رئيس مجلس الادارة
عمــر أحمــد ســامي
رئيس التحرير
طــــه فرغــــلي
«الكواكب» تسأل: هل اختفت الأفلام الرومانسية.. والصناع يجيبون: قد تتوارى!
فيلم حبيبي دائما
موسى صبري
قد تكون السينما الرومانسية أقل بروزاً فى السنوات الأخيرة، ولكنها لم تختفِ تماماً، وعلى الرغم من أن السينما مرّت بتغييرات عديدة، خاصة مع صعود منصات البث التى تحرص على إنتاج نوعيات معينة من الأعمال الفنية، ولم تعد الأفلام الرومانسية الكلاسيكية تجذب جمهوراً واسعاً مثلما كان الحال فى السابق، إلا أن الأفلام الرومانسية لا تزال حاضرة وتتطور، والأمر متوقف على أسلوب وعرض الفيلم والفكرة التى يتناولها، فهل تختفى هذه النوعية من الأفلام؟
بات السوق السينمائى يفضل الأفلام ذات الإنتاجات الضخمة وذات الطابع الأكشن أو الفانتازيا أو الكوميدى لجذب جماهير واسعة، إلا أننا نجد محاولات للدمج بين الرومانسية وأنواع أخرى، مثل الرومانسية الكوميدية، والرومانسية الفانتازية.
وفى ظل انحسار وجود الفيلم الرومانسى، يتساءل البعض عن السر وراء قلة الأعمال السينمائية الرومانسية.
فى البداية نفى بطل فيلم «عاشق»، الفنان أحمد حاتم، هذا الأمر، مؤكداً أن الأفلام الرومانسية ما زالت موجودة. وقال حاتم: الأفلام الرومانسية موجودة، وستظل تقدم دائماً فى السينما، وقد حقق آخر أفلامى (عاشق) نجاحاً كبيراً فى السينما، وهو فيلم رومانسى على الرغم مما به من غموض ضمن الأحداث، فالسينما الرومانسية دائماً فى تجدد باستمرار، والجمهور يتشوق لهذه النوعية من الأفلام.
وأضاف حاتم: الأفلام الرومانسية دائماً تمس عاطفة الجمهور، وبالرغم من أن معظم جمهور السينما من الشباب والمراهقين، إلا أننى أرى إقبالاً من كل المراحل العمرية على الفيلم الرومانسى، وهذا ما تعودنا عليه منذ أفلام عبدالحليم حافظ وفاتن حمامة حتى الآن، فالجمهور يقبل على الفيلم الجيد أياً كان تصنيفه، ولكن قد يقل عدد الأفلام الرومانسية التى تطرح ولكنها لم تغب عن السينما، فدائماً يوجد الفيلم الرومانسى وله جمهوره.
ولم يختلف معه فى الرأى السيناريست تامر حبيب، حيث قال: فى الحقيقة الفيلم الرومانسى موجود فى السينمات باستمرار، على الرغم من أن البعض يظن أن هناك ندرة لهذه النوعية من الأفلام، وأنها تظهر كل فترة أو كل عدة سنوات، فهذا غير حقيقى، فالفيلم الرومانسى موجود ولكنه مثل أى فيلم كوميدى او أكشن يعتمد فى نجاحه على طريقة تقديمه وتناوله فى السينما، فقد سبق أن كتبت فيلمى (سهر الليالي) و(حب البنات) وهما فيلمان رومانسيان كان الجمهور متشوقاً لمثل هذه النوعية من الأفلام؛ لأنها خاطبت فكره ومست قلبه، لذلك نجحت مع الجمهور، وهذا النجاح دفع بعض المنتجين للتوجه إلى نوعية الفيلم الرومانسى.
ويضيف: هناك خطأ يقع فيه بعض المنتجين، وهو أنه عندما ينجح فيلم رومانسى فى السينما نجد عشرات الأفلام التى تقدَّم بنفس النمط والفكرة، هنا ليس العيب فى تقديم فيلم رومانسى، ولكن فى أسلوب وعرض الفيلم والفكرة نفسها، فكم من الأفلام الرومانسية التى نجحت وكم منها التى فشلت، مثلها مثل الأفلام الأكشن والكوميدى التى ينجح منها البعض ويفشل الآخر، فالمهم جودة العمل وصناعته وليس التكرار من أجل التكرار.
