صورة نادرة لمجموعة قايتباي.. لمحة عن التاريخ في القرن التاسع عشر
تنشر بوابة دار الهلال صورة نادرة لمجموعة قايتباي بالقرافة، والتي تم التقاطها بين عامي 1875 و1900، بلغ ارتفاع هذه الصورة 251 مم، وعرضها 189 مم.
توضح تلك الصورة الواجهة الأمامية للمجموعة مع القبة الضريحية المزخرفة بزخارفها الهندسية النجمية، بالإضافة إلى المئذنة التي ترتفع فوق المدخل الرئيسي.
تظهر الصورة العديد من الانهيارات في الواجهة، بالإضافة إلى تلف الأحجار في بعض المناطق، خاصة من الناحية اليسرى للمدخل الرئيسي، وهذا يتجلى في النافذة السفلية، كما تتواجد علامات تآكل الأحجار في المكعب السفلي للضريح، على يسار الصورة، فضلا عن بعض المواضع الأخرى أعلى باب الدخول والسلالم الخاصة بالمدخل.
وعلاوة على ذلك، في الجانب الأيمن من اللوحة، يظهر الانهيار الذي حدث في القرن التاسع عشر الميلادي بتلك الزاوية من المجموعة.
عند مقارنة هذه الصورة القديمة بالصور الحديثة للمجموعة التي تعود إلى الربع الأول من القرن الواحد والعشرين، يتبين أن الصورة القديمة، التي تعود للقرن التاسع عشر، تُظهر في الجانب الأيمن للبوابة دخلة رأسية تتوجها مجموعة من طبقات المقرنصات، والتي اختفت حاليًا بفعل الترميمات المتتالية، كما أنه في تلك الناحية الخلفية من الجدار الممتدة كان يوجد أعلى منها شرفات ثلاثية.
عوامل التلف الطبيعية
في الصورة القديمة، تبدو الأحجار والجدران الخارجية متأثرة بالعوامل الطبيعية، حيث يتجلى تراكم الأتربة وتآكل الأحجار، مما يدل على أن المعلم كان يعاني من الإهمال وغياب الصيانة لفترات طويلة خلال القرن التاسع عشر وما قبله.
بينما في الصورة الحديثة، يظهر المبنى بعد صيانة وتجديد، حيث تبدو الجدران في حالة أفضل وخالية من التلف الواضح الذي كان موجودًا في الصورة القديمة، مما يشير إلى عمليات ترميم متعددة قامت بها لجنة حفظ الآثار العربية والمؤسسات الحكومية والخاصة التي تولت مسألة ترميم الأثر من بعدها.
الإضافات المعمارية والتجديدات
في الصورة الحديثة، يمكن ملاحظة وجود سياج معدني حول المبنى، وهو إضافة لم تكن موجودة في الصورة القديمة، مما يدل على أن هذه الإضافة تهدف إلى حماية المبنى من الاعتداءات التي تتعرض لها الآثار المصرية بشكل عام، والمدخل الرئيسي في الصورة القديمة يظهر بسيطًا، بينما في الصورة الحديثة يبدو أنه تم إضافة أو ترميم الزخارف المحيطة بالمدخل، مما يُبرز التفاصيل المعمارية بشكل أوضح.
تبدو المئذنة في الصورة الحديثة في حالة جيدة، مع تفاصيل واضحة تشير إلى عملية ترميم، بينما في الصورة القديمة تظهر المئذنة متضررة بعض الشيء، حيث يتضح ذلك من خلال انهيار بعض من حواجز الشرفات الأولى والثانية.
البيئة المحيطة بالآثر
في الصورة القديمة، لا توجد سيارات أو عناصر حديثة حول المبنى، مما يوحي بأنه كان يقع في منطقة مفتوحة، حيث لم يكن هناك ازدحام يؤثر على حرمة الأثر، بينما في الصور الحديثة، تظهر سيارات حديثة حول المبنى، مما يعكس تغيرات الحياة المدنية حول الموقع وزيادة التحضر.
النوافذ والأبواب
بعض النوافذ في الصورة الحديثة مغطاة بحواجز كما هو الحال على يسار المدخل، وفي الصورة القديمة، توجد بعض الحواجز المهدمة بفعل الإهمال على يسار المدخل الرئيسي في الجهة العلوية والتي تتواجد بها الكتاب للأيتام، يتضح أيضا أن هناك عوامل تعرية أصابت المدخل الرئيسي بالكامل، لكن هذا لا يظهر حاليًا بفعل عمليات الترميم الحديثة للمبنى.
يبدو أن الأرضية المحيطة بالمبنى في الصورة القديمة غير مستوية أو خالية من التبليط، مما يدل على قلة الاهتمام بالبنية التحتية المحيطة في تلك الفترة. بينما في الصور الحديثة، تبدو المنطقة المحيطة بالمبنى مُهيأة ومُبلّطة، مما يسهل الوصول ويعطي طابعًا حضريًا ومنظمًا للموقع.
اختلاف لون الحجر
في الصورة القديمة، يبدو الحجر بلون أفتح، بينما في الصورة الحديثة يظهر بلون أغمق، وقد يكون ذلك نتيجة تأثير التلوث والعوامل البيئية، أو ربما تم استخدام مواد مختلفة قليلاً في الترميمات، مما أثر على لون المبنى. وهذا يُوضح أن الإهمال الذي تعرضت له الآثار في الماضي كان نتيجة قلة الاهتمام بها، لكن الإهمال الحالي قد يحدث بفعل عوامل أخرى في البيئة المحيطة بالأثر.