برأي الكثير من الجمهوريين، ما زاد ترامب إصرارًا على التركيز على نقطة ضعف منافسته، حتى إنه زعم في مناظرته معها أن 21 مليون مهاجر يعبرون الحدود الأميركية كل شهر.
وسابقًا، ذكر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن الوعد الأول في أجندة الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية تضمن "إغلاق الحدود ووقف غزو المهاجرين"، وهو أهم ملف لدى ترامب، والوعد الثاني هو "تنفيذ أكبر عملية ترحيل في تاريخ أمريكا".
وفي الوعد الـ10، أكدت أجندة الجمهوريين ضرورة "وقف وباء الجريمة المرتبطة بالمهاجرين، وهدم كارتلات المخدرات الأجنبية، وسحق عنف العصابات، وسجن المجرمين العنيفين".
ومنذ صعود ترامب كمرشح رئاسي للحزب الجمهوري في عام 2016، يرتكز خطابه في المناطق التي تسكنها غالبية بيضاء وتعاني من كساد اقتصادي على معاداة المهاجرين، لكن بات من الوضح أن هذا الخطاب أصبح أكثر تطرفًا مع اقتراب يوم الحسم.
موقف المرشحة الديمقراطية كاملا هاريس
من جانبها، تؤكد المرشحة الديمقراطية، كاملا هاريس، على دعمها المستمر لمشروع قانون أمن الحدود بين الأحزاب، لكنه أحبط من قبل الجمهوريين في الكونجرس في فبراير 2024 بناءً على حث ترامب.
وتعتزم هاريس في حال وصولها إلى البيت الأبيض إعادة إحياء هذا المشروع، الذي من شأنه أن يسرع من اتخاذ القرارات المتعلقة بقضايا اللجوء، ويحد من الإفراج الإنساني، ويوسع سلطة ترحيل المهاجرين.
وبرغم أنها دعمت فيما مضى نهجًا أكثر تساهلًا، تقول إنه يجب أن تكون هناك عواقب للأشخاص الذين يعبرون الحدود الأمريكية بشكل غير قانوني.
لكنها في الوقت ذاته، تحذر من عمليات طرد جماعي" للمهاجرين و"معسكرات اعتقال" التي يعد بها ترامب في حال وصوله إلى البيت الأبيض، على حد وصفها.
وتسعى المرشحة الديمقراطية جاهدة إلى كسب أصوات المهاجرين إلى صفها سعيًا لجذب أصواتهم، في محاولة لتعزيز فرص فوزها أمام منافسها الجمهوري
وأخيرًا، كشف استطلاع حديث للرأي أجرته شبكة "سي بي إس" الأمريكية، أن 48 في المائة من الناخبين المحتملين يعتقدون أن حالات العبور سترتفع إذا فازت هاريس. وقالت الغالبية العظمى – وقدرها 72 في المئة - إنهم يعتقدون أنها ستنخفض تحت حكم ترامب.