هل تعلم أن الهواء الذي نتنفسه لا يؤثر  فقط على رئتينا، بل وعلى صحة أدمغتنا أيضًا؟ إن تلوث الهواء ليس مجرد مصدر إزعاج خارجي - بل إنه يشكل تهديدًا غير مرئي لقدراتنا الإدراكية.

فوفقا لتقرير نشر علي موقع" إرث" قام فريق من الباحثين بقيادة جامعة لوكسمبورج بالتحقيق في هذا الارتباط المعقد.

وتشير نتائجهم إلى وجود ارتباط ميكانيكي محتمل بين التعرض للجسيمات PM2.5 والضعف الإدراكي، كما ووجد الخبراء أن "القطعة المفقودة" من اللغز هي الالتهاب الجهازي .

أحد الجوانب المهمة للبحث هو تركيزه على الآثار الديموغرافية الأوسع، والتي لا تقتصر على كبار السن فقط، و كانت أغلب الدراسات السابقة حول التدهور المعرفي تركز على كبار السن، ولكن العلماء يشتبهون الآن في أن التعرض المزمن لمستويات منخفضة من الجسيمات PM2.5 قد يؤثر أيضًا على البالغين الأصغر سنًا.

ولاستكشاف هذا الأمر، قام الفريق بتحليل بيانات من أكثر من 66 ألف مشارك في مجموعة Dutch Lifelines.

و أشار التقرير أنه ثبت بالفعل أن الالتهاب يلعب دورًا مهمًا في تطور الأمراض العصبية التنكسية. وبالتالي، فإن الالتهاب الذي نراه استجابة لتلوث الهواء قد يعطل الوظائف المناعية في الدماغ، وبالتالي يضعف بشكل غير مباشر الصحة الإدراكية، و نظرًا للارتباط القوي بين تلوث الهواء والعجز المعرفي، فإن إجراء المزيد من الدراسات أمر ضروري لتحديد الملوثات والآليات الخلوية التي تتوسط هذا التأثير"