وقالت السيناريست أمانى التونسى، إن الفيلم الرومانسى لم يغب عن السينما، ولكن هناك فيلماً يتفوق على الآخر؛ بسبب جودته فى الكتابة والإخراج وأداء الممثلين، لذلك نجد أن فيلماً واحداً أو اثنين من ضمن الأفلام الرومانسية قد ينجحان، وبالمقارنة بين الكوميدى والرومانسى والأكشن نجد أن الفيلم الرومانسى قليل العدد بالفعل، لكنه موجود، ونجاحه متوقف على جودة الفيلم وليس على شىء آخر.
وأوضحت قائلة: الفيلم الرومانسى دائماً موجود فى السينما المصرية كل عام، ولكن فكرة تقديمه هى المعيار، فلابد أن تكون الفكرة غير مستهلكة حتى ينجح الفيلم مع الجمهور، ففى فيلم (قصة حب) الذى حقق نجاحاً كبيراً عند عرضه كانت الفكرة مختلفة، والتناول كان مختلفاً، وكذلك كانت الدراما والحبكة الرومانسية بين الأبطال مختلفة، ونحن بصدد التجهيز للجزء الثانى من الفيلم، الذى انتهيت من كتابته، وأتمنى أن يحظى بنفس نجاح الجزء الأول عند عرضه فى السينمات.
أما الناقد طارق الشناوى، فيقول: قد يخبو الفيلم الرومانسى على فترات، ويقل وجوده فى السينمات بعض الوقت وهذا أمر وارد، لكنه لم يختفِ أبداً، فهو يظهر بين الحين والآخر، وأغلب السينمات فى العالم تتحرك وفقاً لمؤشر أرقام شباك التذاكر والتوزيع، ويتوجه صناع السينما حسب النوع الذى يميل له المتفرج فى فترة ما.
ويكمل الشناوى: كانت الأفلام الرومانسية طاغيةً فى فترة الستينيات وكان أبطالها عمر الشريف وفاتن حمامة وشكرى سرحان ورشدى أباظة وعبد الحليم حافظ، ثم قلت فى السبعينيات، لتعود مرة أخرى بقوة فى الثمانينيات من القرن الماضى وفى تلك الفترة نجح فيلم (حبيبى دائماً) بقوة بطولة نور الشريف، وكان أقوى فيلم فى هذه الفترة، ثم قل الفيلم الرومانسى فى فترة التسعينيات، وعاد مع الألفية الجديدة فى فيلمَى (سهر الليالى) و(حب البنات)، وهكذا نجد الأفلام الرومانسية تزيد وتقل، حسب مؤشر الجمهور فى السينما.
وتقول الناقدة ماجدة موريس: قد يعتقد البعض أن الفيلم الرومانسى غائب، ولكن هذا غير حقيقى، فالفيلم الرومانسى موجود ولم يغب عن السينما، ولكن نجد أن أهميته تزداد حسب نجاح هذه النوعية من الأفلام فى السينما والحالة المزاجية والذوق العام للجمهور فى وقت معين.. وربما يقل الفيلم الرومانسى وقت الأزمات مثل (كورونا) وتظهر أفلام أخرى أكثر جدية فى التناول والفكرة، لكن الفيلم الرومانسى سيظل موجوداً.
وتوضح: هناك أفلام رومانسية ضمن أفضل الأفلام فى تاريخ السينما مثل (حبيبى دائماً)، لذلك فالفيلم الرومانسى مطلوب، خاصة أنه يخاطب جمهور الشباب الذى يتردد على السينما باستمرار، لكن المشكلة أنه لو تم تقديم فيلم واحد قوى وناجح فى السوق سنجد عشرات الأفلام تكرر هذا الفيلم، وهو ما يؤثر سلباً على نجاح الأفلام التالية.