دعا رئيس شركة "توتال إنيرجي" الفرنسية العملاقة المنتجة للنفط، المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب، حال فوزه في الانتخابات الرئاسية إلى ضرورة التريث في التعامل مع مقتضيات اتفاقيات المناخ والانبعاثات الكربونية وعدم تبني ثقافة ما وصفه بـ "الغرب المتوحش" مع تلك القضية، محذرا إياه من مخاطر نسف الجهود العالمية المنظمة للوقود الأحفوري والانبعاثات المسببة للاحترار العالمي وتداعياتها على صناعة النفط في العالم.
وقال باتريك بويانيه رئيس الشركة الفرنسية العملاقة في صناعة النفط، في تصريحات خاصة نشرتها اليوم صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية إن الرئيس الأمريكي السابق إذا استمر في الضغط لتنفيذ تعهداته بـ"تمزيق" المعاهدات المتعلقة بانبعاثات الميثان وغيرها من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، فإنه سينسف بذلك سمعة القطاع النفطي وسيثير موجات من المعارضة ضد أنشطته واستثماراته.
واستطرد في تصريحاته قائلاً "أفضل أن تكون هناك قوانين جيدة في الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى سبيل المثال، بخصوص غاز الميثان، فأنا أفضل أن تكون EPA (وكالة حماية البيئة) صامتة، ولا أميل إلى أن تتبنى نهج الغرب فمن وجهة نظري فإن ذلك لن يساعد الصناعة (النفط) لكنه على العكس سوف يشيطنها، ومن ثم سيصبح الحوار أكثر عدائية".
تأتي تعليقات بويانيه، الذي يترأس واحدة من كبريات الشركات المنتجة للنفط في العالم، في ظل مخاوف صناعة النفط من التداعيات التي قد تنشأ حال تغلب دونالد ترامب على كاميلا هاريس في الانتخابات الأميركية المقرر اجراؤها بعد غد الثلاثاء.
كان ترامب قد تعهد بـ"الإطاحة بكل القوانين القاتلة لصناعة النفط التي طبقتها إدارة بايدن"، والانسحاب من "اتفاقية باريس للمناخ" المبرمة عام 2015، وهي خطوة وصفها رئيس توتال بأنها سوف "تطلق العنان للطاقة الأمريكية" التي تحقق فعلياً مستويات قياسية من الإنتاج في الوقت الراهن.
تبقى صناعة النفط عنصراً حيوياً وتقليدياً في تمويل الحملة الانتخابية للحزب الجمهوري في ضوء رفض الكثير من المديرين التنفيذيين للشركات المنتجة للنفط في أميركيا للقيود البيئية، التي ينظرون إليها بوصفها معوقاً للاستثمارات في المستقبل.
وتقول الصحيفة البريطانية إن عدداً من كبار المديرين أيدوا ترامب علناً، من بينهم الملياردير هارولد هام، مؤسس شركة "كونتينتال ريسورسيز".
أما في الأحاديث الخاصة، فيبدي العديد منهم تحفظاتهم حيال سياسة ترامب، بما فيها خطط فرض التعريفات الجمركية العقابية على الواردات، والتخلص من "قانون خفض التضخم" IRA، الذي وقعه بايدن للتشريع المناخي.
وترى أنه حتى لو فاز ترامب في الانتخابات، فإن قدرته على تفعيل خططه ربما تكون مقيدة بالكونجرس والمحاكم الأمريكية، فهناك عدد من قادة صناعة النفط يبدون تشككهم في إمكان تمرير قوانين بهذا الخصوص عبر القنوات التشريعية.
ويؤيد ذلك الرأي مايك ريث، المدير التنفيذي، لشركة "شيفرون" النفطية الأمريكية العملاقة، بقوله "إن هناك احتمالا ضئيلاً للغاية أن تصبح الولايات المتحدة متبنيه لنهج "الغرب" بشأن التشريعات (المناخية).".
وأضاف في تصريحاته لـ"الفاينانشيال تايمز" أنه "في ضوء مسيرتي لـ 42 عاماً في الصناعة، رأيت دوما التشريعات تتحرك في اتجاه واحد، أحياناً تتحرك بسرعة أكبر، وفي أحيان أخرى تتحرك أكثر بطئاً.
ودرج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على توجيه انتقادات لاذعة لـ"قانون خفض التضخم" IRA، الذي وصفه بأنه "غش أخضر جديد"، وتعهد بإلغاء جميع المخصصات المالية العالقة التي لم تنفق التي تندرج تحت هذا القانون.
لكن شركات النفط الأمريكية الكبرى، بما فيها "شيفرون" ومنافستيها "إكسون موبيل" و"أوكسيدنتال بتروليوم" تندرج فعليا ضمن الأطراف المستفيدة بالتخفيضات البيئية والدعم الذي يتيحه هذا التشريع، والبالغ 370 مليار دولار، بهدف دعم الاستثمارات في التكنولوجيات الجديدة التي تتضمن إنتاج الهيدروجين والحد من انبعاث الكربون، لذا نجدها لا ترغب في الإطاحة بالقانون والغائه.
ويأمل بعض مديري شركات النفط أن يسهم تدفق غالبية مخصصات القانون على المقاطعات ذات الأغلبية الجمهورية في تليين موقف ترامب ويخفف من طموحاته بـ"قتل القانون".