رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بالحب أفضل قرية على مستوى العالم

2-3-2017 | 09:58


بقلم : إيمان حمزة

مازلنا فى دعوتنا نعيش الحب فى أجمل معانيه وبوجوهه الكثيرة فما أحوجنا إليه فى كل وقت خاصة هذه الأيام لتشرق الدنيا إيثارا وتعاونا وعطاء, حين يسارع كل منا بمد يده إلى من يحتاج إليه لنهون علينا وعلى من حولنا مصاعب الدنيا, الحب يحيل الحلم حقيقة والمستحيل ممكنا ومتاحا, والواقع يجسد بيننا الكثير من ذلك حين تحول حلم قرية بأهلها إلى جنة خضراء نظيفة جميلة بمبانيها عامرة بالخير والحب عندما اجتمع كل أهلها ليتشاركوا تحمل المسئولية للتخلص من كل مشاكلها لتصبح أفضل قرية نموذجية على مستوى العالم فى مجال البيئة والتحضر بحسب تصنيف منظمة اليونسكو وهى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم, حيث تم اختيار قرية "كفر وهب" المصرية كأفضل قرية فى مجال البيئة بريف المنطقة العربية كنموذج مثالى للاعتناء بالبيئة ونشر كل سبل الحياة الإنسانية الكريمة من خلال الجهود الذاتية للأهالى دون انتظار دعم من الأجهزة التنفيذية.

والحكاية تبدأ من قرية "كفر وهب" حين حولت حلم أهلها فى التخلص من تلال القمامة ومصادر التلوث لتصبح قريتهم قرية جميلة بكل مظاهر التحضر, وبفضل تلك الجهود التى اجتمع عليها شباب القرية وأهلها من النساء والرجال وحتى الأطفال تم التخلص من كل ما يلوث مجرى المصارف المائية والقمامة بالقرية وامتدت إلى زراعة الأشجار أمام البيوت وعلى جوانب الشوارع التى تم رصفها وتلوين أرصفتها لتصل إلى ألف شجرة, كما قام أهالى القرية بجهودهم الذاتية بترميم المدرسة الابتدائية وبناء المدرسة الإعدادية وأيضا مستشفى نموذجى ومسجد وكنيسة, وليصبح شعار القرية والذى يرفعه مركز شبابها "الجمال والنظافة والهدوء", وكانت البداية من الطبيب الشاب مجدى عبد المقصود أحد أبناء القرية الذى تخرج من طب قصر العينى عام 1979 ليعود إليها محققا حلم عمره الذى كان يهفو إليه ليرى قريته أجمل وأنظف مكانا, وبدأ بنفسه لينظف حول بيته وشارعه ويزرع شجرة, فتجمع حوله شباب القرية وأهلها كل يبدأ بنفسه وبيته والشارع من حوله, لتستمر جهود الشباب والأهالى فى الحرص والمحافظة على الجمال والنظافة بشكل دورى والحفاظ على البيئة ونشر مظاهر التحضر والرقى, وقرروا أن يتغلبوا على مشكلة المشاكل "الأمية" بين أهلها, فتشاركوا على تعليم ومحو أمية كل من حولهم من خلال الشباب فى فصول المدارس بعد انتهاء اليوم الدراسى لتصبح نسبة التعليم 100 % فى القرية التى تضم عشرة آلاف نسمة, ولتحصل مدارسها على أفضل مستوى تعليم لمشاركة الجميع فى تذليل العقبات للأبناء والمساعدة بمجموعات تقوية مجانية لكل المواد لغير القادرين, بل خصصوا تبرعات منتظمة شهرية لتجميع القمامة وتدويرها والاستفادة منها, وأيضا خلق فرص عمل لأبناء القرية لتصبح بهذا التكافل والحب بين كل أبناء القرية جنة خضراء على الأرض تفوح منها زهور البرتقال والياسمين التى تنتشر أشجارها فى ربوع القرية التى تحرص على جمال معمار بيوتها القصيرة, فتحصد القرية بكل هذا الكثير من الجوائز التى امتدت منذ عام 1985 على مستوى الجمهورية ويتم تكريم الطبيب مجدى عبد المقصود كرجل البيئة عن تجربته الناجحة لقريته كفر وهب عام 2002, لتستمر القرية فى المحافظة على مكانتها كقرية نموذجية يتم اختيارها من اليونسكو 2013 كأفضل قرية, فبالحب وقوة الإرادة يتحقق المستحيل.