على هامش افتتاح "الناشرين" الـ14.. تكريم الفائزين بـ "الشارقة لحقوق النشر"
كرّمت الشيخة بدور القاسمي، رئيس مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب الفائزين بجائزة الشارقة لحقوق النشر، والتي تهدف إلى الاحتفاء بالجهود الاستثنائية المبذولة في دعم وتطوير قطاع حقوق النشر والترجمة، ويأتي ذلك على هامش مؤتمر الناشرين الـ14 الذي افتتح وبدأ أولى أيام انعقاده وفعالياته أمس الأحد بالشارقة، ويستمر على مدى ثلاثة أيام متتالية، قبيل انطلاق الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب الأربعاء المقبل.
وفاز بفئة "المهنيين المستقلين أو العاملين في الوكالات المتخصصة في بيع وشراء حقوق الترجمة" أحمد بدير، مدير عام دار الشروق، الذي باع أكثر من 400 ألف عنوان لكافة أرجاء العالم، أما فئة "الخبراء الذين يعملون ضمن دور النشر في مجالات بيع حقوق الترجمة" نرمين مولواغلو، رئيسة وكالة كليم، تركيا، والتي حققت إنجازات رائدة بترجمة أكثر من 3000 عنوان لأكثر من 46 لغة.
ونال الجائزة التقديرية كل من الراحل بسام شبارو، مؤسس ورئيس مجلس إدارة الدار العربية للعلوم - ناشرون، وتسلمت الجائزة عنه ابنته لينا، إلى جانب تكريم بيل كينيدي، مؤسس ومدير شركة أفيسينا للشراكة المحدودة؛ وذلك تقديراً لجهودهم في تعزيز صناعة النشر وتبادل المعرفة، ودعم نمو قطاع بيع وشراء حقوق الترجمة.
وشهدت فعاليات اليوم الأول لقاء مع شانتال ريستيفو أليسي، الرئيسة التنفيذية للشؤون الرقمية، المديرة التنفيذية للغات الأجنبية الدولية في هاربر كولينز الولايات المتحدة، والذي حاورها فيه بورتر أندرسن، مؤسس ورئيس تحرير مجلة "ببلشينغ بيرسبيكتيف"، وتحدثت شانتال حول أهمية النشر وآفاق نموه، والقطاعات المتنوعة التي تتبادل المصالح مع قطاع النشر كالسينما والمسرح وغيرها، مشددة على أهمية الكتب في إحداث أثر إيجابي على واقع المجتمعات ورفع وعيهم بما يجري في العالم، مشددة على أن الكتب الرقمية ليست بديلاً عن الكتاب الورقي، ولكنها إضافة إليه، وأن تقنيات الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن تكون بديلاً عن المؤلفين، ولا مبرراً للقرصنة.
وخلال حديثها في الجلسة، أكدت شانتال أهمية أن يكون الناشر منفتحاً على جميع أشكال الأدب، بقولها: "التواصل الأدبي بين مختلف الشعوب والأجيال يعد ضرورة لتعزيز الفهم والتقارب الثقافي"، مشيرة إلى أن شغف المجتمع بالقراءة يمنح الناشرين دافعاً قوياً نحو التطور والنمو.
وأضافت: "نحن كناشرين نعمل مع نخبة من المبدعين في العالم، وهذا يدفعنا إلى الفخر الحقيقي، ومن هنا فإن علينا كناشرين أن نؤدي دوراً أساسياً في ربط الكتّاب ببعضهم، لنمكّنهم من التعاون وتبادل الرؤى؛ فالنشر لا يقتصر على إصدار الكتب فحسب، بل هو جسر للتواصل بين العقول الفذة حول العالم".
كما شهد اليوم الأول من مؤتمر الناشرين انعقاد 31 ورشة عمل تفاعلية من خلال طاولات مستديرة جمعت عدداً من الناشرين، حيث استعرضوا أبرز الفرص المتاحة في عالم النشر الحديث.
وتناولت الورش مجموعة متنوعة من الموضوعات، من بينها الكتب المسموعة، حيث تم التطرق إلى تسويق المحتوى الصوتي، ونشر الصوت بتنسيقات متعددة، وإنتاج الكتب الصوتية، بالإضافة إلى مناقشة نماذج الأعمال الصوتية وطرق توزيعها.
كما سلطت الضوء على الذكاء الاصطناعي، متناولةً استخداماته في تحسين كفاءة عمليات النشر، وتطوير استراتيجيات توظيفه في التسويق والإعلان، ودوره في نشر الأعمال المترجمة.
وركّزت ورش العمل على "مختبر المهارات" الذي تضمن موضوعات مثل التوزيع الرقمي العالمي، وسبل مواجهة القرصنة، إضافة إلى استراتيجيات المبيعات المباشرة للمستهلكين، إلى جانب استعراض كيفية تنظيم فعاليات مع المؤلفين، وأساليب التعامل مع الصحافة التجارية العالمية، مع التركيز على استثمار المناطق الجغرافية ذات التعداد السكاني الكبير كفرص واعدة لتوسيع نطاق أعمال الناشرين بلغات متعددة.
ومؤتمر الناشرين حدثاً سنوياً بارزاً يجمع نخبة من خبراء صناعة النشر والوكلاء الأدبيين وقادة الفكر من مختلف أنحاء العالم، ويُقام المؤتمر قبيل انطلاق "معرض الشارقة الدولي للكتاب"، ويهدف إلى مناقشة تحديات النشر محلياً وعالمياً، واستكشاف الحلول المبتكرة التي تتماشى مع تطورات سوق النشر واحتياجات القراء المتغيرة.
كما يُعَدُّ منصة دولية لعقد صفقات تبادل حقوق النشر والترجمة، وبناء الشراكات الاستراتيجية بين مختلف الأطراف الفاعلة في صناعة النشر.
افتتحت أعمال الدورة الـ14 من مؤتمر الناشرين، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب بالتعاون مع الاتحاد الدولي للناشرين، بمشاركة 1065 ناشراً ووكيلاً أدبياً و74 متحدثاً من 108 دول.