الملفات الأكثر سخونة على أجندة رئاسته الجديدة .. كيف سيتعامل ترامب مع قضايا الشرق الأوسط من غزة للبنان؟
تأتي قضايا الشرق الأوسط على رأس القضايا الأكثر إلحاحا على أجندة الرئيس الأمريكي الجديد، وسط حالة من الترقب لأن ينجح الرئيس القادم للبيت الأبيض في التعامل معها وخاصة في ظل التصعيد الحالي في غزة ولبنان والدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل.
وكشفت المؤشرات الأولية لفرز الأصوات في الانتخابات الأمريكية عن فوز دونالد ترامب في المجمع الانتخابي بأكثر من 270 صوتا، حيث أعلن رئيس مجلس النواب في الكونجرس الأمريكي مايكل جونسون عن فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة بعد تخطيه حاجز الـ 270 صوتا انتخابيا، كذلك أعلن ترامب نفسه فوزه أمام تجمع من أنصاره، واصفا انتصاره بالتاريخي، وأنه الرئيس الـ47 للولايات المتحدة.
قضايا الشرق الأوسط
ويوضح اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، أن توجهات ترامب بشأن الشرق الأوسط يمكن استشرافها بصورة أكبر من منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، لأنه تولى فترة رئاسة سابقة وكانت توجهاته واضحة للغاية، مشيرا إلى أنه بالنسبة للشرق الأوسط فهو مع إسرائيل في كل مساراتها، وداعم لها بشكل كامل عسكريا وماديا وسياسيا، فهو من أقدم على نقل السفارة الأمريكية للقدس.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن التصريحات الانتخابية التي قالها كلا الطرفين سواء ترامب أو هاريس في مجملها كانت تصريحات انتخابية ليست بالضرورة أن تنفذ خاصة فيما يخص السياسة الخارجية، حيث تعهد بوقف الحرب في أوكرانيا وفي الشرق الأوسط، مضيفا أن وقف الحرب إن كان ذلك توجها عالميا لكن هناك صوبة في إيقافها بالفعل، لأن الحرب الاسرائيلية على غزة، لم تحقق فيها إسرائيل حتى الآن أهدافها وهي التخلص من إمكانيات حماس العسكرية وأيضا البشرية وتحرير الرهائن بالعمل العسكري.
وأكد أن هذه الأهداف لم تحقق بالفعل، كما أن حزب الله اللبناني، دخل على الخط من خلال رشقات صاروخية متبادلة بين الجانبين، لذلك فعملية وقف الحرب ستأخذ وقتا كبيرا، مشيرا إلى أن ترامب مع إسرائيل بشكل كامل، والفلسطينيين والعرب يفطنوا إلى ذلك، لأنه من الخطأ التوقع بأن يكون ترامب محايدا، أيضا بالنسبة للمسار العسكري، فأمريكا تقوم بالفعل بعمليات عسكرية، من خلال تضرب الحوثيين في اليمن وهذا الأمر سيستمر.
وأضاف أنه بالنسبة لإيران فمع تبادل القصفات ما بين إيران وإسرائيل، سيستمر ترامب في دعم إسرائيل بشكل كامل، لذلك قد يلجأ لفرض عقوبات على إيران وتقليص تطلعاتها النووية العسكرية، مؤكدا أن ترامب لن يغير كثيرا التوجه العسكري الأمريكي ناحية المنطقة، لكن من المحتمل أن يكون هناك بعض التفاهمات لتخفيض حدة التوتر العسكري، وهو ما تقوده مصر في الوقت الحالي، حيث تسير في مسارين.
وأشار إلى أن مصر تسير في مسار المفاوضات بين أطراف النزاع، من خلال المفاوضات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، برعاية أمريكية، وهناك بعض الامل فيه هذا الجهد، والمسار الثاني، وهو مهم للغاية، هو محاولة التوفيق بين فتح وحماس، تمهيدا لفترة ما بعد انتهاء الحرب على غزة، لوضع تصور لمن سيدير القطاع لأن إسرائيل تحاول أن تأتي بقوة من خارج فلسطين تدير القطاع، قوة دولية وهذا ليس في صالح القضية الفلسطينية، لذلك تعمل مصر على توحيد الفلسطينيين للتمهيد لفترة إيقاف الحرب.
وشدد على أن تحقق هذين المسارين، قد يؤدي لاختلاف التوجه الأمريكي، لكن بشكل عام في قضايا المنطقة السياسية سياسة واشنطن لن تختلف، فالإدارة الأمريكية لن تترك المنطقة إطلاقا، وستعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي بما يعود بفائدة كبيرة اقتصاديا على أمريكا وده اللي يهمه، وكذلك زيادة مبيعات الأسلحة للشرق الأوسط والمنطقة العربية، ففي ولايته السابقة حققت الإدارة زيادة في تلك البيعات.
وأكد أن ترامب دائما ما يمزج بين الاقتصاد والنواحي العسكرية والسياسية، لأنه رجل أعمال واقتصادي ينظر للعائد المادي دائما.