كتبت : نجلاء أبو زيد
أشعرته منذ ولادته أنه بطل حياتي, أردته واثقا لكنى جعلته مغرورا أنانيا لا يحب الناس, وهم أيضا يكرهونه, فكيف أكسر غروره وأجعله متعاونا مع غيره, كانت هذه مشكلة بعض الأمهات ؟
وفى محاولة منا لمعرفة الفرق بين التنشئة على الثقة بالنفس والغرور تحدثنا مع د. أحمد جمال أستاذ علم نفس الطفل فقال: التربية الحديثة تهتم بزرع الثقة بالنفس في الطفل بحيث يتعلم كل شيء ولديه شعور داخلي أنه سينجح فيه وهذا يزيد مهاراته في التعلم والاعتماد على النفس, ويحتاج زرع الثقة دعم وتشجيع من الوالدين لكن في نفس الوقت عليهما ألا يحولان الأمر لحالة من الغرور, بأن نتحدث أمامه أنه دائما الأفضل والأذكى والأكثر تفوقا, فعلينا ألا نحبطه إذا أخطأ لكن في نفس الوقت يجب أن نظهر له أخطاءه مبكرا وأن نلمس التصرفات التي تنم عن الغرور والثقة الزائدة في النفس مبكرا ليعرف أنه ليس الأفضل, وأن وجود آخرين أقل منه في الذكاء لا يعنى أن يتكبر عليهم لأن لديهم مهارات أخرى قد لا تكون لديه, وكلما حرصنا على أن نخلق بداخلهم حب الله وأنه الذي وهبهم ما هم فيه كلما ساعد ذلك على عدم ظهور صفة الغرور, وأضاف أن الابن المغرور نتاج أسرة لا تهتم بالتعاون ومساعدة الآخرين وتكون أميل للانعزال عن الناس ويندر وجوده وسط الأسرة الطبيعية, لكن إذا شعرت الأسرة بصفة الغرور في الابن فعليها أن تلجأ للحوار والحكايات وزيارة دور الأيتام وغيرها من الأماكن التي تجعله يشعر بالآخرين وتدريجيا سيضطر إلى التعامل مع الناس ويختفي غروره بشرط أن تنتبه الأسرة للأمر مبكرا لأن التأخر في القضاء عليه يضيف عيوبا أخرى للشخصية يصعب علاجها في المستقبل.