رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


الغابات الشجرية وسيلة آمنة لاستغلال مياه الصرف الصحي

2-3-2017 | 02:20


كتبت : أماني محمد

كانت الغابات الشجرية وسيلة آمنة للتخلص من مياه الصرف الصحي المعالج والاستفادة منها في تلك المساحات الشجرية المزروعة على أطراف عدد من المحافظات، فقبل عدة سنوات انطلق مشروع قومي لزراعة الغابات الشجرية في مصر، لما لها من أهمية بيئية واقتصادية عالية، فهي تزرع في أماكن في الأساس تكون غير صالحة للزراعة.

يوضح الدكتور عبد الغني الجندي الباحث الرئيس لمشروع الغابات في مصر إنه لم يكن هناك غابات بالمعنى الحقيقي قبل بدء المشروع القومي لزراعة الغابات المستدامة، وأن المساحات المزروعة كانت عبارة عن أماكن للتشجير، وتبلغ مساحتها نحو 11 ألف فدان في 37 أو 38 موقعا أشهرها غابة الإسماعيلية الموجودة في سرابيوم والأقصر وشرم الشيخ والجبل الأصفر.

وقال إن الفكرة الرئيسية لها تكون في الاستفادة بمياه الصرف الصحي المعالج فلن تروى بالمياه الصالحة لأننا لدينا عجز مائي، فيعاد استخدامها في ري الغابات لأنها ممنوعة من الاستخدام في ري المحاصيل التي تؤكل، فضلا عن الاستفادة من أخشابها بالإضافة إلى دورها البيئي الهام في تنقية الجو وكمصدات للرياح.

وأوضح أن أخشاب الأشجار الموجودة في مصر لم تكن بالجودة التي تمكن من استخدامها في صناعة الموبيليا والأثاث، فجميعها أشجار كافور وكازورينا أو "جزوارينا" تستخدم في صنع الكراسي وما شابه، مضيفا "نحن نستورد ما يقرب أربعة مليارات دولار أخشاب سنويا للتصنيع".

وعن أهميتها بيئيا بعيدا عن كونها مصدرا للأخشاب أوضح الجندي أن تلك الغابات تحمي البيئة من مياه الصرف الصحي والتلوث الذي تسببه، ويستفاد منها في إنتاج الوقود الحيوي من مخلفاتها والأوراق المتساقطة فبدلا من التعرض لخطر الحريق يتم استخدامها في إنتاج سماد عضوي.

وقال إنها أيضا تستخدم في إنتاج البديل الكربوني، فالهكتار من الغابات الذي يعادل نحو فدانين ونصف يخزن 25 طن كربون فتستخدم في تنقية الجو، كذلك فهي تحمي المدن من خطر الكثبان الرملية والعواصف، موضحا أن مصر لديها ميزة هامة وهي أن معدل نمو الشجرة فيها أسرع من معدل نمو الشجرة مثيلتها في ألمانيا بأربع مرات.

وفيما يخص المشروع المصر لزراعة الغابات قال أستاذ الهندسة الزراعية إن مشروع مع الجانب الألماني يضم كلا من جامعة عين شمس ووزارة الزراعة وجامعة ميونخ الألمانية لأنهم متخصصون في الغابات ويمتلكون غابات على أعلى مستوى، موضحا: "بدأنا بعمل مسح لكل مصر فوجدنا أن فكرة الغابات في مصر ليست صحيحة فهي لا تمتلك وسائل حماية من خطر الحرائق أو ممرات للأشخاص وحددنا نقاط ضعفنا".

وأضاف أن مصر استوردت 12 صنف أشجار من أربع دول مشابهة مثل جنوب أفريقيا واستراليا وعملت ثلاث غابات بالأصناف الجديدة في سرابيوم بالإسماعيلية والأقصر والغردقة، ووضعت نظم ري جديدة وبرامج لتطوير العاملين وتعليمهم، وتربية شتلات جديدة، بالتعاون مع وزارة الزراعة والبيئة ومرفق المياه لعمل أشجار عالية الجودة.

وأوضح أن الهيئة الألمانية للتشجير والغابات وقعت بروتوكول مع وزارة الزراعة والإسكان لتمويل عمل غابات بالشراكة مع مصر وتمويل إنشائها، مشيرا إلى أن أهم أنواع الأشجار الجديدة هي شجرة التيك والخروع وغيرهما من الأصناف التي تصل إلى أربعة عشر نوعا.

وربط بين مشروع الغابات ومشروع استصلاح وزراعة المليون ونصف فدان، فقال إن هذه الأراضي جميعها صحراوية وتتعرض لخطر الكثبان الرملية، فالمشروع تم تصميمه بحيث تضم كل قرية نحو عشرة آلاف فدان فقدمنا مقترحا بإنشاء غابة شجرية حولها من الخارج بالاستفادة من مياه الصرف الصحي للقرية في ري الغابات وإنتاج أخشاب وتشغيل الشباب.

من جانبه أوضح دكتور صابر محمود معهد بحوث الأراضي والمياه بمركز البحوث الزراعية أن تلك الغابات تعمد على المياه العادمة من مياه الصرف الصحي المعالجة معالجة أولى تزرع الأشجار الخشبية وبعد من ثلاث إلى خمس سنوات نحصل على الأخشاب يستفاد منها في الصناعة، وتستخدم كمصدات للرياح وحماية المدن التي تمتلك ظهيرا صحراويا لحجز الأتربة والرمال.

وعن شروط زراعتها قال إن الأراضي المستخدمة في الزراعة بشكل عام تحدد كفاءتها وتوضع الغابات في المناطق التي لا نستطيع الزراعة فيها، لأن الأشجار تعتمد على الجذر العميق فتزرع في الأراضي الأقل جودة، والأمر يتوقف على الهدف من الزراعة هل الحصول على إنتاجية ذات جودة عالية أم مجرد تنقية البيئة وحماية المدن.