سعيد الكفراوي.. صاحب الحواديت والحكايات عن القرية والريف المصري
عُرف بأسلوبه الفريد والسهل في كتابة القصص القصيرة، الذي كان يعكس فيه الحياة الواقعية والأبعاد الإنساني وما يحدث في المجتمع الريفي، حيث شارك وعاصر العديد من الكتاب الكبار في الارتقاء بالأدب والاهتمام به، كما ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات، إنه القاص الكبير سعيد الكفراوي الذي تحل اليوم ذكرى وفاته.
ولد سعيد الكفراوي في قرية كفر حجازي بالمحلة الكبرى سنة 1939، بزع اهتمامه نحو الأدب مبكرًا وخاصة ميله نحو كتابة القصص القصيرة.
كون في بداية الستينيات ناديًا أدبيًا في قصر ثقافة المحلة الكبرى مع أصدقائه جابر عصفور ومحمد المنسي قنديل وصنع الله إبراهيم ونصر حامد أبو زيد ومحمد صالح وفريد أبو سعدة، وصولًا إلى مجلس نجيب محفوظ على مقهى ريش بالقاهرة.
بدأ الكفراوي كتابة القصة القصيرة من الستينيات، لكن أولى مجموعاته القصصية لم تُنشر إلا في الثمانينيات، كما تميز بأسلوبه السهل والممتع في كتاباته للقصص القصيرة، حيث استطاع تجسيد العادات والتقاليد التي كانت تسود المجتمع وقتها وخاصة الريف.
كما ترجمت أعمال الكفراوي إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والتركية والسويدية والدانماركية، وترأس الكفراوي تحرير سلسلة «آفاق عربية» الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.
كتب الكفراوي العديد من المجموعات القصصية ومنها: مدينة الموت الجميل، ستر العورة، سدرة المنتهى، مجرى العيون، دوائر من حنين، بيت للعابرين، البغدادية، يا قلب مين يشتريك، حكايات عن ناس طيبين، كُشك الموسيقى، شفق ورجل عجوز وصبي، زبيدة والوحش.
كما شارك سعيد الكفراوي في العديد من الفعاليات في كثير من دول العالم، مثل: المغرب، والكويت، والسعودية، والإمارات، والعراق، وفرنسا، والدنمارك.
وحصل على جائزاتي: السلطان قابوس بن سعيد للقصة القصيرة عن مجموعته القصصية «البغدادية»، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب "مصر، 2016".
وبعد رحلة طويله في الإبداع والإزدهار وإمتاع القراء بكتابة القصص القصيرة رحل عن عالمنا القاص الكبير سعيد الكفراوي في 14 نوفمبر 2024، وقد وصفه المجلس الأعلى للثقافة في نعيه له قبل سنوات بأنه دافع عن فن القصة القصيرة بشرف وتجرد.
مشيرًا أن كتابة هذا الشكل موازية لحياته تقريبًا وقد اعتبرها نبوءة تعبِّر عن الجماعات المغمورة وأهل الهامش، وفى الوقت الذي رحل كل أبناء جيله إلى زمن الرواية ظل مخلصا للقصة القصيرة، مدافعًا عن كينونته حتى أن النقد اعتبره أحد شهيدين يبدعان هذا الشكل الفريد، مع زكريا تامر.